الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بلطجة في المتوسط وصدام مع أمريكا وروسيا وفرنسا.. أردوغان يجر تركيا إلى كارثة

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

يخطو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو كارثة محققة، ويجر معه بلاده كلها إلى أزمة دولية مركبة، تعقدت خيوطها مع توالي الخطوات الاستفزازية لأنقرة في علاقاتها مع جوارها الإقليمي وحتى حلفائها الدوليين التقليديين.

ففي استفزاز جديد، وقعت حكومة الوفاق في طرابلس وتركيا أول أمس الأربعاء اتفاقيتين، إحداهما حول التعاون الأمني وأخرى في المجال البحري، خلال لقاء جمع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة إسطنبول.

وأعربت كل من مصر واليونان وقبرص عن رفضهم التام للاتفاقين الموقعتين بين أنقرة وحكومة السراج، مؤكدين مخالفتهما الصريحة للقانون الدولي، وانعدام أي أثر قانوني لهما بالتالي.

وأجرى وزير الخارجية سامح شكري، أمس، اتصالًا هاتفيًا بكل من وزير خارجية اليونان "نيكوس دندياس" ووزير خارجية قبرص "نيكوس خريستودوليدس".

وتداول شكري مع كل منهما الإعلان عن توقيع الجانب التركي مذكرتيّ تفاهم مع "فايز السراج" رئيس حكومة الوفاق الليبي في مجاليّ التعاون الأمني والمناطق البحرية.

وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه تم التوافق بين الوزراء على عدم وجود أي أثر قانوني لهذا الإجراء الذي لن يتم الاعتداد به لكونه يتعدى صلاحيات رئيس مجلس الوزراء الليبي وفقًا لاتفاق الصخيرات. فضلًا عن أنه لن يؤثر على حقوق الدول المشاطئة للبحر المتوسط بأي حال من الأحوال.

وأكدت الخارجية فى بيانها أمس أن مثل هذه المذكرات معدومة الأثر القانوني، إذ لا يمكن الاعتراف بها على ضوء أن المادة الثامنة من اتفاق "الصخيرات" السياسي بشأن ليبيا، الذي ارتضاه الليبيون، تحدد الاختصاصات المخولة لمجلس رئاسة الوزراء، حيث تنص صراحةً على أن مجلس رئاسة الوزراء ككل – وليس رئيس المجلس منفردًا – يملك صلاحية عقد اتفاقات دولية.

وأكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، أمس الخميس، أن الحديث حول الحدود البحرية بين تركيا وليبيا أمر غير معترف به تمامًا ويظهر نقصًا تامًا في المعرفة بالجغرافيا.

وانتقدت وزارة الخارجية اليونانية، الاتفاق المبرم بين تركيا والمجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق في ليبيا لتحديد الحدود البحرية بين البلدين، حيث اعتبرته انتهاكا خطيرا للقانون الدولي والذي يتجاهل الحقوق القانونية لدول شرق البحر المتوسط​ الأخرى.

وقال المتحدث باسم وزرة الخارجية اليونانية ألكسندروس ينيماتاس - وفقا لما أوردته شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، اليوم الجمعة، - إن توقيع تركيا وليبيا على مذكرة تفاهم لا يمكن أن ينتهك الحقوق السيادية لدول أخرى، إلا أنه سيكون انتهاكا صارخا للقانون الدولي للبحار ولن ينتج عنه أي تأثير قانوني.

من جانبهم، قال مسئولون يونانيون إنه تم استدعاء السفير التركي لدى اليونان أمس الخميس إلى وزارة الخارجية من أجل إجراء مشاورات مع الوزير، في حين ناقش رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس" هذه القضية اليوم خلال إتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

ويعتزم ميتسوتاكيس مناقشة هذه القضية خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقرر عقدها في العاصمة البريطانية (لندن) الأسبوع المقبل.

ومن جانب آخر، لم تمر تصريحات طائشة أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاجم فيها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مرور الكرام، فبعدما أهان أردوغان ماكرون قائلا إنه "في حالة موت دماغي"، ردت الرئاسة الفرنسية غاضبة قائلة: إنها ستستدعي السفير التركي بسبب تلك الإهانات.

