الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هنا القاهرة.. الرئيس يجتمع بنظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني.. نيكوس أناستاسيازيس: هناك رغبة لاستغلال ونقل الغاز الطبيعي.. كيرياكوس ميتسوتاكيس: مصر الآن شريك قوي لليونان ورأس حربة في مجال الطاقة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

الرئيس السيسي:
= الأمن والاستقرار يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا جميعا
= التوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار بها
= لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة وحقه في إقامة دولته المستقلة
= حالة الاضطراب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تمثل تهديدًا للفرص المتاحة أمام دول الإقليم
= نرفض رفض تام لمحاولات استخدام القوة واستقطاع جزء من الأراضي السورية وفرض أمر واقع جديد في المنطقة
= التأكيد على أهمية عدم تسييس قضايا اللاجئين والمتاجرة بآلامهم أو استخدامهم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب ضيقة
= الإرهاب ظاهرة دولية لا يمكن الربط بينها وبين دين أو حضارة وتحتاج إلى مضاعفة الجهود الدولية المبذولة لمواجهتها

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مؤتمرًا صحفيًا، بحضور كل من، نيكوس أناستاسيازيس، رئيس جمهورية قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء الجمهورية اليونانية، وذلك بقصر الاتحادية، ضمن أعمال الدورة السابعة لقمة التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان.

وفي بداية المؤتمر الصحفي، رحب الرئيس السيسي بكل من الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليوناني، مؤكدا أن تلك القمة هي القمة الثالثة التي تستضيفها مصر، منذ تدشين هذه المبادرة بالقاهرة في نوفمبر 2014.

وتوجه الرئيس خلال المؤتمر الصحفي المشترك برسالة ترحيب وتهنئة، إلى رئيس وزراء جمهورية اليونان، في ضوء مشاركته الأولى في أعمال آلية التعاون الثلاثي، التي تمثل فرصة حقيقية لتبادل وجهات النظر وتنسيق الجهود تجاه التحديات والقضايا المطروحة إقليميًا ودوليًا، وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة والواعدة للتعاون، في شتى المجالات.

وأوضح الرئيس أنه تم مناقشة مختلف أوجه التعاون، بين مصر وكلًا من قبرص واليونان، وكذلك التطورات الخاصة بمشروعات التعاون الثلاثي، لما لها من دور تكميلي في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الثلاث، كما أنه تم التأكيد على أهمية الاستمرار في التشاور المنتظم، والتنسيق الوثيق، على الصعيدين السياسي والإستراتيجي.

والعمل على الارتقاء بالتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة، بين الدول الثلاثة، بالإضافة إلى تكثيف التفاعلات البرلمانية والشعبية والثقافية بين دولنا، كما أكدنا أهمية تعزيز التنسيق بيننا في مختلف أطر التعاون التي تجمعنا، خاصة منتدى غاز شرق المتوسط.

ورحب الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي بالتوقيع على عدد من الوثائق والبرامج التنفيذية، بين مصر وقبرص واليونان، في مجال الترويج للاستثمار للأعوام من 2019 إلى 2021، وكذلك التوقيع على اتفاق منع الازدواج الضريبي بين مصر وقبرص.

كما تم التأكيد كذلك في الاجتماعات أن حالة الاضطراب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تمثل تهديدًا للفرص المتاحة أمام دول الإقليم، وتحرم شعوبها من أهم حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة الآمنة، فضلا عن تعطيل تلك الشعوب عن اللحاق بركب التقدم والتنمية، وخلق أزمات جديدة في مجتمعاتهم، وتصدير تبعاتها إلى خارج المنطقة، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من جريمة منظمة وإتجار بالبشر.

كما تم تجديد التأكيد على أن الإرهاب ظاهرة دولية لا يمكن الربط بينها وبين دين أو حضارة، وتحتاج إلى مضاعفة الجهود الدولية المبذولة لمواجهتها، خاصة صياغة تشريعات دولية ملزمة لمواجهة الآلة الدعائية للإرهاب، وقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة لاستغلال التكنولوجيات الحديثة.

ومنها منصات التواصل الاجتماعي، لنشر أفكارها وتجنيد عناصر جديدة من الشباب، وتجريم ما توفره بعض الدول من دعم مادي وبشري للأعمال الإرهابية، والسماح بعبور ونقل المقاتلين الأجانب عبر أراضيها، لتهديد أمن واستقرار الدول الأخرى، وتوفير حواضن آمنة ونوافذ إعلامية لتلك الجماعات.

