الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق تمرد رشدي أباظة على العسكرية.. وأسرار رفض يسرا الزواج منه ومحاولة الملك فاروق قتله بعد خطفه عشيقته وكواليس طلاقه من صباح بعد أسبوعين فقط وانتحاره من أجل سامية جمال

رشدى أباظة
رشدى أباظة

فى محافظة القاهرة وتحديدًا في 29 شارع أبو علام – الهرم - الجيزة، عاش الفنان رشدى أباظة، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 03/08/1926، وتاريخ الوفاة: 27/07/1980.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

نشأة رشدى أباظة وتمرده على الحياة العسكرية
ولد رشدي أباظة في 3 أغسطس 1926 في المنصورة، لأب مصري هو سعيد أباظة ينحدر من عائلة ثرية ومعروفة في مصر كان والده يعمل ضابطًا في الشرطة وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة لواء، ولأم إيطالية تيريزا لويجي، له ثلاث أخوات من جانب والده هنّ رجاء ومنيرة وزينب، وأخ غير شقيق اسمه فكري وهو ممثل أيضًا، ومن جانب والدته له أخ غير شقيق أيضًا وهو حامد.

درس في مدرسة سان مارك في الإسكندرية، تلقى تعليمًا جيدًا حيث كان يتحدث عدة لغات وهي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية، إلا أنه لم يكمل تعليمه الجامعي بعد أن حصل على البكالوريا من مدرسة سان مارك في الإسكندرية، وسبب ذلك شغفه بالرياضة فعقب حصوله على الشهادة الثانوية التحق بكلية الطيران ولكنه لم يحتمل الحياة العسكرية، فانتقل بعد ثلاث سنوات إلى كلية التجارة، إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة.

كيف دخل رشدى أباظة عالم الفن

لم يكن رشدي أباظة يفكر أن يكون ممثلًا، وذلك بسبب شغفه برياضة كمال الأجسام، فلم يكن التمثيل والشهرة ضمن حسابات رشدى أباظة، المخرج كمال بركات هو من أدخل رشدى أباظة مجال التمثيل، حيث رآه يلعب البلياردو في كازينو ولفت انتباهه.

بدأ رشدى اباظة الذى يعتبر أهم دونجوانات السينما المصرية حياته في عالم السينما في فيلم المليونيرة الصغيرة عام 1948، مع النجمة فاتن حمامة، الفيلم الذى كتبه واخرجه كمال بركات، وتلاه عدد من الأفلام ومن ثم انشغل بأمور أخرى بعيدًا عن التمثيل، بعد ذلك عاد بأدوار صغيرة في عدد من الأفلام مثل دليلة ورد قلبي وموعد غرام وجعلوني مجرمًا.

وبعد ذلك أخذ دور البطولة في أجمل أعماله وهو فيلم الشياطين الثلاثة .

في عام 1959، عاد نجم رشدى اباظة ليلمع في فيلم امرأة على الطريق مع شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان، للمخرج الراحل عزالدين ذوالفقار، وتلاه عدد من الأفلام ذات قيمة فنية هامة وهي (جميلة وكان عن البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد وواإسلاماه وشيء في صدري وأريد حلًا وصراع في النيل والرجل الثاني وغيرها من الأفلام).

كان رشدي أباظة يتحدث عدة لغات غير العربية وهي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية، لذا كان من الممكن أن يصل إلى العالمية ويصل إلى هوليوود قبل عمر الشريف، إلا أنه أضاع هذه الفرص،عمل دوبليرا للنجم العالمي روبرت تايلور في فيلم وادي الملوك، واشترك في فيلم الوصايا العشر للمخرج العالمي سيسيل ديميل، وله عدة أعمال في تجربته العالمية.

النساء فى حياة الدنجوان رشدى أباظة .. وسر عشقهن له

يعتبر رشدي أباظة واحدا من أهم دنجوانات السينما المصرية ورغم أن هناك العديد ممن اشتهروا بعلاقتهم النسائية إلا أن رشدى اباظة كان حالة استثنائية بين كل هؤلاء ويعتبر بمثابة أيقونة للجدل المتكامل وفارس الأحلام لدى كثير من النساء حتى الآن .

