كم من يوم تلقيت فيه خبر مرض شخص عزيز لك وصاحب الخبر أزمة أخرى لا تقل صدمة عن المرض و هي من أين سنأتي بتكلفة العلاج، كم من مرة فتحت أي من وسائل الإعلام و تلقيت منجاة لإنقاذ حالة مرضية لا تقوى على الانتظار وتحتاج ثمن العلاج ،كم من أسرة يمرض عائلها فتقف شرايين حياة البيت كله، كم من طفل تستقبله أعوامه الأولى بأزمة صحية تهدد حياته فيخيم الحزن على العائلة خاصة عندما لا تتوفر لهم سبل تغطية تكلفة العلاج.
واليوم تقف الدولة بمشروع عظيم تواجه به كل هذه التحديات وتطرح حلول مسئولية مشتركة للتصدي للأزمات الصحية التي يتعرض لها أبناء الأسرة المصرية من خلال منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة، هذا الحلم الذي تسعى لتحقيقه كبرى دول العالم، نخطو نحن فيه خطواتنا الأولى بدراسة منهجية مُحكمة بمعايير جودة على أعلى مستوى تبدء بتأهيل العاملين في هذه المنظومة على يد خبراء داخل وخارج البلاد وتطوير مستشفيات التأمين الصحي الشامل على أعلى مستوى بمشاركة المستشفيات الخاصة أيضًا.
تقسم رحلة التأمين الصحي الشامل الجديد لتغطية كافة أرجاء الجمهورية إلى ٦ مراحل
المرحلة الأولى محافظات : بورسعيد ، السويس،الإسماعيلية وسيناء
المرحلة الثانية محافظات : أسوان، الأقصر، قنا، مطروح، البحر الأحمر
المرحلة الثالثة:الإسكندرية،البحيرة،دمياط،سوهاج،كفرالشيخ
المرحلة الرابعة:اسيوط،الوادي الجديد،الفيوم،المنيا و بني سويف
المرحلة الخامسة : الدقهلية ، الشرقية ، الغربية و المنوفية
المرحلة السادسة و الأخيرة : القاهرة ، الجيزة و القليوبية
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه و بقوة و ربما يكون في تقديري السؤال الأهم هنا ...
من أين سنأتي بكل هذه المبالغ الطائلة و التى تقدر بالمليارات ، لتوفير خدمة طبية تليق بأبناء الوطن ؟!
الإجابة هي التكافل المرحلي من أبناء الوطن بعضهم لبعض ، بمعنى أن الدولة ستتكلف حتمًا الجزء الأكبر من العلاج و تجهيز المنظومة و رفع كفأة المستشفيات والعاملين ، يدًا في يد المسئولية المجتمعية من الشركات و المصانع و أصحاب الأعمال تجاه الوطن ، و يبقى المشاركة الأهم ، و هي الغرض الأساسي من مقالي هذا ، يبقى أنت مشاركتك انت و تحملك المسئولية تجاه نفسك و أفراد عائلتك و كل أحبائك و فهمك الجيد للمنظومة و إعمالك على نجاحها ، فربما يكون أحد معارفك في حاجة للخدمة الطبية اليوم و تكون انت من يحتاجها غدًا .
عزيزي القارئ ...
انتظامك في تسديد الإشتراكات الرمزية ، وعيك لأهمية التكاتف و التكافل المجتمعي ، إستخدامك للخدمة بالطريقة الصحيحة المتحضرة ، كل ذلك يسهم في إنجاح حلم المنظومة التي نحتاجها جميعًا.
وأخيرًا أتمنى للجميع التمتع بصحة جيدة و أن يحفظنا الله من أي سوء ، فالصحة هي أعظم النعم و ثروة الإنسان الحقيقية.