الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف ابتلى الله الأنبياء والرسل.. علي جمعة يجيب

ابتلاء الرسل والأنبياء
ابتلاء الرسل والأنبياء

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله تعالى أرسل المرسلين وختمهم بسيدهم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجعلهم قدوة لنا، وهداية لأمرنا «أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ».

وأضاف «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك»، أنه مما تكلم الله - سبحانه وتعالى - على أولئك المرسلين أنهم صبروا، ليس على البلاء فقط، بل منهم من صبر على البلاء، ومنهم من صبر على الدعاء ولم يستعجل ربه، ومنهم من صبر على الدعوة، ومنهم من صبر على العقيدة، ومنهم من صبر على الدنيا ومنهم من صبر على أوامر الله، الصبر ليس هو صبر على البلية، بل هو أيضًا صبر على الاستمرار في العمل لله، لا تيأس إن تأخرت النتيجة، ولا تيأس إن تأخرت الاستجابة، ولا تيأس إن تأخر النصر، ولا تيأس إن تأخر الفرج، اعبدوا الله على كل حال.

وتابع: يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إذا أصابته سراء شكر وإذا أصابته ضراء صبر»، منوهًا بأن المؤمن يعبد ربًا لا يغفل ولا ينام ولا يتحول ولا ينتهى –سبحانه-، ولأنه يعبد ربًا هو الحقيقة المطلقة وهو الوجود الحق، وهو - سبحانه وتعالى - مالك السماوات والأرض والدنيا والآخرة ؛فإنه ثابت في موقفه، ثابت في عبادته لربه، ثابت في امتثاله لأمره، ثابت في انتهاءه عن نهيه، صابر قد حبس نفسه والصبر حقيقته الحبس لله، لا يتغير ولا يتبدل.

وواصل: يقول ربنا - سبحانه وتعالى - {وَأَيُّوبَ} وأنتم تعلمون أن أيوب قد ابتلى في جسده فصبر، لم يتبرم ولم يعترض ولم يستأخر الدعاء {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} نادى ربه مرة بعد مرة وسنة بعد سنة، وقلبه لا يتحول عن الثقة بالله وقلبه لا يستعجل وكأنه يأمر ربه، بل هو يتوسل إليه ويستنجد به ويعرف أنه مهما كان أنه عبد لله، وأن الله يجرى عليه ما يشاء {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فيصبر أيوب «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»، فاعلم في دعائك كيف تخاطب ربك، يخاطب ربه ويستنجد به ويتخلق بأخلاقه، فيصبر فإنه الصبور ويطلب منه الرحمة فإنه الرحيم، وما علمنا ربنا الأسماء الحسنى إلا لندعوه بها {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ،{ادْعُوهُ}أي سموه ونادوه ، و{ادْعُوهُ} أي التجأوا إليه.

وأكمل: {فاسْتَجَبْنَا لَهُ} وكأن الاستجابة جاءت عقب الدعاء، نعم (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا) فافهم عن ربك، فإن الله - سبحانه وتعالى - إذا وقفت على بابه سيفتح لك، ومن فتح الله له بابه فيا هناه ويا مناه ويا سعادة الدارين له، ولكن لابد عليك أن تتأدب تأدب العبد مع ربه، وأن ترضى وتسلم بقدر الله فيك وأن تحقق الصبر له - سبحانه وتعالى - {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ} هو يطلب رفع الضر عنه ولكن الله فتح عليه {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا} من غير طلب {وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} حتى تتنبهوا أيها المسلمون يا من تنزل على نبيكم الشريف الكريم القرآن الكريم حتى يكون ذلك ذكرى لكم.

واستطرد: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ} صبروا على أهلهم وعلى أحداث أيامهم وعلى دنياهم وعلى الدعوة إلى الله ،صبروا {كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِين * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ}.

واختتم: تأمل الآيات واستخرج منها برنامجًا للعمل حتى تصل إلى تلك الصفات، العبادة، والصبر، والصلاح، والدعاء، وكل واحد من هذه الأخلاق يحتاج منك برنامجًا يوميًا وتربية لقلبك مع ربك حتى تصل إلى مصاف الصابرين الصالحين العابدين الخاشعين.