وعن سر عشق النساء لـ رشدي أباظة تكشف شقيقته منيرة اباظة في حوار سابق لها على إحدى الفضائيات أنه كان يمتلك طريقة خاصة للتعامل مع السيدات بشكل خاص، فقد كان كان يحرص على ان يشعر كل سيدة بقيمتها وأناقتها حتى لو كان وسط تجمع للنساء يتعامل مع كل واحدة منهن على أنها هي المميزة بين الجميع وكان تعامله الراقي معهن، ما جعله معشوق النساء.

الحب قبل كل شىء.. فى علاقات رشدى أباظة بالنساء

سكن رشدى أباظة في بداية حياته في شارع مسرة بشبرا، وكان وقتها في الـ19 من عمره، وأحب فتاة إنجليزية اسمها دوريس راسل، كانت تصغره بـ4 أعوام، وتسكن في العمارة المواجهة لهم، وكان والدها «كونستابل» أو صول في الحرس الإنجليزي، وكان يعمل مع حكمدار أمن القاهرة البريطاني، وتعاهدا على الزواج، لكن لم تدم قصة الحب بينهما طويلا، حيث اضطرت «دوريس» للسفر مع أسرتها إلى إنجلترا، فأصيب «أباظة» باكتئاب حاد استمر عدة أشهر، وفقا لكتاب «روائع النجوم» .

خلال حواره مع مجلة «الموعد» يقول رشدى أباظة: «كانت هي الفتاة الوحيدة التي أحبها وكانت أصغر منه، لكن شخصيتها كانت هي السبب القوي الذي جذبه إليها، كما أنها كانت تتمتع بالذكاء والجمال، واستمر هذا الحب 8 أشهر، ثم قام الملك فاروق بإبعادها عن مصر لأنه كان يحبها، وكانت ترفض حبه».

كانت قصة الحب التالية في حياة «أباظة» هي الممثلة ونجمة السينما «كاميليا» عشيقة الملك فاروق، حيث كان يمثل أمامها في فيلم «امرأة من نار»، عام 1951، تأليف وإخراج فريونتشو، وأحبها وأراد أن يتزوجها، رغم أنه كان يعرف أنها مرتبطة بالملك فاروق، وأنه لا يرحب بارتباط كاميليا بأي مخلوق غيره، وجاء من يقول له «إبعد عن كاميليا حرصا علي حياتك»، لكنه لم يستجب، وقال الملك لـ«كاميليا» إنه سيقتل «رشدي»، وعندما نقلت إليه الرسالة، رد عليها «رشدي» قائلا: «يعمل اللي يقدر عليه»، وعندما قرر الملك تنفيذ تهديده قيل له إن عليه أن يعمل حسابا لأسرة «الأباظية»، لأنها لن تسكت علي قتل واحد من أبنائها، وفقا لصحيفة «الراي» الكويتية.

وفى الوقت ذاته كانت كاميليا على علاقة بثرى عجوز ينفق عليها من الاموال الكثيرة، وعندما علم رشدى اباظة بعلاقتها بالثري العجوز، ذهب إليها في كازينو بشارع الهرم، ووجدها جالسة إلى جواره ومعها أمها، فصفعها على وجهها صفعة قوية، وثارت أمها ورفعت دعوى قضائية عليه، وتعاقد الثري العجوز مع أكبر المحامين ليسجن رشدى اباظة ، وحكم عليه بالحبس شهرا، لكن كاميليا كانت حاضرة جلسة المحاكمة، وقالت للقاضي إنها متنازلة عن القضية، فهذه أحلى وأجمل صفعة في حياتي، وكنت في حاجة إليها لأفيق لنفسي وأتحرر من قيود أمي التي حولتني إلى دمية في يديها، إلا انه بعد هذه الواقعة بـ 6 أشهر توفيت كاميليا فى حادث سقوط طائرة يحوم حوله الغموض فوق بحيرة الدلنجات، وفور علم رشدى اباظة بالحادث أصيب بالاكتئاب لمدة عام كامل .

