الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الصحة العالمية": الاحتفال باليوم العالمي للإيدز مسئولية جماعية لإنهاء معاناة المتعايشين مع الفيروس

صدى البلد

أكد الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في القاهرة، أن الاحتفال باليوم العالمي لمرض (الإيدز) مسئولية جماعية لإنهاء معاناة المتعايشين مع فيروسِ نقص المناعة البشري وكذلك توفيرِ سبل الوقاية والعلاجِ.
وقال جبور - في كلمته خلال احتفالية اليوم الـ31 لمرض الإيدز - إن اليوم العالمي للإيدز هو منصة هامة لتسليط الضوء على دورِ المجتمعات لدعمِ زيادة الوعي بالمرض والفئات الأكثرِ عرضة، فهناك حاجة إلى زيادة تعبئة المجتمعات لمواجهة الحواجزِ التي تحول دون تقديمِ الخدمات لتلك الفئات والحد من الوصم والتمييزِ، مؤكدا أن الدور القوِي الذي تلعبه المجتمعات مطلوب أكثر من أي وقت مضى لضمانِ بقاء الإيدز على جدول الأعمال السياسي واحترامِ حقوقِ الإنسان.
وأوضح أنه تم اختيار هذا العام لتسليط الضوء على سياسة الحد من المخاطرِ التي من الممكن أن يستفيد منها الفئات الأكثر عرضة، ليس للحد من الفيروسِ المسبِب للإيدز فحسب، بل أيضًا باقي الأمراض التي من الممكنِ أن تنتقل عن طريقِ الدم الملوِث والحقن غيرِ الآمنِ مثل فيروس الالتهاب الكبدي (سي) و(بي).
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية تقدم دعما قويا ومستمرا للحكومة المصرية في الاستجابة الوطنية لمكافحة مرض الإيدز منذ اكتشاف الحالة الأولى في مصر، كما تقوم بتوجيه الاستجابة الصحية المصرية لتكون في سياقِ الأولوياتِ العالمية في مكافحة فيروس نقص المناعة البشري، وذلك لتتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وكذلك الأهدافِ الإنمائية والإعلانِ السياسي لعام 2016 بشأن الإيدز والاجتماع الرفيعِ المستوى لعام 2016.
وأكد الدكتور جبور أن مصر من الدول المنخفضة الانتشار بين عامة السكان 0.02% مع بعض الأدلة على الأوبئة المركزة بين الفئات الأكثرِ عرضة والأشخاص المفتاحيين، وبالرغم من ذلك، فإن هناك زيادة سنوية للحالات المكتشفة حديثا بحوالي 25-35٪ كل عامٍ على مدارِ السنوات العشرِ الماضية، مشيرا إلى أن هذه الزيادة تبرر عاملينِ أساسيينِ أولهما، تحديث استراتيجيات الكشف عن المرض واستخدامِ طرقِ اختبارٍ حديثة في مختلف المرافقِ الصحية، والعامل الثاني هو زيادة الوعى بخطرِ الإصابة بفيروسِ نقص المناعة البشرى وخاصة أن الأدلة تشير إلى أن الاكتشاف المبكر والعلاج المبكر يساوى حياة صحية دون مضاعفات وفرصًا أقَلَّ لنقلِ العدوى.
وذكر أن الحكومةُ المصرية اتخذتْ خطوةً تاريخيةً منذ عام 2014 لتأمين العلاج لأفرادِها من خلالِ التمويلِ الحكومي، وابتداءً من عامِ 2017، حيث يتِم تمويلُ برنامجِ أدوية علاج فيروس الإيدز (ART) بالكامل محليًا من خلال الحكومة المصرية، علاوةً على ذلك، اعتمدت وزارةُ الصحة والسكان توصياتَ منظمةِ الصحة العالمية في نهج الاختبار والعلاج في توزيعِ العلاجِ منذ يوليو 2017، وأصبحَ المتعايشُ مع المرضِ يحصلُ على العلاجِ بمجرَّدِ اكتشافِ إصابتِهِ بدونِ أي انتظارٍ.
وأكد أن المنظمةُ تدعمُ الحكومةَ المصريةَ لتعزيزِ أنظمتِها الصحية ومساعدتِها على التقدُّمِ نحوَ التغطيةِ الصحيَّةِ الشاملة، بحيثُ يتمكنُ جميعُ الأفرادِ من الوصولِ إلى الخدماتِ التي يحتاجونَ إليها، دونَ مواجهةِ المصاعبِ المالية، منوها إلى أن التغطيةَ الصحيةَ الشاملة هي فرصةٌ لتسريعِ جهودِ القضاءِ على الإيدز وتضخيمِ تأثيرِ الاستثمارات في فيروس نقصِ المناعة البشري.
وأشار إلى أن النجاحَ العظيمَ الذي تحقَّقَ خلالَ حملةِ (100 مليون صحة) يعد نموذجٌا يُحْتَذى بِهِ في مواجَهَةِ المشكلاتِ الصحية، متمنيا أن تُكَلَّلَ مجهوداتَ المبادرة بدعمِ الأنشطةِ الرئيسية بالقضاء على فيروس الالتهاب الكبدي وعواملَ انتقالِهِ، ومنها تقليلُ الضررِ، معربا عن أمله في أن يُولِي كافةُ الشركاءِ ومنها جميعُ المعنيينَ من وكالاتِ الأممِ المتحدة في الفريقِ المشتركِ دعمًا أكبرَ لتقليلِ الضررِ الذي توليهِ وزارةُ الصحة والسكان أهميةً كبرى.

وطالب بتسخيرِ كلِّ الطاقةِ والمواردِ المتاحة لتحقيقِ تغطية صحية شاملة تتضمنُ الصحةَ للجميع وبالجميع.. مؤكدا استمرار التعاون مع كافة الشركاءِ وعلى كلِّ الأصعدةِ نحوَ توفيرِ الحياةِ الصحيةِ الكريمة في ربوعِ مصر.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية 79% من المتعايشين حول العالم تم تشخيصهم، و62% تلقوا علاجا و53% تمكنوا بفضل المتابعة الطبية والمواظبة على العلاج من كبح جماح الفيروس وخفض احتمالات عدوى الآخرين.

ووفقا لليونيسيف فإن 50% فقط الأطفال المتعايشين مع الفيروس لديهم الفرصة للحصول على علاجات دوائية لتجنب مضاعفات المرض والوفاة، وخلال عام 2018 أصيب 1.7 مليون بالفيروس و800 ألف حالة توفوا من مضاعفات العدوى الفيروسية.

وأوضح مسئول الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء حشيش، أن المستهدف دوليا هو خفض عدد الوفيات لأقل من 400 ألف نسمة وعدد المصابين الجدد لأقل من 200 ألف حالة دوليا بحلول عام 2030 وللوصول لهذه الأهداف يجب التنسيق مع الدول لضمان التدخلات العلاجية وإتاحة الأدوية للمتعايشين ونشر الوعى بسبل انتقال العدوى وتجنبها.

من جانبها، أكدت عضو البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز الدكتور فاتن بيومي، أنه فيما يتعلق بالبيانات المحلية حتى نوفمبر 2019 فإن عدد الحالات الجديدة بلغ 2170 ومجمل عدد المتعايشين مع الفيروس 13 ألف حالة، منها 7800 يتلقون العلاجات الدوائية، كما أن أعلى فئة عمرية بين المتعايشين ما بين سن 25 و35 عاما ويمثلوا 42% من مجمل الحالات التي تم اكتشاف إصابتها بصورة طوعية.