EN 
تم الإعلان عن ثلاثة علماء فازوا بجائزة نوبل لعام 2019 في مجال الفيزياء، اليوم، ومنحت جائزة نوبل في مجال الفيزياء لعام 2019 مناصفة بين العالم جيمس بيبلز نظرا لجهوده في الاكتشافات نظرية في علم الكونيات الفيزيائي، والنصف الآخر يتناصفها العالمان ميشيل مايور وديدييه كيلوز لاكتشاف كوكب خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجم من النوع الشمسي.
ومنحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم 112 جائزة نوبل في الفيزياء منذ عام 1901، وذهبت إلى 209 أفراد، منهم عالم واحد فقط قد حصل على جائزة نوبل في الفيزياء مرتين.
يرصد «صدى البلد» قصة هذا العالم، والذي يدعى جون باردين، وهو فيزيائي أمريكي يعد الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للفيزياء مرتين في تاريخه، الأولى كانت لأعماله في الترانزستور عام 1956، والثانية كانت لأبحاثه في مجال المواد فائقة التوصيل عام 1972، وقد شاركه العالمان ليون كوبر وجون روبرت شريفر في الجائزة.
ولد جون باردين في ماديسون بولاية ويسكونسن في 23 مايو 1908، وكان أخا لخمسة أطفال، ظهرت موهبة باردين في الرياضيات في وقت مبكر، والتحق بالمدرسة الثانوية في ماديسون لعدة سنوات وتخرج منها في سن الخامسة عشر، على الرغم من انه كان من الممكن ان يتخرج قبل عدة سنوات، وتأجل تخرجه بسبب تلقيه دورات إضافية في آخر المرحلة الثانوية، وأيضا بسبب وفاة والدته.
التحق بجامعة ويسكونسن ماديسون في عام 1923، واختار باردين الهندسة وحصل علي درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة ويسكونسن ماديسون عام 1928، والتحق بسنة إضافية خلال دراسته في الجامعة لدراسة الماجستير والتي حصل عليها عام 1929 من جامعة ويسكونسن.
عاش لفترة في ولاية ويسكونسن لإكمال دراساته، ثم عمل في مختبرات الخليج للأبحاث، وهوالفرع البحثي لشركة نفط الخليج، ومقرها في بيتسبر، وعمل هناك كجيوفيزيائي على تطوير طرق لتفسير المسوحات المغناطيسية والجاذبية من 1930 حتي 1933، وقد عمل، ثم ترك العمل وقدم طلبا وتمت الموافقة على برنامج الدراسات العليا في الرياضيات في جامعة برنستون.
درس كلا الرياضيات والفيزياء كطالب دراسات عليا، وانتهى بكتابة اطروحته حول مشكلة في الفيزياء الحالة الصلبة، وعرض عليه منصب زميل جديد لجمعية الزملاء في جامعة هارفارد في عام 1935، وأمضى بها 3 سنوات من 1935 حتى 1938، عمل خلال تلك الفترة مع الحائز علي جائزة نوبل هاسبروك فيلك وبيرسي بريدجمان، الذي حاز على جائزة نوبل فيما بعد، على دراسة التوصيل الكهربي في المعادن.
في أكتوبر عام 1945، بدأ جون باردين العمل في فريق فيزياء الحالة الصلبة بقيادة ويليام شوكلي والكيميائي ستانلي مورجان مع والتر براتين وخبير الإلكترونيات هيلبرت مور، وكان دور الفريق ايجاد مكبر للتيار وللقدرة في الحالة الصلبة كبديل للصمامات المفرغة التي كانت تستخدم كمكبرات.
قدم الكثير من التجاري التي بائت بالفضل حتى عمل على تطوير أشباه الموصلات الكهربائية وتأثيرها علي التوصيل للكهرباء، واقترح باردين نظرية لوجود مستويات للطاقة للالكترونات عند سطح شبه الموصل تمنع المجال الكهربي الخارجي من اختراق شبه الموصل، فغير الفريق تركيزه إلى دراسة هذه المستويات السطحية، وفي النهاية نجحوا بتكبير القدرة الكهربية.
فاز بجائزة نوبل المرة الأولى في عام 1956، حيث تقاسم باردين جائزة نوبل في الفيزياء مع ويليام شوكلي ووالتر براتين لأبحاثهم على أشباه الموصلات واكتشافهم لتأثير الترانزستور، وسمع باردين هذا الخبر أول مرة عندما كان يعد الإفطار ويستمع الي الراديو في صباح 1 نوفمبر1956.
أقيم حفل جوائز نوبل في ستوكهولم عاصمة السويد، في العاشر من ديسمبر، وتسلم الثلاثة جوائزهم من الملك جوستاف ادولف السادس، وأحضر باردين واحد فقط من أبنائه الثلاثة لحضور حفل جائزة نوبل بسبب دراسة ابنيه الاخريين في جامعة هارفارد.
بعدها بعدة أعوام توصل باردين بمعاونة ليون كوبر جون روبرت شريفر، إلى النظرية القياسية للمواد فائقة التوصيل أو كما تعرف بنظرية باردين-كوبر، وتشرح المواد فائقة التوصيل، حيث تمتلك بعض المواد القدرة علي توصيل التيار الكهربي دون مقاومة كهربية عند خفض درجة حرارة تلك المواد.
بسبب جهوده على هذه النظرية فاز بجائزة نوبل للمرة الثانية في عام 1972، وتقاسم جون باردين جائزة نوبل في الفيزياء مع ليون نيل كوبر من جامعة براون وجون روبرت شريفر لتطويرهم نظرية فائقية التوصيل بشكل مشترك.