رغم كل زيجات رشدى أباظة وعلاقاته الخاصة، كان يحمل عاطفة حقيقية للفنانة "ماجدة"، التي عرفها عن قرب حينما عمل معها في فيلم "المراهقات"، وحمل لها إعجابًا وتقديرًا خاصًا "بل وتمنى أن يتزوجها قبل أن يفاجئ بإعلان خطبتها من إيهاب نافع"، وفقًا لما قالته ابنته قسمت فى حوار صحفى سابق لها .


5 زيجات فى حياة رشدى أباظة

وكان رشدي أباظة معروفًا بعلاقته النسائية وتزوج خمس مرات أولها من الفنانة تحية كاريوكا، عقد قرانهما عام 1952 واستمر زواجهما 3 سنوات، أما بربارا الأمريكية فقد كانت زوجته الثانية وأنجب منها ابنته الوحيدة قسمت، واستمر زواجهما 4 سنوات، وطلّقها عام 1959، أما سامية جمال فكانت زوجته الثالثة، تزوجها عام 1962، واستمر زواجهما قرابة 18 عامًا، وانفصلت عنه عام 1977، وكانت صباح زوجته الرابعة، تزوجها عام 1967، وطلقها بعد أسبوعين، وكانت سامية جمال في عصمته، أما نبيلة أباظة فكانت زوجته الخامسة، وهي ابنة عمه تزوجها عام 1979 قبل وفاته بسنتين.

تزوج رشدى أباظة تحية كاريوكا عام 1952 والتى كانت الزوجة الاولى فى حياته بينما كان هو الزوج السابع فى حياتها ، واستمر الزواج 3 سنوات، وانفصلا بفضيحة بعد ان نما إلى علم تحية كاريوكا علاقته بإحدى الفتيات الفرنسيات فى احد الملاهى الليلية فى لبنان وطلبت منه الطلاق فى الليلة نفسها .

بينما تعرف رشدى أباظة على سامية جمال فى صالة عرض خاص بروما وبدأ التعارف بينهما فى كواليس فيلم "الرجل الثانى" الذى كان بطولة رشدى أباظة وسامية جمال وصباح وصلاح ذو الفقار، وكان وقتها توجد مشاكل بين رشدى اباظة وزوجته الامريكية التى انجب منها ابنته الوحيدة، وكان هذا بالتزامن مع شفاء سامية جمال من حبها المرضى لـ فريد الاطرش، وتطورت علاقة رشدى اباظة وسامية جمال إلى ان عشقها وتزوجها عام 1962، تولت سامية جمال مسئولية تربية قسمت ابنة رشدي أباظة لمدة سبعة عشر عامًا هي مدة زواجها من رشدي أباظة .

أما عن زواجه من صباح فقد بدأ زواج رشدى اباظة من صباح بدعابة في لبنان، حيث أخبرته صباح بأنه لن يستطيع الزواج منها خوفا من سامية جمال، فاصطحبها للمأذون وتحولت هذه الدعابة إلى واقع، وتم الطلاق بعد أسبوعين".

محاولة انتحار فاشلة بسبب سامية جمال

ما لا يعرفه الكثيرون أن شخصية قوية وعملاقة كالدنجوان رشدي أباظة قد فكر في الانتحار يومًا، بل وحاول الانتحار فعلا بإطلاق الرصاص على نفسه من مسدسه إلا أن أحد أبناء عمومته حضر المشهد وأنقذه.

وعن تلك الواقعة يروي أباظة لمجلة الشبكة عام 1971، أنه ذات يوم عقب عودته من تصوير أحد الأفلام، وجد سامية جمال تتشاجر مع ابنته قسمت، ما أثار غضبه ووجه لها كلمات قاسية، ويعترف أباظة بأنه أخطأ إذ كانت زوجته تعامل "قسمت" جيدًا، إلا أن ابنته كانت طفلة ولا تعي أن سامية جمال ترشدها إلى الصواب، بكت سامية جمال، وتركت البيت غاضبة متوجهة للإقامة بأحد الفنادق، وأصرت على طلب الطلاق، ولم تقبل عدة محاولات قام بها أباظة للتصالح معها، وأصيب أباظة بعدها باكتئاب حاد دفعه لمحاولة الانتحار عدة مرات.

