الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الرجل مكلف بـ تحمُّل نفقات حج زوجته أو عمرتها؟ علي جمعة يجيب

هل الرجل مكلف بتحمل
هل الرجل مكلف بتحمل تكاليف حج زوجته أو عمرتها

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن الحج ركن من أركان الإسلام؛ فقال – تعالى-: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب»، (سورة آل عمرآن: الآية 97).

وأضاف الدكتور على جمعة، فى إجابته عن سؤال يقول صاحبه: «هل يجب على الرجل تحمُّل تكاليف حج زوجته؟»، أن الحج واجب على المسلم رجلًا كان أو امرأة إذا كان مستطيعًا في بدنه وماله على أداء مناسك الحج ونفقاته.

وأوضح أن للزوج ذمة مالية مستقلة عن زوجته، وللزوجة كذلك ذمة مالية مستقلة عن زوجها، فإذا كان أحدهما مستطيعًا للحج دون الآخر، وجب الحج على المستطيع منهما دون غيره سواء أكان المستطيع الزوج أم الزوجة.

وأفاد بأن الزوج ليس مكلفًا شرعًا بدفع نفقات الحج لزوجته، ولا الزوجة مكلفة شرعًا بدفع نفقات الحج لزوجها، أما إذا أراد أحدهما التبرع للآخر بنفقات الحج فلا مانع من ذلك شرعًا.

حكم أداء العمرة عن الأحياء القادرين بدنيًا

قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجوز أن تحج أو تعتمر عن أحد وهو قادر على الحج والاعتمار بنفسه.

وأكد الدكتور محمد عبد السميع، أنه يجوز للإنسان أن يوكل غيـره لأداء الـحـج أو العمرة عنه إذا كان مريضًا لا يستطيع أن يحج بنفسه أو يعتمر، هذا إذا كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه -شفاؤه-.

وأضاف أمين الفتوى، في إجابته عن سؤال: «هل يجوز أداء العمرة عن أخي المريض الذي يستطيع التحرك؟»، أنه لا يجوز أن يعتمر الإنسان عن غيره من الأحياء القادرين بدنيًا على العُمرة.

كيفية أداء مناسك العمرة لـلحج «المُتمتع»

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إن حج التمتع هو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، ويأتي بعمرة كاملة من طواف وسعي وحلق أو تقصير للشعر، حتى يفرغ من العمرة ويتحلل منها.

وأفاد الشيخ عويضة عثمان، خلال فيديو توضحي لأعمال الحج المتمتع، بأنه متى دخل الحاج على مشارف مكة محرمًا، فعليه أن يطمئن أولًا على أمتعته في مكان إقامته، ثم يغتسل -إن استطاع- أو يتوضأ.

وبيّن ما يفعله الحاج المتمتع عند دخول المسجد الحرام، موجهًا حديثه لمن يذهب للحج: «ثم توجه أيها المُعتمر إلى البيت الحرام؛ لتطوف طواف العمرة إن نويتها، أو طواف القدوم إن كنت قد نويت الحج، وكبِّر، وهلِّل عند رؤية الكعبة المشرفة وقل: "الحمد لله الذي بلَّغني بيته الحرام، اللهم افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك، اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزد مَن شرَّفه وكرَّمه -ممن حجه أو اعتمره- تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا، اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا دار السلام"، ثم ادع بما يفتح الله به عليك، فالدعاء في هذا المقام مقبول بإذن الله تعالى".

وأضاف: "وإذا لم تحفظ أيها المُعتمر شيئًا من الأدعية المأثورة فادع بما شئت وبما يمليه عليك قلبك، ولا تشغل نفسك بالقراءة من كتابٍ غيرِ القرآن، فهو الذي تقرؤه وتكثر من تلاوته".

الطواف بالبيت

واستطرد: "ثم اقصد أيها المُعتمر إلى مكان الطواف؛ لتبدأه وأنت متطهر، واستقبل الكعبة المشرفة تجاه الحجر الأسود، واجعله على يمينك؛ لتمر أمامه بكل بدنك، واستقبله بوجهك وصدرك، وارفع يديك حين استقباله كما ترفعها في تكبيرة الإحرام؛ للدخول في الصلاة، كما هو مذهب الحنفية والأثرم من الحنابلة، ناويًا الطواف، مكبرا، مهللا، معلنا: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قائلًا: اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)".

واستكمل: "ثم اجعل الكعبة على يسارك مبتدئًا من قبالة الحجر الأسود، وسر في المطاف -مع الطائفين- حتى تتم سبعة أشواط بادئًا بالحجر الأسود ومنتهيًا إليه في كل شوط، ويسن استلام الحجر الأسود وتقبيله عند بداية كل شوط إن استطعت، فإن شق عليك ذلك فلتسْتلِمْه بيدك ولتقبِّلْ يدك، وإلا أشرت إليه دون تقبيل".

