قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حينما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة أسس وثيقة المدينة وهي أول دستور مدني متكامل في التاريخ أرسى قواعد المواطنة وثبت أركان العدل بين مكونات المجتمع وطوائفه، ونظم العلاقات بينهم لكي يسود التسامح والمحبة ويدخل الناس في السلم كافة.
وأضاف «هاشم» خلال خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أنه لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- المدينة المنورة عَلّم الجميع كيف تقام الأمم وكيف ترتقي فأسس ثلاثة مبادئ لقيام الدولة الإسلامية الحديثة.
وتابع: المبدأ الأول وَثق الصلة بالله تعالى، فبنى المسجد وقام بنفسه في حمل الطوب وهذا يدل على أهمية المسجد وعظته في الإسلام، وفضل الصلاة في المسجد النبوي كبير حيث الصلاة الواحدة بألف صلاة فيما سواه.
وواصل: المبدأ الثاني توثيق صلة المسلمين بعضهم فآخى بين المهاجرين والأنصار مؤاخاة أصبحوا بها يأثرون على أنفسهم لَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ، مضيفً: المبدأ الثالث وثق الصلة مع غير المسلمين من المشركين واليهود ليبرم أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الإنسان في هجرته، والمدينة كانت اسمها يثرب فأصبح اسمها طيبة الطيبة.