الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. مبنى محكمة بني سويف الابتدائية الذي حوله الإخوان لجراج سيارات

مبنى محكمة بنى سويف
مبنى محكمة بنى سويف الابتدائية

محكمة بني سويف التي كانت تتوسط ميدان المديرية، بل تتوسط مدينة بني سويف قاطبة، تم إحراقها مرتين الأولى عام 1919 والثانية بعد أقل من مائة وفي عام 1914 والتي أحرقها الإخوان حتى تهدمت على الأرض بالكامل.

ففي عام 1919 أعلن المحامون بمدينة بني سويف رفضهم الترافع أمام القاضى الإنجليزى بالمحكمة الإبتدائية و الذي أطلق علي نفسه اسما حركيا "طواف" ولم يكن هذا أسمه الأصلى لكنه كان يتخفى خلفه وكان هروبه المشين من الباب الخلفى للمحكمة.

ونظر إلي الثوار من شرفة المحكمة فأشاروا إليه فتراجع فاقتحموا المحكمة وحطموا النوافذ وأوقفوا الموظفين عن العمل وهددوهم بالضرب، حيث حضرت كتيبة هائلة من الفلاحيين فى ملابس بيضاء قوامها ثلاثمائة إلى خمسمائة فلاح يحملون النبابيت فى أيديهم وكأنها غابة متحركة ومن الواضح أنهم خرجوا للثأر .

وحول الإنجليز سطح المحكمة الأهلية إلى منصه لأحد المدافع وراحوا يطلقون النار على الثوار وسقط الكثير من الشهداء أما مستشارى محكمة الجنايات ببنى سويف فقد غادروها كلهم بعد صعوبة عقد الجلسات ووصلوا عن طريق مركب شراعى إلى القاهرة فى العشرين من مارس 1919.

الفلاحون اقتحموا منزل "طواف" والذي كان قد فلت بجلده فقام الثوار بتدمير المكان وألقوا بالنار فى كل أرجائه وأتلفوا كل الأوراق ونهبوا كل ممتلكات اللص الكبير وزملائه الإنجليز المقيمين معه.

ثم اتجهت جموعهم إلى شارع الرياضى يقصدون مصلحة الرى فقد كان هناك أجانب آخرون من المستعمرين يستحقون العقاب.

وعقب ثورة يناير 2011 وفور فض رابعة قامت جماعة الإخوان الإرهابية في يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 أضرمت مجموعة من أنصار الإخوان النيران في مبني المحكمة وفي مساء يوم الجمعة 16 أغسطس إنهار جدار المحكمة وتصاعدت الأدخنة الترابية في السماء، ما دعا عدد من المعتصمين بالميدان من أنصار المعزول إلى الفرار اعتقادا منهم أن الشرطة تطلق قنابل مسيلة للدموع.

كان مبنى محكمة بني سويف الابتدائية تعرض لإضرام النيران به الأربعاء، فور الإعلان عن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ولم تتمكن قوات الدفاع المدني من التوجه إليه بسبب تواجد أنصار المعزول المعتصمين إلى جواره، كما تعرض المبنى للنهب والسلب بعد إشعال النيران فيه إلي أن تساقطت حوائطه الواحدة تلو الأخري ولأول مرة من أكثر من مائة عام تستوي المحكمة بالأرض .