الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شكوك حول اعتقال زوجة البغدادي في تركيا..هل خدع أردوغان العالم؟

صدى البلد

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الأربعاء، القبض على زوجة زعيم تنظيم داعش الراحل أبو بكر البغدادي في سوريا، وعلى الرغم من عدم وجود نفي قاطع على كذب ادعاءات أردوغان، إلا أن هناك بعض علامات الاستفهام التي تثير شكوكا حول صحة العملية.

وقال أردوغان:"ألقينا القبض على زوجة البغدادي، لكننا لم نقم بضجة، وبالمثل، ألقي القبض على أخته وصهره في سوريا. سنواصل عملنا في هذا الصدد".

وأعلنت تركيا كذلك أنها ألقت القبض على شقيقة البغدادي الكبرى، رسمية عواد، وزوجها، وزوجة ابنها، و5 أطفال.

تساؤلات وشكوك


وبخلاف الإعلان عن صورة ونشر معلومات حول شقيقة البغدادي، لم تصدر تركيا أي تفاصيل بشأن زوجة البغدادي، خاصة وأن هناك غموضا يحيط بزوجات البغدادي منذ العملية الأمريكية التي فجر نفسه خلالها.

فبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، كان يعتقد أن للبغدادي 4 زوجات، ولكن ليس من الواضح كم منهن على قيد الحياة، وقال مسئولون أمريكيون إن 3 نساء لقين مصرعهن في الغارة الأمريكية ليلة 26 أكتوبر، لكن أيضا لم يكن من الواضح ما إذا كان ذلك يشمل أي من زوجاته.

وأضافت أنه يبدو أن البغدادي اعتمد بصورة كبيرة على أفراد أسرته المقربين بعدما تقلصت دولة الخلافة التي أعلنها وفقدت السيطرة على معظم مناطقها.

كذلك، اعتقلت المخابرات العراقية زوجة أخرى من زوجات البغدادي في وقت سابق من العام، وقتلت ساعيا. تلك العملية ساعدت المسئولين العراقيين والأمريكيين في تحديد موقع البغدادي شمالي سوريا، ومن ثم التخطيط لعملية استهدافه.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند الإعلان عن الغارة ومقتل البغدادي، إن اثنتين من زوجات البغدادي قتلتا في الغارة.

وأردف:"كانت هناك امراتان ، كلتاهما ترتديان ستره واقيه، لكن أيا منهما لم تفجرها أيدا، لكنهما كانتا ميتتين".

كما امتنعت الولايات المتحدة عن تأكيد العملية التركية، وقال مسئول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية إنه لا يستطيع تأكيد التقارير التركية بشأن زوجة البغدادي وشقيقته وأفراد أسرته الآخرين قد تم القيض عليهم.

أضف إلى ذلك تلك الاعتقالات التركية جاءت بعد الكثير من الاتهامات منها المؤكدة وشبه المؤكدة بشأن العلاقة المشبوهة بين أنقرة وداعش.

وقال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية فخرتين ألتون، إن :"هناك الكثير من الدعايات القاتمة ضد تركيا قد انتشرت لإثارة الشكوك حول تصميمها ضد داعش، ولقد كنا في طليعة الحرب ضد الإرهاب بجميع أشكاله".

وتحاول تركيا أن تبعد عنها تلك الاتهامات التي تزايدت بعد العدوان التركي على شمال سوريا، والي عرف بعملية "نبع السلام"، الذي تسبب في إطلاق سراح العديد من أسرى داعش لدى مناطق سيطرة الأكراد. لذا تعلن تركيا بشكل شبه يومي عن اعتقال عناصر من داعش.

وذكر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو يوم الاثنين أن تركيا ألقت القبض على 287 عنصرا من أعضاء داعش الأجانب في سوريا، بمن فيهم الأطفال، منذ بدء العدوان على سوريا، وقال إن من بينهم 54 مواطنا تركيا.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر:"جرى حديث هاتفي بيني و بين الرئيس التركي أردوغان،وأخبرني عن اعتقالهم للكثير من الدواعش ومنهم زوجة البغدادي وأخته، وتحدثنا أيضًا عن الحدود مع سوريا، والقضاء على الإرهاب، وإنهاء الأعمال العدائية ضد الأكراد، والعديد من الموضوعات الأخرى. نتطلع إلى رؤية الرئيس أردوغان الأربعاء المقبل".

عدم إعلان تركيا عن أي تفاصيل بشأن أرملة البغدادي المزعومة على عكس شقيقته مثلا، خاصة وسط الغموض حول مقتل زوجاته من عدمه، ومحاولاتها المستميتة لتنظيف سمعتها من اتهامات وجود علاقة لها مع داعش، خاصة وأن البغدادي قتل على بعد 4 كيلومترات من حدودها، يضع الكثير من الشكوك حول حقيقة تلك العملية.

وكشفت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية عن أن شقيق زعيم تنظيم داعش الإرهابي سابقا، أبو بكر البغدادي، سافر عدة مرات إلى مدينة إسطنبول التركية، عن طريق الشمال السوري، قبل أن يلقى مصرعه، في أكتوبر، إثر العملية العسكرية الأميركية.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين في المخابرات العراقية، إن شقيق البغدادي كان واحدا من المبعوثين الموثوق بهم لدى قيادة داعش، لأنه كان يوصل ويحتفظ بمعلومات حول عمليات التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق وتركيا.

ويشار إلى أن فحوى التقرير يتسق مع اعترافات أبو منصور المغربي، أحد قيادات داعش، والملقب بـ"سفير داعش في تركيا".

وقال أبو منصور إنه كان هناك بعض الاتفاقيات والتفاهمات بين المخابرات التركية وداعش بشأن البوابات الحدودية، فيما يتعلق بالمصابين والجرحى.

وتابع:"كان هناك فرق، يمثل البعض منها المخابرات التركية والأخرى تنتمي إلى الجيش التركي. كان هناك فرق من 3 إلى 5 مجموعات مختلفة، وأجريت معظم الاجتماعات في تركيا بمواقع عسكرية أو في مكاتبهم، بحسب الموضوع الذي يجري مناقشته. وكانت تعقد الاجتماعات مع الجانب التركي أسبوعيًا بالقرب من الحدود، وبعضها في أنقرة أو في غازي عنتاب".

وأكد:"كنا نعلم أن تمثيل داعش "دبلوماسيًا" يمتد حتى يصل إلى الرئيس التركي نفسه. ويقول أبو منصور إنه كان على وشك مقابلته لكن لم يتم الأمر. حيث أبلغه أحد ضباط مخابرات أردوغان أنه يريد مقابلته بشكل منفرد، لكن ذلك لم يحدث".