يسرا تهزم دنجوانية رشدى اباظة وترفض الزواج منه

عاش الفنان رشدي أباظة قصة حب كبيرة مع الفنانة يسرا، لكن - وعلى غير العادة - رفضت الارتباط به بعد أن أعلن لها حبه في عام 1980، عندما شارك النجمان في بطولة فيلم "بياضة"، كان رشدى أباظة في العقد الخمسين من العمر، وكانت يسرا "شابة صغيرة"، تشق طريقها في عالم الفن نحو النجومية والانتشار، حيث كانت يسرا أصغر من عمر ابنة أباظة الوحيدة، ما جعل علاقتهما معًا شبه مستحيلة، رغم أنّها أحبته كثيرًا.

في حوارٍ قديم لها، صرّحت يسرا بأنّ رشدي أباظة هو أفضل شخص تعاملت معه طوال حياتها، لأنّه كان يعرف جيدًا كيف يتعامل معها، وأحبته من قلبها لكن لم يكن مقدرًا لها الارتباط به.

الانتماء لـ الزمالك نكاية فى عائلته الأهلاوية

تعتبر العائلة الأباظية من أكبر العائلات التي تنتمي وتشجع النادي الأهلي بعد الحرب العالمية الثانية، وكان أولهم عزيز باشا أباظة، ثم فكري باشا أباظة، والكاتب ثروت أباظة، والمهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق، ومصطفى أباظة عميد العائلة الأباظية، ثم توالى الأنجال والأحفاد بعد ذلك وجميعهم يحبون ويعشقون ويشجعون النادي الأهلي، وفقا لكتاب «روائع النجوم» لمحمود معروف، الهيئة العامة للكتاب، ص43، و44، و45، وكان الوحيد الذي شذ عن العائلة الأباظية وشجع نادي الزمالك بقوة هو الفنان رشدي أباظة، وتبعه أخوه غير الشقيق الفنان فكري أباظة، وابن عمهما سامي أباظة عضو مجلس الشعب الأسبق وعضو مجلس إدارة نادي الزمالك الأسبق، ونجله عبدالله أباظة، وابن عمهم المخرج نشأت أباظة وأولادهم، جميعهم أحبوا الزمالك، وكان «رشدي» أشدهم تعصبا للنادي، وذلك نكاية وعندا في العائلة «الأباظية» الأهلاوية.

وكان «رشدي» الذي كان يلقبه بعض أصدقائه في الوسط الفني بـ«ابن الخواجاية»، يحضر أغلب مباريات فريق الزمالك، برفقة شكري سرحان، ونور الدمرداش، وحمدي غيث، وسيد إسماعيل، وحسام الدين مصطفى.

الساعات الاخيرة فى حياة رشدى أباظة ورؤيته الاولى لحفيدة على فراش الموت.

قضى رشدي أباظة أيامه الاخيرة في أحد مستشفيات العجوزة، وكانت وصيته "فرش قبره بالحنة لاعتقاده بأنها تساعد على تحلل الجثة سريعًا"، توفي في 27 يوليو 1980 عن عمر يناهز ثلاثة وخمسين عاما بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ، وكانَ قبل 48 ساعة فقط من وفاته قد فاقَ من غيبوبته لعدة دقائق، حيثُ رأى لأول مرة حفيده، أدهم دياب، وهو الابن الأول لكريمته، قسمت أباظة، من زوجها، أحمد دياب، الذى حالت ظروف مرضه عن رؤيته من قبل فكان اللقاء الاول بينهما داخل المستشفى على فراش الموت.

وكذلك استقبل شقيقته السيدة منيرة أباظة، المتزوجة في لبنان والمقيمة في بلدة «صيدا»، وكان رشدي أباظة قد عانى آلامًا مبرحة في الأسبوع الأخير من حياته، كما أصيب بالهزال الشديد، حيث ضاعت تمامًا معالم شخصيته القوية، وقد بلغ خبر وفاة رشدي أباظة إلى والدته، الإيطالية الأصل المصرية الجنسية، ليلى بورجمينو، ولكنها رفضت الحضور إلى المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة عليه بسبب الخلافات الشديدة التي كانت قائمة بينهما.

واشترك في آخر أعماله (الأقوياء) الذي مات أثناء تصويره ولم يستطع إنهاءه، فأكمله الفنان القدير صلاح نظمي بدلا منه عام 1980.

جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.