وأردف: "ويستحب أن تقول أيها الحاج المتمتع عند الاستلام ما تقدم من التكبير والتهليل، ودعاء: اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولا تشتغل في الطواف بغير ذكر الله والاستغفار والدعاء وقراءة ما تحفظ من القرآن مع الخضوع والتذلل لله، ومن أفضل الدعاء ما جاء في القرآن الكريم كقوله تعالى: «رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنيا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ» [البقرة: 201]، ولا ترفع صوتك، ولا تؤذ غيرك، واستشعر الإخلاص، فالله تعالى يقول: «ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعا وَخُفيةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلمعتَدِينَ» [الأعراف: 55].

ركعتا الطواف

وقال: «فإذا فرغت من أشواط الطواف السبعة فتوجه إلى المكان المعروف بمقام إبراهيم وصَلِّ فيه -منفردا- ركعتين خفيفتين ناويًا بهما سنة الطواف، أو صلهما في أي مكان في المسجد إن لم تجد متسعًا في مقام إبراهيم، وادع الله بما تشاء وما يفتح به عليك، ثم توجه إلى الملتزم وهو المكان الذي بين باب الكعبة والحجر الأسود، وإذا استطعت الوصول إليه فضع صدرك عليه مادًّا ذراعيك، متعلقًا بأستار الكعبة، واسأل الله من فضله لنفسك ولغيرك فإن الدعاء هنا مرجو الإجابة إن شاء الله تعالى».

الشرب من ماء زمزم

ونصح مدير الفتوى بالتوجه إلى صنابير مياه زمزم وليشرب منها ما استطاع، فإن ماءها لما شرب له، كما في الحديث الشريف.

السعي بين الصفا والمروة

وأضاف: ثم ارجع أيها المعتمر -بعد شربك من ماء زمزم أو بعد وقوفك بالملتزَم- واسْعَ بين الصفا والمروة بادئا بما بدأ الله تعالى به في قوله: «إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا» (البقرة: 158)، ومتى صعدت أيها المعتمر إلى الصفا فهلل وكبر، واستقبل الكعبة المشرفة، وصلِّ على النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- ، وادع لنفسك ولمن تحب ولنا معك بما يشرح الله به صدرك.، ثم ابدأ أشواط السعي -سيرًا عاديًّا- من الصفا إلى المروة في المسار المعد لذلك مراعيا النظام والابتعاد عن الإيذاء، وأسرع قليلا في سيرك بين الميلين الأخضرين -في المسعى القديم والجديد علامة تدل عليهما-، وهذا الإسراع هو ما يسمى "هرولة" وهي خاصة بالرجال دون النساء، فإذا بلغت المروة قف عليها قليلا مكبرا مهللا مصليا على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، جاعلا الكعبة تجاه وجهك داعيا الله تعالى بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة لك ولغيرك، وبهذا تم شوط واحد.

وتابع: "ثم تابع الأشواط السبعة على هذا المنوال مع الخشوع والإخلاص والذكر والاستغفار، وردد ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا الموطن: «رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، أنت الأعز الأكرم، رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم»، وبانتهائك من أشواط السعي السبعة تكون قد أتممت العمرة التي نويتها حين الإحرام".

التحلل من العمرة

وأوضح كيفية التحلل من العمرة: «وبعدها احلق رأسك أيها المعتمر بالموسى، أو قص شعرك كله أو بعضه، والحلق أفضل للرجال وحرام على النساء، وبهذا الحلق أو التقصير للشعر يتحلل المحرم من إحرام العمرة رجلا كان أو امرأة، ويحل له ما كان محظورا عليه، فليلبس ما شاء، ويتمتع بكل الحلال الطيب إلى أن يحين وقت الإحرام بالحج حين العزم على الذهاب إلى عرفات ومنى».

هدي التمتع

ونبه: "متى تمتعت أيها المعتمر على هذا الوجه بالتحلل من إحرام العمرة قبل الإحرام بالحج، فقد وجب عليك ذبح هدي؛ امتثالًا لقول الله تعالى: {فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْىِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٍۢ فِى ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُۥ حَاضِرِى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ» [البقرة: 196]، وهذا الهدي يجوز ذبحه بمكة عقب الانتهاء من التحلل من العمرة، كما يجوز ذبحه بمنى في يوم العيد، أو في أيام التشريق التالية له، أو في مكة بعد عودتك من منى، ولك أن تأكل منه".