الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استعانت به للصلاة على ابنها المسلم.. قصة مصري حقق حلم برتغالية مسيحية في الغربة

عمر شحاتة أمام قبر
عمر شحاتة أمام قبر ابن السيدة البرتغالية

شاب مصري ضرب مثالاً في الشهامة والإنسانية، وأصبح سفيرًا لبلده في الخارج، تحديدًا في مملكة ليسوتو حيث يعمل مستشارًا لوزير الاتصالات والعلوم والتكنولوجيا بالمملكة، وبيته مقصد لكل من يحتاج منه مساعدة حتى لو بسيطة.

كان آخر هذه المساعدات موقف إنساني أثبت فيه "عمر شحاتة" أنه سفير لبلده مصر في أي مكان، فقد حقق أمنية سيدة عجوز مسيحية أرادت زيارة قبر ابنها المسلم والصلاة عليه واستعانت بعمر لكونه مسلم. 

رنّ جرس منزله كالمعتاد، فخرج ليعرف من الطارق، وجدها سيدة عجوز اتضح أنها برتغالية وتعيش في مملكة ليسوتو حيث يقطن شحاتة، ولكنها جارة جديدة تجاوره، ألقى عمر عليها السلام ودعاها لدخول منزله.

هذه المرة التي يتحدثا فيها معا على الرغم من أنها جارته منذ حوالي عام، وعبرت السيدة البرتغالية خلال حديثها معه عن طلبها لمساعدة عمر في تحقيق أمنيتها التي لن تستطع تحقيقها بمفردها على حد وصفها له.

يروي شحاتة تفاصيل هذا الموقف لـ «صدى البلد»، فهذه السيدة كانت أم لشاب توفى وهو صغير في حادث الـ 24 من عمره، هذا الشاب توفي منذ حوالي 20 عامًا مسلمًا، أما الأم فظلت على ديانتها المسيحية، وحلمت به مؤخرًا.

اعتبرت السيدة البرتغالية هذا الحلم كزيارة من ابنها، يتوجب عليها ردّها وزيارته في قبره، وقالت لـ "عمر" إنها تتمنى زيارة قبره والصلاة له، ولكنها لا تعرف كيف تؤدي الصلاة الإسلامية، فطلبت منه أن يحدد يوماً ويذهبا معا إلى قبره ليصلي هناك صلاة المسلمين لأنها مسيحية.

لم يتردد شحاتة أو يستغرق وقتا في التفكير، وقرر تحقيق أمنية جارته البرتغالية في الحال، ويقول شحاتة: "قولتلها هنروح دلوقتي ونقرأ له الفاتحة وندعيله وكده كده مش عاوز اروح شغلي النهاردة"، ترددت السيدة في الموافقة خاصة أن قبره يقع في مقاطعة "وتابوتي" وهي مدينة تبعد حوالي 160 كم عن مسكنه، أحضر كل منهما أوراقه وجواز السفر، واستعدا لهذه الرحلة الطويلة.

"لمحت في عينيها سعادة رهيبة إنها هتشوف قبر ابنها" هكذا وصف شحاتة لحظة موافقته على تحقيق أمنيتها في الحال، وسافرا في هذه الرحلة بسيارة عمر، طبع المصريين بالشهامة كانت سببا في تكفل عمر بكل مصاريف الرحلة.

حزن السيدة على ابنها كان سببًا في شعور عمر بالحزن أيضًا وكأنه كان يعرفه، وفور أن ذهب إلى قبره بدأ بالدعاء والصلاة على الشاب، وهي كانت تصلي له أيضا وتدعو، "بكيت كتير وحسيت إني أعرفه من بكاء أمه عليه.. حزنها وصل ليا"، أما السيدة فبعد انتهاء زيارتهما تبرعت للمسجد بمبلغ حوالي 4 آلاف راند وطلبت من الشيخ توزيعهم على الفقراء.