قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رياض السنباطي وأم كلثوم.. حين يشاء القدر أن تتحول صدفة لـ صداقة العمر

رياض السنباطي وأم كلثوم
رياض السنباطي وأم كلثوم

لقاء قديم في الساعة الخامسة والنصف فجرا بإحدى محطات قطار الدلتا تلامست فيه أيديهما الصغيرة لأول مرة، كانا طفلين، أو كما كانا يلقبان بـ"أطفال معجزة"، لتمر الأيام والأعوام ويتقابلا مجددا في شبابهما ولكن هذه المرة للتعاون في أعمال فنية ظلت خالدة حتى الآن.حافظ "بلبل المنصورة" كما كان يلقبه أبناء محافظة الدقهلية، على هذا اللقب لعدة سنوات في طفولته، وكان صوت رياض السنباطي العذب وأداؤه الذي يكبر أعوامه التي لا تتعدى أصابع اليدين، سببا في مرافقته لوالده المطرب للغناء في الأفراح، وخلال إحدى المرات كان يغني ووالده في فرح بإحدى القرى، وكانت غريمته أم كلثوم تغني في قرية مجاورة.


انتهى كل من الفرحين، وتوجب عليهم العودة للمنزل، وبالصدفة تواجد الأربعة (أم كلثوم ووالدها ورياض ووالده) في محطة قطار بإحدى محطات الدلتا، التقى الأبوان وتحدثا معا وطلب من رياض أن يسلم على أم كلثوم وكان عمره حينها 12 عاما، أما هي فكانت تكبره بستة أعوام أو أكثر، وكانت هذه المرة الأولى الذي يضع فيها يده بيدها.


في هذا الوقت كان اسم أم كلثوم قد بدأ في الانتشار بالقرى والأقاليم "اتشهرت وكان في فرقعة مرة واحدة عليها"، كما قال السنباطي، فبعدها بعدة أعوام قرر السنباطي أن يترك القرية بأكملها ويعيش بالقاهرة، ملتقى الفنانين والأدباء كما كان يعتقد، فأقام بها ليشق طريقه، واستكمل فيها مشواره كمطرب حيث بدأ الغناء في محطات الإذاعة الأهلية وكانت منتشرة حينها في البيوت، وذلك قبل افتتاح محطات الإذاعة الرسمية.


وفور افتتاح الإذاعة الرسمية، قرر المسئولون بها أن يغني رياض السنباطي أغنية كل أسبوع، وفي إحدى المرات سمعته أم كلثوم وهو يغني أغنية من تلحينه وهي «يا ريتك حبتني»، فاتصلت به لكي تأخذ اللحن وتغنيه، وكان هذا أول تعاون فني بينهما، وهكذا مرت الأيام منذ طفولتهما حتى شبابهما، وتفارقا ولكن شاء القدر أن يتكرر اللقاء مجددا في أعمال فنية.


أما أول تعاون فني منسق بينهما، فكان حينما لحن السنباطي لأم كلثوم أغنية في فيلمها الثالث «دنانير» من إنتاج عام 1939، ولسبب لم يعلمه السنباطي فلم يكن لأم كلثوم نصيب في غنائها، وقرر أحمد سالم، مدير الاستديو حينها، أن يغني هذه الأغنية في الفيلم مطرب يدعى "عبده السروجي"، وخلال عرض الفيلم لاحظ جيع القائمين على الفيلم تجاوب الجمهور مع هذه الأغنية حتى أنهم كانوا يغنوها خلال عرض الفيلم وبعده.


لاحظت أم كلثوم نجاح هذه الأغنية وتفاعل الجمهور معها، فاتصلت برياض وطلبت منه تسجيل هذه الأغنية مجددا ولكن على أسطوانة وبصوتها، لتعد أول أسطوانة تسجلها كوكب الشرق، وكان هذا التسجيل بداية تعاونهما معا، ويقول السنباطي في حوار تليفزيوني قديم مع تليفزيون الكويت: "ده كان أول لقاء فني مع أم كلثوم، وبعدها تعاونا".

ومنذ هذا الوقت وتوالت أعمالهما الفنية المشتركة، ومنها أغنية "الأطلال" التي برع السنباطي في تلحينها رغم صعوبة دمج قصيدتين معا في أغنية واحدة، ورغم الخلاف الذي نشب بينهما واستمر لمدة 3 أعوام إلا أن أم كلثوم لم تستطع الاستغناء عن ألحان السنباطي وسرعان ما تحدثا معا مجددا.