وفي كلمة ألقاها من إسطنبول، قال أردوغان مقتبسا تصريح سابق للرئيس الفرنسي «أتوجه من تركيا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسأكررها له في الحلف الأطلسي.. عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي أنت نفسك»، مضيفا «هذه التصريحات لا تليق سوى لأمثالك الذين هم في حالة موت دماغي».

اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن ما قاله أردوغان ليست تصريحات لكنها "إهانة"، وأعلنت وسائل إعلام فرنسية نقلا عن الإليزيه أنه سيتم استدعاء السفير التركي في فرنسا إلى مقر وزارة الخارجية لتفسير تصريحات أردوغان، وفقا لصحيفة "لوباريزيان".

ويأتي هجوم أردوغان على ماكرون عقب انتقاد الرئيس الفرنسي يوم الخميس، العدوان التركي على شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغرب، إلا أن الإليزيه اعتبر أن هذا ليس ردا لكنه "إهانة" منتقدا التجاوزات الأخيرة للرئيس التركي.

ولم تعلق الرئاسة الفرنسية على تلك الإهانات، لكنها أشارت إلى أن الرئيس ماكرون وضع شروطا للمناقشة التي تتطلب ردودًا من كل من الحلفاء، وربما بشكل خاص من تركيا، موضحة أن الفرنسيين ينتظرون إجابات واضحة من أنقرة.

وقد تؤدي تصريحات أردوغان لمزيد من التوتر بين بين تركيا وحلف الناتو، قبل قمة حاسمة للحلف الأسبوع المقبل، من المقرر أن يلتقي خلالها أردوغان وماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لبحث ملف سوريا.

ويبدو أن تصريحات الرئيس ماكرون لمجلة "ذا إيكونوميست" أغضبت أردوغان، حيث قال ماكرون "نشهد عدوانًا من شريك في الحلف، تركيا، في منطقة مصالحنا فيها على المحك من دون تنسيق"، معتبرا ذلك من مؤشرات "الموت الدماغي" لحلف الناتو.

فرد أردوغان موجها كلامه للرئيس الفرنسي: «لا أحد يعيرك اهتماما.. ما زال لديك طابع مبتدىء.. ابدأ بمعالجة ذلك» مضيفا «حين يتعلق الأمر بالتباهي، أنت تتقن ذلك.. لكن حين يكون المطلوب تسديد المبالغ المترتبة عليك للحلف الأطلسي، يختلف الأمر».

وتابع «إنه يفتقر إلى أي خبرة، لا يعرف ما هي محاربة الإرهاب، لذلك اجتاحت السترات الصفراء فرنسا»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا منذ أشهر.

وأثارت انتقادات فرنسا الحادة بشكل خاص غضب الزعماء الأتراك في الأسابيع الأخيرة، متهمين باريس بالرغبة في زرع "دولة إرهابية" في شمال سوريا، فيما ينذر بأزمة جديدة بين البلدين التي تشهد العلاقات بينهما توترا بالفعل على خلفية العدوان التركي الأخير على سوريا.

وفي سياق متصل، قصفت القوات الروسية المتواجدة في القاعدة العسكرية بمدينة "عين عيسى" في محافظة الرقة السورية القوات التركية والفصائل الموالية لها، فيما ردت القوات التركية بقصف مماثل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الروسية أطلقت 5 قذائف على مواقع الفصائل الموالية لتركيا، فيما أطلقت نظيرتها التركية نحو 5 قذائف سقطت في محيط القاعدة الروسية.

على صعيد آخر، عرضت فضائية "العربية" تقريرا عن تفاصيل بدء تركيا تشغيل صواريخ إس 400 الروسية، التى صعدت غضب واشنطن.

ووفقا للتقرير فإن تركيا أجرت تجربة لأنظمة الدفاع الصاروخية الروسية إس 400 وذلك رغم تهديدات واشنطن المتكررة بفرض عقوبات عليها.

وندد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى بالتجربة التركية واعتبروها تجاوز للخط الأحمر والتى ستزيد فجوة الخلاف الأمريكى بشأن شراء تركيا منظومة الدفاع الجوى الروسى وما تمثله من خطر على منظومة الدفاع الأمريكية إف 35.