الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى ميلاد توفيق الحكيم.. ننشر كواليس سجنه وأسرار تلقيبه بـ عدو المرأة وزواجه السرى وأسرار علاقته بـ عبد الناصر

توفيق الحكيم وأم
توفيق الحكيم وأم كلثوم

بمناسبة ذكرى ميلاد الاديب والكاتب الراحل توفيق الحكيم يستعرض صدى البلد فى هذا التقرير دور جهاز التنسيق الحضارى فى توثيق المنزل الذى عاش به الاديب الراحل فى محافظة القاهرة وتحديدا فى 1095 شارع كورنيش النيل جاردن سيتى من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 09/10/1898 مكان الميلاد:الإسكندرية، وتاريخ الوفاة: 26/07/1987 .

يأتى ذلك في إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون، وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

ولد توفيق الحكيم في الإسكندرية لأب مصري وأم تركية، حصل على البكالوريا عام 1921، وتخرج في كلية الحقوق عام 1925، ثم سافر في بعثة دراسية لباريس لنيل شهادة الدكتوراه في الفترة من 1925 إلى 1928. لكنه لم يحصل عليها.

يعتبر من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث.

عمل وكيلًا للنيابة سنة 1930، وفي 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشًا للتحقيقات ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد واستقال في 1944، ليعود مجددا إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية.

وفي 1959عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس،عمل مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971.

في عام 1919 بالتزامن مع الثورة المصرية شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة. إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه، عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921م. ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925م.

توفيق الحكيم من أكثر الأدباء التي تأثر بهم الرئيس جمال عبد الناصر، كان الأديب «توفيق الحكيم»، خاصة بعد قراءته رواية «عودة الروح»، في شبابه، وقد تأثر «عبد الناصر» بفكرة «البطل المخلص»، وشعر أنه هو المعبود الذي سيخرج من بين أبنائها، ومن هنا كان «توفيق الحكيم» من الأدباء الذين أثروا في السلطة وتأثروا بها، بالرغم من محاولاته العديدة الهروب من براثنها.

وكانت الصداقة التي ربطت بين «الزعيم والحكيم»، علاقة قوية، وكان يسمح بسببها لتوفيق الحكيم زيارة الرئيس جمال عبد الناصر في أي وقت، كما أن الأديب ساند ودعم أفكار الثورة، ووقف مع الزعيم في الكثير من القرارات والمواقف التي اتخاذها، وقد اعتبره الرئيس عبد الناصر، الأب الروحي للثورة، ومنحه كل ما يمكن لزعيم أن يمنحه لأديب، فحصد «الحكيم» أرفع الأوسمة والجوائز المصرية، ومنها: «قلادة النيل»، و«جائزة الدولة التقديرية في الآداب» و«وسام العلوم والفنون» من الدرجة الأولى في العام نفسه؛ كما سمح له بمقابلته في أي وقت، بل أن جمال عبد الناصر فصل وزير المعارف؛ لأنه طلب فصل «توفيق الحكيم» باعتباره موظفًا غير منتج.

وبعد رحيل جمال عبد الناصر، أصيب توفيق الحكيم بحالة إغماء أثناء تأبينه، لكنه عاد بعد فترة وكتب كتابه الأشهر «عودة الوعي» والذي أبرز فيه مساوئ فترة حكم الرئيس عبد الناصر، فكتب يقول «إنني أرجو أن يبرّئ التاريخ عبد الناصر؛ لأني أحبه بقلبي، ولكني أرجو من التاريخ ألا يبرّئ شخصًا مثلي، يُحسب من المفكرين، وقد أعمته العاطفة عن الرؤية، ففقد الوعي بما يحدث حوله».

اشتهر توفيق الحكيم في حياته بلقب «عدو المرأة» ويقول: السبب في هذا الاتهام كما رواه لصلاح منتصر في كتابه «شهادة توفيق الحكيم الأخيرة» يرجع إلى السيدة هدى شعراوي بسبب مهاجمتي أسلوبها في تشكيل عقلية المرأة المصرية خاصة البنات، بأن حذرتهن من الاستمرار في حياة الجواري وخدمة الرجال والأزواج في البيت لأنهن مساويات للرجل في كل شيء، واشتكى لي بعض الأزواج من البنات والزوجات، اللاتي يفكرن بطريقة شعراوي فهمهمن لرقي المرأة وأنه استعلاء على الرجل وعدم الخدمة في البيت فكتبت في ذلك، ونصحت الزوجة الحديثة بأن تعرف على الأقل أن تهيئ الطعام لزوجها وأن أسهل صنف يمكن أن تطبخه له هو صينية البطاطس في الفرن.

وفي 1946م تزوج الحكيم أثناء عمله في «أخبار اليوم»، وأنجبت له زوجته طفلين هما إسماعيل وزينب، ولم يخبر أحدًا بأمر زواجه حتى علق مصطفى أمين قائلًا (نحن الصحفيين مهمتنا الحصول على الأخبار ونحصل عليها من السراي ولا نعرف بزواج الحكيم) ويكتب مصطفى أمين عن زواجه في مقال له بعنوان (عدو المرأة يتزوج بشروطه) وينقله لنا الدكتور أحمد سيد محمد في كتابه «توفيق الحكيم.. سيرته وأعماله» فيقول: إنه أخفى عليهم أمره ثم اعترف لهم بأنه تزوج من سيدة مطلقة لها ابنتان، وأن الزواج عقلى الغرض الأول منه تأسيس بيت يصلح لحياة فنان، الكتب فيه أهم من الفراش، والموسيقى فيه أكثر من الطعام.

الجوائز والأوسمة: • قلادة الجمهورية عام 1957، جائزة الدولة في الآداب عام 1960، وسام الفنون من الدرجة الأولى ، قلادة النيل عام 1975، الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975 .

من أعماله الروائية: "عودة الروح”، “يوميات نائب في الأرياف”،“عصفور من الشرق”، “أشعب”، “حمار الحكيم”، “الرباط المقدس”، “راقصة المعبد".

من الأعمال المسرحية: “الخروج من الجنة”، “رصاصة في القلب”، “سر المنتحرة”، “أهل الكهف” ، “شهرزاد”، "سليمان الحكيم”، ” يا طالع الشجرة”، “إيزيس”، "سلطان الظلام"، "الملك أوديب"، و"السلطان الحائر". من المجموعات القصصية: أرني الله”، “عدالة وفن”، “مدرسة المغفلين”، و"عهد الشيطان". من الأعمال الفكرية: "عودة الوعي"، "تحت شمس الفكر"، "من البرج العاجي"، "رحلة بين عصرين"، “ملامح داخلية”، “الأحاديث الأربعة”، “مصر بين عهدين”، “التعادلية في الإسلام”، “ثورة الشباب”، “في الوقت الضائع”، و“يقظة الفكر”.

يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.