الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خائن العيش والملح.. حكاية قتل المليونير المسن على يد جاره

قتل - جثة
قتل - جثة

لم يكن للعيش والملح أي اعتبار.. ضرب عرض الحائط بما كان يقدمه له جاره المليونير المسن من عطف ومساعدات مالية، بل ومن طعام وشراب، وحدثه شيطانه بأن يقتله ليسرق ما يستطيع من قصره المنيف.

أقرأ ايضا | الوسواس القهري دفعها إلى النيل

درس المتهم جيدًا تحركات الجار، مواعيد خروجه وعودته وزياراته، اعتاد القتيل أن يدخل بسيارته الجراج ثم يدلف إلى الفيلا من خلال سلم داخلي، ومفتاح الفيلا ضمن مفاتيح السيارة.

عقد الشاب العزم على تنفيذ خطته الشيطانية، وأعد أداة القتل، زاوية حديد غليظة، وفي ليلة الحادث اختبأ في الجراج، وما إن نزل الرجل من السيارة حتى عاجله بضربات متوالية على رأسه فقد الرجل على أثرها الوعي وسقط غارقًا في دمائه.

أقرأ أيضا | شاب ألقى «كيس أسود» داخل إحدى عربات المترو بـ غمرة

كان القتيل معه حقيبة يد صغيرة، انقض عليها، فتحها، انفرجت أساريره، حيث وجد بداخلها 1400 جنيه، وها هو هاتفه المحمول، استولى عليه ووضعه في جيبه، ابتسم ابتسامة المنتصر، أخذ من يده المفاتيح، صعد إلى الفيلا، ليسرق ما خف وزنه وثقل ثمنه وترك بابها مفتوحًا وبه المفتاح وانصرف.

القتيل لا يرد على هاتفه المحمول، هرع ابن أخيه إلى الفيلا، وجد بابها مفتوحًا، راح يبحث عن عمه، وجده غارقا بدمائه في الجراج، وبدأت جهود رجال البحث لكشف غموض الحادث، كان أول خيط هو تتبع الهاتف المحمول، باعه القاتل إلى شخص ما، جيء بالمشتري فقدمه وأرشد عن البائع.

أقرأ أيضا | سر حقنة المسكن والكالون الجديد.. تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة صغير النمر الأسود

واجهت الشرطة المتهم فاعترف تفصيلا أمام النيابة العامة بارتكاب الحادث وبيع الهاتف لمن قدمه لرجال البحث، وأحيل المتهم محبوسًا إلى محكمة الجنايات، وفي أول جلسة للمحاكمة أصدرت قرارها بإحالة أوراق الدعوى إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ رأيه الشرعي قبل إصدار حكمها بالإعدام وحددت اليوم الثاني من دور شهر ديسمبر 2019 للنطق بالحكم، لتسدل الستار على واقعة خسة ونذالة مجرم جحد كل معروف قدمه له القتيل.

وقبل أن ينطق المستشار بهاء المري، رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ، بقرار المحكمة، وجه رسالة قوية للمتهم، قال فيها: "بئسَ الجارُ للجار القتيلِ كُنتَ، وبئسَ النبْتُ السَّامُ في أرض هذا الجِوَارِ نبَتَّ، الجارُ وصَّى به اللهُ إحسانا، أمَّا أنتَ، ففي مَالهِ طمَعْتْ، قَتلتَهُ لتَسْرِقَ، وما أسِفْتَ.. فمِثلُكَ، مثلُ ذاكَ النَّبتُ، يَحِلُّ قَطعُهُ في أيِّ وقتٍ، أو اسْئتصَالُهُ في أيِّ حين، وكُلَّما عَاجَلَهُ القَطعُ قبل أن يَستَشري، أو الاسْتئصالُ قبل أن يَمتَدْ، كان ذلكَ خيرًا للناسِ، وللأرضِ التي نبَتَ فيها".