وأضاف الرئيس أن القمة تناولت أيضا قضية الهجرة غير الشرعية، وما يرتبط بها من مسببات ونتائج، وكذلك سبل معالجتها، أخذا في الاعتبار الفروق الديموغرافية بين شعوب المنطقة، واحتياجات سوق العمل الأوروبية، والتي قد تكون أساسًا لاحتواء الآثار السلبية للهجرة غير الشرعية، بشكل يعود بالنفع على كل الأطراف، كما تم التأكيد على أهمية عدم تسييس قضايا اللاجئين، والمتاجرة بآلامهم، أو استخدامهم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب ضيقة.

وتابع الرئيس خلال المؤتمر الصحفي: "كما أكدنا أن التوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار بها، وضرورة المعالجة الشاملة لجذور الأزمة الليبية، عبر الالتزام بتطبيق عناصر خطة الأمم المتحدة، التي اعتمدها مجلس الأمن نهاية عام 2017، وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية وتحقيق الرقابة البرلمانية على القرار السياسي والاقتصادي الليبي، بالإضافة إلى المواجهة الحاسمة للتدخلات الخارجية، الرامية لاستمرار عدم الاستقرار في ليبيا عبر دعم الميليشيات الإرهابية بها".

وتابع: "ناقشنا المستجدات على الساحة السورية، وأكدنا دعمنا لجهود المبعوث الأممي لسوريا، والحاجة الملحة لاستئناف الحوار، بين كافة أطراف الأزمة السورية تحت مظلة الأمم المتحدة، في أقرب فرصة ممكنة، وصولًا للتسوية السياسية المنشودة، كما تم التأكيد رفضنا التام لمحاولات استخدام القوة، واستقطاع جزء من الأراضي السورية، وفرض أمر واقع جديد في المنطقة، فيما يُعد انتهاكًا للأعراف والقوانين الدولية".

وأشار: "واتصالا بالقضية الفلسطينية، والتي لا تزال بوصلة القضايا في الشرق الأوسط، فقد أكدنا أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع: "كما تناولت محادثاتنا تفصيلا التطورات في منطقة شرق المتوسط، وما تشهده من توتر وتصعيد في المواقف، قد ينتج عنه استقطاب دولي وإقليمي، وذلك بسبب الممارسات أحادية الجانب، التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل، والإضرار بمصالح دول الإقليم، وأكدنا أن تحقيق الأمن والاستقرار، يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا جميعا، تستدعي التكاتف من أجل الحفاظ عليها وتأمينها، وبدونه لا يمكن أن نجني ثمار آلية التعاون الثلاثي وجددنا دعمنا في هذا السياق للجهود التي تقوم بها الحكومة القبرصية من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية القبرصية، استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

ونوه: "كما تناولنا الدور الذي يمكن أن تلعبه آلية التعاون الثلاثي، في تحقيق قدر أكبر من التقارب بين الدول العربية والدول الإفريقية من جانب، ودول الاتحاد الأوروبي من جانب آخر، خاصة بعد النجاح الذي حققته القمة العربية الأوروبية الأولي بمدينة السلام "شرم الشيخ" في فبراير 2019، ومع قرب موعد انعقاد الدورة الرابعة من قمة الاتحاد الأوروبي- العالم العربي، المقرر انعقادها في أثينا يومي 29 و30 أكتوبر 2019".

وقال: "وفي ضوء بدء تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، والأهمية التي توليها مصر للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تجعل منها بوابة عبور لكثير من المنتجات العالمية، للنفاذ إلى السوق الأفريقي بقدرات تنافسية عالية، إذا ما حصلت على شهادة المنشأ".

وتقدم الرئيس بخالص الشكر، لرئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان علي الدور المحوري والبصيرة النافذة، والاقتناع الصادق بأهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثي، والانطلاق بها إلى آفاق أوسع، في إطار من الاعتدال والانفتاح، والحرص المتبادل على تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة".

ومن جانبه قال الرئيس القبرصي "نيكوس أناستاسيادس" أن القمة القبرصية المصرية اليونانية تبرز آلية التعاون الإقليمي من أجل إعلاء السلام في المنطقة، متابعا: "كما أننا نؤكد على الرغبة المشتركة للبلدان الثلاثة على توسيع التعاون المشترك، حيث يتم دراسة المزيد من التعاون". 

وعبر "أناستاسيادس" عن رضاه لمشاركة القطاع الخاص في التعاون وتشجيع الاستثمارات، مشددا على أنه تم توقيع مذكرة تعاون مشتركة بين البلدان الثلاثة، كما تم توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي بين مصر وقبرص، كما هناك تطلع لتوقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الخارجية والمعهد الدبلوماسي المصري لمزيد من التأهيل الدبلوماسي.

