لوحظ في الآونة الأخيرة إقبال نسبة كبيرة من الأطفال على الـ«فيسبوك» تقليدًا للكبار، أو هروبًا من مشاكل الأسرة أو للتسلية فقط، ويكشف الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، عن مخاطر إدمان الأطفال لـ«الفيسبوك».
ونبه الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، على أن ظاهرة أطفال «فيسبوك» أخطر من أطفال الشوارع، لأنها لا تتقيد بمرحلة الطفولة ولكنها تشتمل على جميع الأعمار، وتحتل البيوت في غفلة من سكانها، وتجعل البيوت أسوأ من الشوارع.
وقال «الورداني» في تصريحات له الأحد، إن من أهم سمات ظاهرة أطفال «فيسبوك» ما يلي: أولًا: استبدال الفضاء الإلكتروني بخارج البيت (الشارع)، فيصبح الإنسان ليس موجودًا إنسانيًّا في البيت ولو كان بين أفراد أسرته في منزله، ثانيًا: التسول الإلكتروني للإعجاب والتواصل.
وأضاف: ثالثًا: الشيخوخة الإنسانية المبكرة، ويظهر ذلك بتحويل كل الأعمال التي تنمِّي العلاقات إلى منتجات ألكترونية هشة الإنسانية، رابعًا: الكآبة والتوجع المستمر وإدمان الشكاية، وذلك لأن هذا النوع من الأطفال يصرخ دائمًا ليعلن عن حاجته للرضاع من لبن التواصل الافتراضي الممزوج بإعجاباته وتعليقاته التي تصيب صاحبها بإدمان الوحدة والوحشة.
وواصل: خامسًا: روعنة إفشاء الأسرار وتبرير الفضح، من خلال اللعب الدائم على نغمة الإثارة للحفز للمشاركة حتى لو كانت هذه المشاركة في حفلة لعب بأعراض أو أرواح أو قيم لمجتمع، وكل هذا في غياب تام للضمير الآمر بقدسية الاستيثاق والتبين.
وأردف: «ستأتي فترة تكشف فيها الأبحاث الاجتماعية والنفسية عن نتائج خطيرة عن مساهمة «فيسبوك» ووسائل التواصل الحديثة في زيادة نسب المرض النفسي والكآبة والانتحار»، لافتًا إلى أن بوادر هذه الدراسات بدأت في الظهور.
ووضع «الورداني» روشتة للتغلب على إدمان الأطفال لـ«فيسبوك»، قائلًا: «إذا أرأدنا النجاة من فضاء "فيسبوك" وإنقاذ الأطفال، لابد من اتباع الخطوات التالية: أولًا: تحديد هدف واحد في كل مرة لاستعمال «فيسبوك» لا تتجاوزه بأي حال من الأحوال مثل «سأطلع على الصفحة الشخصية لشخص ما لأعرف تخصصه، والخروج من صفحته بعد تحقيق الهدف».
وأكمل: «ثانيًا: عدم تجازة فترة استعمال «فيسبوك» ووسائل التواصل الأخرى، مدة الساعة والنصف يوميا، مهما كانت الأسباب، أو توزيع هذه المدة على عدد من المرات «9- 16 مرة»، ثالثًا: تنويع وسائل التواص مع الآخرين، والأخذ في الاعتبار الاتصال المباشر، حتى تسترد الحياة الحقيقية المليئة بالمعاني الدافئة بدلا من برودة الرموز والأشكال التي تسرقمعنى الحياة، ورابعًا: عدم متابعة المنشور الذي دونه الشخص إلا بعد مرور ثلاث ساعات، لأنها المدة التي تعطي التصور الواقعي عن تأثير ما كتبت.
واستطرد: خامسًا: عدم الاستجابة لأي فكرة مجهولة النسب، حتى لا نصبح من المهمشين والمتسولين للفكر، وحال الإعجاب بفكرة معينة، ييتم البحث عنها من مصدر موثوق، سادسًا عدم كتابة شيء على الصفحة الشخصية إلا بغرض وهدف، بالأفضل التوقف عن كتابة «منشور» سطحي يجرَّك لتقع في دائرة ودوامة الكتابة العبثية التي هي أوسع أبواب إدمان التفاهة، والتي يخصم مع كل جرعة منها من قيمتك وقيمك عند نفسك قبل المارين على صفحتك.
واختتم: سابعًا: الحفاظ على الأسرار وعدم إلقائها أمام أعين أطفال "فيسبوك"حتى لا يتلاعبوا بتفاصيل الحياة الشخصية أو حياة الأسرة بدم بارد.