الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا الناس مختلفين في الدين والطبائع؟.. رئيس الوقف السني في العراق يجيب

لماذا الناس مختلفين
لماذا الناس مختلفين في الدين والطبائع؟..

قال الشيخ عبد اللطيف الهميم، المفكر الإسلامي، ورئيس ديوان الوقف السني في العراق، إن الاختلاف سنة كونية، ثابتة راسيةٌ راسخة، واردةٌ في عديدٍ من آيات الكتاب الحكيم؛ حيث يقول عز من قائل: «ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ» [البقرة: 176].

واستشهد «الهميم» في تصريح لـ«صدى البلد» على هامش مؤتمر الإفتاء العالمي، الذي انتهت فعالياته في القاهرة يوم الأربعاء الماضي، بقول الله تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [هود: 118، 119].

وتابع: لابد من الإقرار بحقيقة أن الاختلاف سنة من سنن الكون، وأن التنوع إرادة الله في كونه، «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ»، فالاعتراف بذلك بداية يجنب الإنسان الخوض في صدام مع من يخالفونه الرأي، ويجعله يقبل التعايش معهم، حتى لو كانوا على النقيض منه تمامًا في معتقده وأفكاره.

وأكمل: فلو أراد الله تعالى أن يخلقنا متشابهين إلى حد التطابق التام في كل شيء لفعل، لكنه خلقنا مختلفين في الشكل والطباع، وفي اللغة والاهتمام، فلو أراد الله تعالى أن يخلقنا متشابهين إلى حد التطابق التام في كل شيء لفعل، لكنه خلقنا مختلفين في الشكل والطباع، وفي اللغة والاهتمام، وجعل لكل منا صفاته التي تميزه عن الآخر شكلًا وموضوعًا، والهدف هو أن نتعارف ونتعايش، ونجبر نقص بعضنا البعض، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". 

وتابع: ومع الإقرار بحقيقة الاختلاف بين البشر، إلا أنه تعالى لم يفرق بينهم إلا على أساس واحد هو "التقوى"، فالنبي يقول: "لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى"، وهذه من الصفات القلبية، حتى لايمنح أحد لنفسه الأفضلية، لحسب، أو نسب، أو مظهر، أو علم، أو غنى، فالله تعالى وحده هو الذي يملك ذلك.