الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا في مرمى عقوبات الناتو.. الحلف يدرس الرد على انتهاكات أنقرة وممارساتها الضالة عن مبادئ الدول الأعضاء.. أردوغان ارتكب جرائم حرب في سوريا ضد الديمقراطية

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

  • موقع أحوال: تركيا قلبت موازين الحلف ومكنت بوتين من تحقيق فوز عظيم
  • ماكرون يتهم تركيا بدعم الإرهاب وداعش وتقاتل الأكراد
  • اليونان تستنجد بالحلف بسبب ممارسات تركيا في شرق المتوسط وبعد اتفاق أردوغان والسراج
ذكر موقع "أحوال" التركي، في مقال تحت عنوان "كيف يمكن للناتو معاقبة تركيا؟"، أنه خلال تاريخ حلف شمال الأطلنطي، الذي يبلغ 70 عاما، لا توجد دولة عضو ضلت عن الأفكار التأسيسية للحزب مثل تركيا.

وأشار الموقع إلى أنه خلال اجتماع الحلف في العاصمة البريطانية لندن، فإن قادة الدول الأعضاء يبحثون كيفية الرد على السلوك التركي. 

وأضاف أن أي عقاب لانتهاكات تركيا الأخيرة ستبدأ من شرائها منظومة الصواريخ الروسية "إس 400"، وهي المنظومة التي بدأت في تسلمها في يوليو الماضي.

وتم تأسيس حلف الناتو بشكل أساسي لمواجهة الاتحاد السوفييتي، وفي قمة وارسو عام 2016، اعتبر التحالف روسيا تهديدا مزعزع للاستقرار. 

وبعد حوالي 30 عاما على انهيار الاتحاد السوفييتي، فإن دول التحالف نشرت أنظمة صديقة للناتو وتجنبت شراء أنظمة عسكرية من روسيا وحلفائها. 

ونقل "أحوال" عن مارك بيريني الباحث الزائر في معهد "كارينجي أوروبا" قوله إن تركيا قلبت موازين الحلف، ومكنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق فوزا كبيرا. 
وتابع أن نشر منظومة إس 400 يلقى الضوء على رغبة تركيا في تجاهل تعهدات الناتو، موضحا أن مصدر القلق الأساسي سياسي حيث أن روسيا تركب معهداتها وتنشر جنودها على أراض تابعة للناتو. 

لقد دفع شراء المنظومة الروسية وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إلى تعليق مشاركة تركيا في برنامج طائرات مقاتلة أمريكية من طراز "إف 35"، وهددها بفرض عقوبات أمريكية ضدها. وأعلن مسئولو الحلف عن أن وجود المنظومة الروسية في دولة حليفة ربما ينسبب في مخاطر أمنية لدفاعات الحلف، وذلك في الوقت الذي يتوقع فيه المحللون أن الدول الأعضاء في الناتو تجنبت نشر الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة مثل "إف 35" في تركيا بسبب تشغيل منظومة الدفاع الروسية. 

أما الانتهاك الثاني، فيتمثل في الغزو الحالي لشمال شرق سوريا، والذي تسبب في تشريد 300 ألف شخص، وورود العديد من التقارير حول ارتكاب حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جرائم حرب. 

ووصف عدد من المراقبين البارزين الغزو على أنه تطهير عرقي في إطار خطة أردوغان لإعادة توطين 2 مليون من اللاجئين العرب في المناطق التي يعيش بها الأكراد. 

وقال بيريني إن أعضاء الحلف أدانوا التوغل العسكري التركي في سوريا بالإجماع، ولا يوجد أي دعم لخطة إعادة توطين في غياب تسوية متفق عليها من الأمم المتحدة في سوريا، وسط توقعات أن يطالب المسئولون الأكراد أعضاء الناتو بدعم أهداف أنقرة في سوريا. 

وخلال الأسبوع الماضي، رفضت تركيا دعم الخطة الدفاعية للناتو في بولندا ودول البلطيق حتى يصنف الناتو "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية كمنظمة إرهابية. 

ومن بين مخاوف الناتو من ممارسات تركيا، انتهاكاتها في البحر المتوسط عبر التنقيب عن الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط، إلى جانب اتفاقها مع ليبيا لإعادة ترسيم الحدود البحرية لها. 

وأمس الأول، استنجدت اليونان بالحلف للرد على الاتفاق الأمني بين أردوغان وفايز السراج رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، والتي تعتبرها أثينا غير قانونية. 

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: "لا يمكن أن يظل التحالف غير مبال عندما ينتهك أحد أعضائه علنا القانون الدولي ويهدف إلحاق الأذى بعضو آخر".
ولم يكتف أردوغان بهذا، بل دخل في سجال كلامي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث وصف الأخير حلف الناتو بالميت دماغيا، ورد الرئيس التركي على نظيره الفرنسي قائلا إن رؤيته تعكس فهما "مريضا وضحلا" للناتو، ناصحا إياه بفحض إذا ما كان يعاني من السكتة الدماغية. 

ورد ماكرون، في تصريحات على هامش قمة لندن، باتهام تركيا بالعمل مع وكلاء لتنظيم داعش الإرهابي، موضحا أن الغموض في علاقة أنقرة بهذا التنظيم يضر بشركائها في حلف شمال الأطلنطي الذين يقاتلون في سوريا والعراق.

وقال ماكرون: "العدو المشترك اليوم هو الجماعات الإرهابية، آسف لأن أقول إننا ليس لدينا نفس تعريف الإرهاب على الطاولة".

وأضاف "عندما أنظر إلى تركيا أجدهم يقاتلون الذين قاتلوا معنا داعش كتفا بكتف وأحيانا يعملون مع وكلاء للتنظيم".

ومن جانبه، قال جيد بابين مساعد وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق إنه يجب طرد تركيا من الناتو، إلى جانب عدد آخر من المسئولين الأمريكيين الذي طلبوا نفس الشيء. 

وقال بيريني إن "القضايا مع تركيا ليست مجرد قضايا عسكرية أو منظومة الدفاع الروسي، بل إنهم يذهبون أكثر من ذلك إلى صميم ديمقراطيتها، وإن عدم تسليم إف 35 أو إبقاء عسكرييها بعيدا عن حلف الناتو لن يغير ذلك". 

وشن الرئيس التركي حملة قمع استهدفت قلب الديمقراطية التركية بذريعة مسرحية الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، حيث قام بملاحقة مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين بحجة انتمائهم لحركة الخدمة التي يتزعمها الداعية فتح الله جولن، المتهم الرئيسي بتدبير الانقلاب.