الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد طرد السفير الليبي من اليونان.. ما سر صمت ترامب على استفزازات أردوغان؟

ترامب - أردوغان
ترامب - أردوغان

تثير تحركات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في المنطقة كثيرا من التساؤلات حول الهدف وراء مخططاته العدائية، آخرها اتفاق مشبوه أبرمه أردوغان مع حكومة السراج في ليبيا، انتهى بطرد اليونان للسفير الليبي احتجاجا على اتفاقية ترسيم الحدود التي تمنح النظام التركي حقوقا غير مشروعة في في المنطقة.

لكن السؤال الأهم الذي يظهر للواجهة، هو سبب تخلي واشنطن عن دعم اليونان في هذا الملف، وتهاونها تجاه أفعال الرئيس التركي، حيث تجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقاء جمعه مؤخرا بنظيره التركي رجب طيب أردوغان الحديث عن تلك الاتفاقية غير المشروعة، وخلال لقائه برئيس الوزراء اليوناني، ادعى أردوغان أن لديه حقوقا في بحر إيجه وشرق المتوسط، وفقا لصحيفة "جريك ريبورتر".

وتسلط الصحيفة الضوء على تحركات أردوغان في المنطقة واستمراره في إرسال السفن للتنقيب عن النفط قبالة سواحل قبرص في المنطقة الاقتصادية الخالصة لها، مشيرة إلى أنه عندما ناقش رئيس الحكومة اليونانية الأمر مع ترامب، استمع له، لكنه لم يعلق أو يقدم شيئا.

وفي وقت سابق، أشار جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق إلى أن موقف ترامب تجاه تركيا مرتبطا بمصالحه الشخصية ومعاملاته المالية في ذلك البلد، إلا أن اليونان لا يشغلها سبب الموقف الأمريكي، بقدر ما يشغلها الدعم الإيجابي الذي يتلقاه أردوغان من البيت الأبيض، وفقا للصحيفة.

وتوضح الصحيفة أن حدة تصريحات أردوغان تصاعدت في الآونة الأخيرة، وأنه مصمم على الحصول على أي شيء حتى لو كان بالقوة، حيث يمضي قدما في مخططه للتوسع والسيطرة على الجزر القبرصية اليونانية شرق المتوسط.

ويقول التقرير إن اليونان التي لا تستطيع كبح جماح التحركات التركية من خلال القنوات الدبلوماسية، تعين عليها الاستعداد عسكريا لأي سيناريو، وفي تصريح سابق لوزير الدفاع اليوناني، أكد أن بلاده مستعدة لجميع الاحتمالات.

وأوضح أنه على اليونان أيضا حشد الدعم من الحلفاء وهي تحظى بالفعل بدعم دولي كبير من الاتحاد الأوروبي ومصر وفرنسا وغيرهم.

ويشير إلى أن اليونان تنتظر في هذه اللحظة الخطوة القادمة لأردوغان، وانضمام مزيد من الدول لحلفها، خاصة في ظل غموض الموقف الأمريكي.

وجاءت خطوة طرد السفير الليبي من أثينا، عقب تصعيد الخلاف ورفض السفارة التركية في أثينا تسلم مذكرة احتجاج من نيقوسيا على عمليات الاستكشاف والتنقيب التي تقوم بها أنقرة قبالة سواحل قبرص.

كما طالب الاتحاد الأوروبي تركيا بتسليم نسخة من مذكرة ترسيم الحدود التي تم توقيعها، موضحا في بيان أن بنود المذكرة لم تنشر للعلن، وأن هناك حاجة لتوضيحات بشأنها.

وجاءت الاتفاق التركي المشبوه عقب أسابيع من عدوان قوات أردوغان على شمال سوريا، مستهدفين المدنيين الأكراد في تلك المنطقة، كما لقيت الخطوة التركية إدانات دولية وعربية واسعة، لكنها نالت دعم الحليف القطري. فيما أثار الموقف الأمريكي من تلك العملية جدلا واسعا، خاصة بعد فرض عقوبات على مسؤولين ثم رفعها، فضلا عن تجاهل واشنطن فرض عقوبات على تركيا بسبب صفقة "اس 400" الروسية، وهو ما فتح الباب للتساؤل حول سر صمت الرئيس الأمريكي على تحركات نظيره التركي.