الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سجدة الشكر.. تعرف على فضلها و5 أحكام متعلقة بها

سجود الشكر
سجود الشكر

فَضْلُ سجدة الشّكر.. شُرعت سجدة الشّكر لأدائها عند حصول نعمة ما أو انصراف شرّ، وهي شكل ووجه من أوجه شكر الله -تعالى- على فضله، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ)، فشكر النّعمة يؤذن بزيادتها، وتتعدّد أفضال سجدة الشّكر كما يأتي:

١- إنّ من أسماء الله -تعالى- الحسنى الشّكور؛ فهو المُنعم على عباده ولا يُضيع أعمالهم ويُضاعف الثّواب والأجور لهم، وهو من يغفر الزّلات ويقبل التّوبة؛ وورد اسم الشّكور في القرآن الكريم: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).

٢- إنّ الشّكر صفة من صفات الأنبياء عليهم السّلام، فالله -تعالى- تحدّث عن أنبيائه -عليهم السّلام- وامتدحهم بسبب شكرهم لنعمه وفضله؛ حيث قال الله -تعالى- عن نوح عليه السّلام: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا).

٣- الشّكر من صفات المؤمنين: حيث أمر الله -تعالى- المؤمنين بالشّكر، فالشّكر يعدّ من امتثال أمر الله تعالى؛ حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).

٤- الشّكر والحمد يجلب رضى الله تعالى؛ فالشاكرين وعدهم الله -تعالى- بالعطاء الجزِيل في آخرتهم؛ حيث قال:(وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ).

٥- رضى الله - تعالى- مبنيّ على شكر العبد له كما جاء في الحديث النبويّ: (إنّ اللهَ ليرضى عن العبدِ أن يأكلَ الأكلةَ فيحمدَه عليها، أو يشربَ الشربةَ فيحمدَه عليها).

٦- الشّكر صفة من صفات القليل من النّاس؛ حيث امتدحهم الله -تعالى- بقوله: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).

بيّن العلماء عدّة أحكام تتعلّق بسجدة الشّكر، وبيان بعضها فيما يأتي:

١- لا يُشترط عند أكثر الفقهاء في سجدة الشّكر ما يُشترط لصحّة الصّلاة من استقبال القبلة والطّهارة وغير ذلك من الأحكام، خلافاً لمن اشترط لسجدة الشّكر ما يُشترط في صلاة النّافلة من ستر العورة والطّهارة وغيرها من الأحكام؛ لأنّ ظاهر سجدة الشّكر هي فرح الإنسان لأمر استجدّ له فأراد أن يشكر الله -تعالى- على فضله في حينها. 

٢- يُرجّح القول بأنّ سجدة الشّكر لا يلزمها تكبير ولا تسليم في نهايتها؛ إذْ إنّ ذلك لم يرد عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يُنقل عنه.

٣- لا يوجد ذِكر معيّن يُذكر في سجدة الشّكر؛ وإنّما يقول المسلم ما يناسب حاله من حمد وثناء وشكر لله تعالى. 

٤- لا تصحّ سجدة الشّكر إذا بُشّر الإنسان بما يسرّه وهو يصلّي.

٥- يجوز قضاء سجدة الشّكر إذا لم يستطع المسلم أن يأتيها في حينها. 

تُعدّ سجدة الشّكر مظهراً من مظاهر شُكر الله -تعالى- على نِعمه، وهناك عدّة صور أخرى لشكر الله تعالى؛ منها:

١- تقوى الله تعالى؛ حيث قال ابن إسحاق -رحمه الله- في تفسير قول الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)؛ أي فاتّقوني فإنّ ذلك شكراً لنعمتي.

٢- الرضى والقناعة بما قسم الله -تعالى- على العبد وقدّر له من النِعم والأفضال، وعدم الشّكوى من الفقر أو الابتلاء بالمال أو بالصحّة. 

٣- صلاة الضحى تعدّ من صور شكر الله تعالى.

٤- اللجوء إلى الله -تعالى- بالسؤال والدّعاء.

٥- التفكّر بنِعم الله -تعالى- على الإنسان؛ فمن تفكّر بصحّته وقوّته حمد وشكر الله -تعالى- عليها.

٦- شكر الإنسان لمن قدّم إليه معروفاً؛ فشكر النّاس من شكر الله -تعالى- كما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

الشّكر في اللغة هو عِرفان النّعمة وإظهارها وثناء الله -تعالى- عليها، وفي الاصطلاح يعني الاعتراف بفَضْل الله -تعالى- والثّناء عليه، وقيل: هو صَرْف جميع ما أنعم الله -تعالى- به على الإنسان إلى ما خُلِق لأجله، أمّا سجدة الشّكر فهي السّجود الذي يؤدّيه المسلم عند حدوث خير ما أو عند انصراف همّ شُكراً وحمداً لله تعالى، ويكون بأداء سجدة واحدة كسجود الصّلاة المفروضة.

لا بدّ من المسلم شكر الله -تعالى- على نعمه، ومن الأمور التي تُعين على شكره:

١- النظر إلى أهل الفاقة والمحرومين لمعرفة نِعم الله -تعالى- وحمد وشكره؛ فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إإذا نظر أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه في المالِ والخَلْقِ فلْينظُرْ إلى من هو أسفلَ منه ممن فُضِّلَ عليه).

٢- إدراك المسلم بأنّه عبد لله تعالى، وأنّ الله -تعالى- سيّده ومالك أمره وكلّ فَضل عند هو نعمة وخير ويجب عليه حمد وشكر الله تعالى عليها، فالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقوم الليل حتى تتفطّر قدماه رغم أنّه مغفور الذّنب؛ وذلك شُكراً لله تعالى.

٣- الانتفاع بالنّعم وإظهار أثرها يعدّ سبيل لشكر الله -تعالى- عليها. ذِكْر الله -تعالى- في كلّ الأوقات والأحوال. التّواضع لله -تعالى- ولعباده.

٤- الشّعور بالتقصير بحقّ الله -تعالى- مهما شكر الإنسان ربّه وحمده. ترك مجالس الغفلة والانقطاع عنها؛ لينصرف الذهن والقلب إلى ذكر الله -تعالى- وشكره وحمده والثّناء عليه. 

٥- مجاهدة الشّيطان؛ فأوُلى غايات الشّيطان صرف العباد عن شكر ربّهم، ودلّ على ذلك قول الله تعالى: (ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ).

٦- الدّعاء بسؤال الله -تعالى- التوفيق والهداية إلى الشّكر على نِعمه وأفضاله والإلحاح في الطلب.