وأكد أن المجتمع الدولي عليه بذل المزيد من الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلي أن هناك رغبة بين الدول الثلاث لاستغلال ونقل الغاز الطبيعي، كما تم مناقشة موضوع تدفقات الهجرة غير الشرعية وما ينتج عنها من آثار اقتصادية، خاصة في ظل التعاون بين الدول الثلاث.

وأوضح أنه أطلع القادة على الجهود التي تبذلها قبرص في منطقة الشرق المتوسط، مشددا علي أن القمة تعقد في ظروف خاصة تشهدها المنطقة، معبرا عن قلقه لما يحدث في سوريا وليبيا مع تأكيده علي ضرورة وحدة واستقرار هذه الدول وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية مع أمان الفلسطينيين والإسرائيليين واحترام القانون الدولي.

وأكد أن تركيا ترتكب تصرفات غير مقبولة والتنقيب في مناطق تحت سيادة قبرص، وهذا لا يلوث المناخ فقط ولكنه اعتداء على الحقوق القبرصية والقانون الدولي، مشددا علي أنهم بصدد استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة لإيقاف الاعتداءات التركية.

وأضاف أن استخراج موارد الطاقة من الممكن أن يلعب دورا حاسما في التعاون الإقليمي، ولكن التصرفات التركية الأحادية غير مقبولة وتشكل تهديدا علي الاستقرار في منطقة شرق المتوسط ووجه الرئيس القبرصي التحية لمصر واليونان لدعمهم قبرص تجاه الاعتداءات التركية ، مبديا في الوقت ذاته الامتنان العميق الدولتين على دعمهما من أجل التوصل لإيقاف الاحتلال وإعادة الوحدة للأراضي القبرصية بشكل يضمن الاستقلال والسلام الوطني.

وأشار إلي أنه تقرر إنشاء أمانة دائمة في قبرص لتقوية الشراكة بين البلدان الثلاثة ، داعيا الرئيس السيسي لزيارة قبرص والمشاركة في القمة الثامنة بين البلدان الثلاثة.

في ذات السياق، قال كرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء اليوناني، أن القمة الثلاثية دليل على قوة الروابط بين الدول الثلاث فهذه الآلية قوية جدا، مشددا علي أن هذه المرة الأولى التي يشارك فيها بالقمة باعتباره رئيسا لوزراء اليونان.

وأضاف: "أننا نتعاون على أساس دفع الرخاء والأمن والاستقرار الإقليمي والصداقة بين الشعوب، كما أن التعاون مفتوح لكل الدول التي تتشارك في كل هذه القيم، مشيرا إلي أن مصر ليست مجرد بلد صديق فهي دولة كبيرة ذات أهمية محورية في المنطقة وعامل استقرار في المنطقة ولها دور فعال داخل منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي الذي ترأسه".

كما أن مصر حليف في الحرب ضد الإرهاب، ويجب أن يتم وضع ذلك في الاعتبار داخل الاتحاد الأوروبي، حيث أن مصر المانع لتدفق المزيد من المهاجرين وتستضيف ما يزيد على ٥ ملايين مهاجر على أراضيها". 

وأوضح رئيس الوزراء اليوناني أن مصر الآن شريك قوى اليونان ورأس حربة في مجال الطاقة، مشيرا إلي أن القمة السابعة حققت نتائج ملموسة في مجالات اخري مثل اتفاقية التعاون لمواجهة تهريب القطاع التراثي ، كما أن هناك برنامجا ثلاثيا لتشجيع 
الاستثمارات ، خاصة أن اليونان تخطو بخطوات ثابتة نحو الخروج من الأزمة الاقتصادية، كما تناولنا برنامج العودة للجذور، وناقشنا برامج السياحة.

وأضاف أن هناك دعما كاملا لإيجاد حل دائم وقابل للتعايش القضية القبرصية ويعتمد على قرارات الأمم المتحدة، فضلا عن دعم إعادة المفاوضات من أجل توحيد الجزيرة القبرصية وإدانة التصرفات التركية والاعتداء على القانون الدولي والتصرفات الاستفزازية التركية في بحر ايجا، حيث أنهم قرروا الالتزام الكامل بالقانون الدولي.

وأكد أن هناك توافقا في وجهات نظر الدول الثلاث بالنسبة لسوريا وليبيا وطرق حل القضية الفلسطينية، فمصر وقبرص واليونان مثلث للسلام والأمن والاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط.