الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إهانة أردوغان لماكرون تغرق تركيا في أزمة دبلوماسية | ما سر غضب الإليزيه؟

ايمانويل ماكرون -
ايمانويل ماكرون - رجب طيب اردوغان

لم تمر التصريحات الطائشة التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرور الكرام، فبعدما أهان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا إنه "في حالة موت دماغي"، ردت الرئاسة الفرنسية غاضبة قائلة: إنها ستستدعي السفير التركي بسبب تلك الإهانات.

وفي كلمة ألقاها من إسطنبول، قال أردوغان مقتبسا تصريح سابق للرئيس الفرنسي «أتوجه من تركيا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسأكررها له في الحلف الأطلسي.. عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي أنت نفسك»، مضيفا «هذه التصريحات لا تليق سوى لأمثالك الذين هم في حالة موت دماغي».

اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن ما قاله أردوغان ليست تصريحات لكنها "إهانة"، وأعلنت وسائل إعلام فرنسية نقلا عن الإليزيه أنه سيتم استدعاء السفير التركي في فرنسا إلى مقر وزارة الخارجية لتفسير تصريحات أردوغان، وفقا لصحيفة "لوباريزيان".

ويأتي هجوم أردوغان على ماكرون عقب انتقاد الرئيس الفرنسي يوم الخميس، العدوان التركي على شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الغرب، إلا أن الإليزيه اعتبر أن هذا ليس ردا لكنه "إهانة" منتقدا التجاوزات الأخيرة للرئيس التركي.

ولم تعلق الرئاسة الفرنسية على تلك الإهانات، لكنها أشارت إلى أن الرئيس ماكرون وضع شروطا للمناقشة التي تتطلب ردودًا من كل من الحلفاء، وربما بشكل خاص من تركيا، موضحة أن الفرنسيين ينتظرون إجابات واضحة من أنقرة.

وقد تؤدي تصريحات أردوغان لمزيد من التوتر بين بين تركيا وحلف الناتو، قبل قمة حاسمة للحلف الأسبوع المقبل، من المقرر أن يلتقي خلالها أردوغان وماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لبحث ملف سوريا.

ويبدو أن تصريحات الرئيس ماكرون لمجلة "ذا إيكونوميست" أغضبت أردوغان، حيث قال ماكرون "نشهد عدوانًا من شريك في الحلف، تركيا، في منطقة مصالحنا فيها على المحك من دون تنسيق"، معتبرا ذلك من مؤشرات "الموت الدماغي" لحلف الناتو.

فرد أردوغان موجها كلامه للرئيس الفرنسي: «لا أحد يعيرك اهتماما.. ما زال لديك طابع مبتدىء.. ابدأ بمعالجة ذلك» مضيفا «حين يتعلق الأمر بالتباهي، أنت تتقن ذلك.. لكن حين يكون المطلوب تسديد المبالغ المترتبة عليك للحلف الأطلسي، يختلف الأمر».

وتابع «إنه يفتقر إلى أي خبرة، لا يعرف ما هي محاربة الإرهاب، لذلك اجتاحت السترات الصفراء فرنسا»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا منذ أشهر.

وأثارت انتقادات فرنسا الحادة بشكل خاص غضب الزعماء الأتراك في الأسابيع الأخيرة، متهمين باريس بالرغبة في زرع "دولة إرهابية" في شمال سوريا، فيما ينذر بأزمة جديدة بين البلدين التي تشهد العلاقات بينهما توترا بالفعل على خلفية العدوان التركي الأخير على سوريا.