الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى مولده.. الإفتاء توضح الكتابة الصحيحة للصلاة على النبى

الكتابة الصحيحة للصلاة
الكتابة الصحيحة للصلاة على النبى

أوضحت دار الإفتاء المصرية كيفية كتابة الصلاة الصحيحة على سيدنا محمد، ومتى نكتب «صلِّ» ومتى نكتبها «صلى».

وأضافت الدار عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أن القاعدة النحوية تقول: «الفعل المعتل الآخر يُبنى على حذف حرف العلة»؛ لذلك فعند فعل الأمر منه، والمراد من الأمر هنا الدعاء؛ يجب حذف حرف العلة، فنقول: «اللهم صلِّ على سيدنا محمد».

وتابعت أنه فيما عدا ذلك لا تحذف الألف اللينة، وهي التي ترسم ياء؛ فنقول مثلا: «محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم».

واختتمت أن خلاصة الأمر تحذف الألف اللينة في الدعاء "اللهم صلِّ على سيدنا محمد" ولا نحذفها في غير ذلك "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم".

أيهما أصح "صل على النبي" أم "صلى" وما حكم الخطأ في كتابتها
قالت دار الإفتاء، إن الصلاة على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إما أن تكون بصيغة الأمر الذي هو بمعنى الدعاء؛ مشيرة إلى أن "الأمر" إذا صدر من الأدنى للأعلى فإنه يخرج عن معناه الحقيقي إلى معنى مجازي هو الدعاء، ضاربة مثالًا كأن يقول القائل: "اللهم صَلِّ على سيدنا محمد"، مؤكدة أنه في هذه الحالة تحذف الياء من كلمة "صَلِّ"، لأنها في هذه الحالة فعل أمر معتل الآخر، وفعل الأمر المعتل الآخر يبنى على حذف حرف العلة.

وأضافت الإفتاء في فتوى لها، أن الصلاة على النبي –صلى الله عليه وآله سلم- تأتي أحيانًا بصيغة خبرية يقصد بها الإنشاء، كأن يقول القائل: "صَلَّى اللهُ وسلم على سيدنا محمد"، ففي هذه الحالة يثبت حرف العلة، في كلمة "صَلَّى"؛ لأنه فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة، وقد منع من ظهوره التعذر.

وأكدت: ومن أخطأ في ذلك جاهلًا أو غير قاصد لمعنى غير صحيح فلا إثم عليه، ولكن ينبغي تصحيح مثل هذه الأخطاء اللغوية وعدم الوقوع فيها.

فضل الإكثار من الصلاة على النبي
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.

واستشهد «جمعة» فى بيانه فضل الصلاة على النبى- عليه الصلاة والسلام- بقوله- تعالى-: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»، (سورة الأحزاب: 56 الآية).

وبين أن الأحاديث النبوية الواردة فى فضل الإكثار من الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- كثيرة؛ منها: حديث أُبي بن كعب - رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللهَ اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَي: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ»، رواه الترمذي .

وذكر أيضًا حديث أوس بن أوس - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عليه السلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ -يَقُولُونَ: بَلِيتَ-؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»، رواه أحمد وأبو داود.

وأشار إلى أن العلماء قالو: " أقل الإكثار ألف مرة، وقيل أقله ثلاثمائة، وألَّف في ذلك العلامة المتَّقي الهندي كتابه الماتع "هداية ربي عند فقد المربي" تعرض فيه للأوقات التي يُفْتَقَدُ فيها الشيخ المربي والمرشد إلى الله تعالى وأن واجب الوقت حينئذٍ يكون هو الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- بحيث يصلي المسلم عليه ألف مرة كل يوم على الأقل.

واستدل بما ورد فى ذلك من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي يَوْمٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ»، أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" والضياء في "الأحاديث المختارة"، وهو وإن كان ضعيف الإسناد إلا أنه يؤخذ بمثله في فضائل الأعمال.

وأكد أن كل إكثار في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فهو قليل بالنسبة إلى عظيم حقه ورفيع مقامه عند ربه؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ»؛ رواه ابن ماجه وأحمد واللفظ له.

واختتم أنه لم يزل الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- علامةً مميزة لأهل السنة والجماعة على مر القرون - كما يقول الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين- عليهما السلام: "عَلامَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ: كَثْرَةُ الصَّلاةِ عَلَى رسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-"، رواه أبو القاسم التيمي في "الترغيب والترهيب".