الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دنجوان ماكدونالدز


عِشْتُ مشهد الإبادة الوظيفية لـ "ستيف إيستيربروق" الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز" سلسلة مطاعم الوجبات السريعة" والتي مارسها مجلس الإدارة بدم سُخن، خوفا علي سمعة الشركة ورؤوس أموالها وثقة عملائها، وأنا متعجب من تعليق رقاب الكبار علي أعواد مشانق الطرد من الوظيفة، دون اعتبار لمصالح أو صداقات أو تشابكات،وتطبيق المقولة الشهيرة الكل أمام القانون سواسية، ولا فضل لموظف علي الأخر سوي بالعمل والإلتزام بقوانينه.

صعد "ستيف" إلي قمة ماكدونالدز في 2015 فجلس علي كرسي إدارة كل أفرعها علي مستوي العالم،وما أن شَمّ مجلس الإدارة خبر مواعدة "ستيف" لموظفة وإقامة علاقة عاطفية معها وجنسية محرمة [حتي] أجهز علي الرئيس التنفيذي، وسدّ في وجهه كل أبواب النجاة، وتم التصويت بالإجماع علي إعطائه استمارة 6، دون اعتبار لنجاحاته، ومضاعفته للأداء المالي للشركة التي توسعت في عهده بفروع ملأت أرجاء العالم.

فأصدر مجلس الإدارة بيانا أكد فيه أنه اخترق قواعد السلوك الموضوعة، وانتهك سياستها، وأظهر سوء تقدير من خلال الدخول في علاقات عاطفية مع إحدي الموظفات،حيث أن "ماكدونالدز" لا تسمح للمدراء بإقامة علاقات عاطفية مع مرؤوسيهم المباشرين أو حتى غير المباشرين.

ورغم أنّ "ستيف" صاحب الـ52 عاما، أبلغ موظفيه بأنّ العلاقة كانت برضا الطرفين، لكنه أقر في الوقت ذاته بأنّه انتهك قواعد "ماكدونالدز"، وأن "العلاقة كانت خطأ" وتقدم باعتذار رسمي للإدارة والموظفين.

لكن مجلس الإدارة رفض الاعتذار، وأسدل ستائر القضية نهائيا بالتصويت على رحليه عن السلسلة العملاقة ليس داخل الولايات المتحدة فقط بل وخارجها، لينضم إلى العديد من المدراء التنفيذيين الذين اضطروا إلى التخلي عن مناصبهم بسبب مواعدة موظفات أو التحرش بهن.

قرار مجلس إدارة ماكدونالدز أسس لمدرسة الإدارة العادلة ، وأن فأس القانون تقطع رقاب البيج بوس بأريحية طالما لم يلتزم بالضوابط والقوانين، وأنه لا أحد يرتدي "صديري واقي" من إعمال القانون مهما علا شأنه أو قل، فكل الصدور مكشوفة أمام طلقات القانون لمخترقيه ومتجاوزيه "فالعدل أساس الملك". 

ففي مجتمعنا أركان دواليب العمل تشكو فيها النساء من التحرش، ولن تجد رواقا إلا وفيه تعداد لأشكال التحرش أو المواعدة.

فبتنا مجتمعا يسكت عن عيوبه ويدس رأسه في الرمال [رغم] شعوره بها وأنينه منها، حتي اصبحنا مجتمعًا يسحق المتحرش بهم، ويحرمهم من حقوقهم، ويسخر من رغباتهم فى تطبيق القانون علي المتحرش، بل ويحولهم إلى منحلين ومتحرشين بملابسهم أحيانا.

حتي باتت الضحية لا تشعر بنفسها إلا عندما تشرب من دماء من أساءوا إليهم،أو تصمت حتي لا تري نظرات الشماتة فيها ،وملاحقة عار التحرش بها أمام مجتمع ينصف المتحرشين ويجور علي المتحرش بهم.

حقا نحتاج إلي صافرات إنذار لهذه القضية ، وأن يكون في عقود العمل بندا يردع المتحرش عن التحرش بزميلاته، ويكون الفصل من الوظيفة جزاء وعقابا ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط