الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللواء محمد الشافعي: قمنا بـ تحييد الذراع الطولى لإسرائيل في حرب الاستنزاف.. ونصر 73 كان بمثابة صفعة على وجههم.. حوار

اللواء محمد الشافعي
اللواء محمد الشافعي خلال حواره لـ صدى البلد

هي دُفعة قُدر لهم بأن يحملوا رايات الوطن، والدفاع عن أرضه ومقدساتهُ، وذلك في وقت كان من أصعب الأوقات التي مرّت على الدولة المصرية حينها، لم يكُن لديهم أو لدى جيلهم، سوى الثأر من المُحتل، واسترجاع سيناء الحبيبة، والتي قام العدو باحتلالها في حرب يونيو عام 1967.

وفي يوليو عام 1967، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن قبولها دفعة لالتحاق الشباب بالكلية الحربية، وكانت تلك الدفعة تحمل رقم الدفعة "54 حربية"، وقد ترتب على ذلك اندفاع أعداد غفيرة من الشباب، للتقدم وللمشاركة بأرواحهم، فداءً لتحرير تراب الوطن، حيث كان جميع أبناء الدفعة 54 حربية، التحقوا بالكلية الحربية من أجل استرداد الأرض المقدسة، سيناء.

وقد تم التحاق أبناء الدفعة 54 بالكلية الحربية في يوم 22 يوليو من عام 1967، ولقد أعدت الكلية الحربية في ذلك الوقت برامج مكثفة في مجال التعليم والتدريب وتم ضغط الإجازات بين مراحل الدراسة المختلفة وإلغاء الإجازات السنوية، حتى تخرج أبناء الدفعة من الكلية الحربية في 2 فبراير من عام 1969.

وبمجرد تخرج أبطال الدفعة 54 حربية، تم توزيع أبطال القوات المسلحة الجدد على وحدات الجيش الثاني والثالث الميداني، وذلك على الحد الأمامي للدفاعات، والتي كانت تعاني من نقص شديد في أعداد الضباط، كما ساهم أبطال الدفعة في مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة، ومرحلة حرب الاستنزاف ، منهم من استشهد ، ومنهم من أصيب في هذه المرحلة ، ومنهم من حاز على أرفع الأوسمة والأنواط من أعلى الطبقات في معارك الشرف والكرامة في حرب الاستنزاف.

كما شارك أبناء الدفعة جميعًا في حرب التحرير الكبرى، حرب أكتوبر المجيدة ، وحققوا ضمن القوات المسلحة المصرية بكل تخصصاتها ، إنجازات سيتوقف التاريخ أمامها شاهدًا عليها.

وبمناسبة مرور 46 عامًا، على نصر السادس من أكتوبر عام 1973 ، كان لـ "صدى البلد" لقاء مع أحد أبطال الدفعة 54 حربية، وهو اللواء محمد الشافعي، أحد أبطال سلاح الدفاع الجوي، وهو من مواليد القاهرة، في ديسمبر 1946، حيث فتح خلال حديثه لـ "صدى البلد"، صندوق الذكريات والبطولات، لحظات الأمل والتمني، التي عاشها ما بين عام 1967 حتى نصر أكتوبر 1973.

طالب في "الكلية الحربية"
كشف اللواء محمد الشافعي، أنه عند إعلان القوات المسلحة عن فتح باب القبول لدفعة جديدة، تقدم فورًا من أجل الإنضمام للقوات المسلحة، مؤكدا أن سبب دخوله للكلية الحربية هو من أجل الدفاع عن الوطن، والمشاركة في استرداد سيناء، من المحتل الإسرائيلي، بعد حرب يونيو 1967.

وأضاف "الشافعي" خلال حديثه لـ "صدى البلد"، أنه دخل الكلية الحربية في 23 يوليو من عام 1967، وتخرج في 3 فبراير من عام 1969، مشيرًا إلي أن ما قبل حرب يونيو 1967، لم يكُن هناك سلاح دفاع جوي في مصر، بل كان هناك مدفعية مضادة للطائرات.

حرب الاستنزاف وتأسيس حائط الصواريخ
قال اللواء محمد الشافعي، إن المشير محمد علي فهمي، قام بتأسيس قيادة قوات الدفاع الجوي، وقام بتأسيس حائط الصواريخ على طول القناة، كما أن الدفاع الجوي مكن القوات المسلحة بالقيام بدورها بتحييد الذراع الطولى لإسرائيل، وهي القوات الجوية الإسرائيلية.

وأشار إلي أن أبطال ورجال الدفاع الدوي، سطروا في الثلاثين من يونيو عام 1970 بأحرف من نور صفحات مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية بالإعلان عن اكتمال بناء حائط الصواريخ على امتداد جبهة قناة السويس وبدء تساقط طائرات العدو الجوى معلنةً بتر ذراعه الطولى.

وأضاف خلال حديثه لـ "صدى البلد" أن المعجزة تحققت خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970، حيث انطلقت صواريخ الدفاع الجوى المصرية لتفاجئ أحدث مقاتلات العدو من طراز "الفانتوم وسكاى هوك" التى تهاوت على جبهة القتال المصرية وانهار التفوق للعدو الجوى فوق جبهة قناة السويس ولتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.

مشاركته في نصر السادس من أكتوبر
قال اللواء محمد الشافعي، أنه فى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6 /7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من 25 طائرة.

وأشار خلال حديثه لـ "صدى البلد" إلى أنه على ضوء ذلك، أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين.

وكشف "الشافعي" أنه خلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل "موشى ديان" يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية.