الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أدباء مصر يناقشون أثر الترجمة والتعريب فى الإبداع والتلقى

صدى البلد

أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة الجلسة البحثية السادسة بعنوان "أثر الترجمة والتعريب فى الإبداع والتلقى" ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر فى دورته الـ34 المنعقدة بمحافظة بورسعيد برئاسة عز الدين نجيب وأمانة حازم حسين والذى نظمته الإدارة المركزية للشئون الثقافية وتختتم فعالياته اليوم في بورسعيد

بدأت الجلسة والتى تضمنت أربعة أبحاث بكلمة مدير الجلسة د. أنور مغيث الذى تحدث عن الترجمة وأهميتها فى الشعر والرواية والشعر والمسرح التى اصبحنا نتباهى بها فى العالم، ثم ناقش د. محمد عليوه فى بحثه "تشابك حركة الإبداع عند المرأة بين أدب أمريكا اللاتينية والأدب العربى المعاصر" وأكد على أبعاد الترجمة التاريخية وأن الأدب العربى لم يكن يوما عاجزا، دليلا على أن الشعر العربى لا يزال نابضا.

كما استشهد بعدد من الروايات العالمية الشهيرة مثل رواية "بحجم حبة عنب" للكاتبة المصرية منى الشيمى التى صدرت طبعتها الأولى فى عام 2014 والتى لفتت نظر عليوه انها اتخذت لنفسها من حيث البناء الفنى والمحتوى دروبا مختلفة عما الفناه فى صناعة الرواية العربية عند قممها الكبرى، فقد تحطمت فى هذه الرواية البنية التقليدية النمطية، كما تحدث عن رواية "باولا" ووجه الشبه بين الروايتين وتوظيف الصورة الفوتوغرافية فى صناعة الأحداث وسرد الوقائع.

أوضح الباحث الدكتور حسين محمود فى بحثه "ربان سفينة النهضة" بأن الترجمة والنهضة متلازمان، فلا نهضة بلا ترجمة، فهى الجسر الذى عبر فوقه التراث اللاتينى واليونانى الى عاصمة الخلافة، والتى عادت لتكون جسرا جديدا بنيت عليه نهضة الأدب العربى الحديث منذ منتصف القرن التاسع عشر، وفى الشام والعراق ومصر وبلاد المغرب العربى، وتحدث عن الشروط التى يجب ان تتوافر قبل أن نعرف ماذا نترجم فى كافة مجالات الفكر والعلم والفن والأدب، ومن هنا يأتى مطلبنا أن تكون الترجمة تجريدية مثالية تطرح الأفكار والمضمون والقالب دون الدخول فى أتون الترجمة الحضارية التى تدخل فى صراع ثقافى مع الآخر، والتى يجب تنظيم أعمال الترجمة الى اللغة العربية لكى تلبى الإحتياجات الحقيقية لمتحدثى العربي.

أشار الباحث د. عبد الرحمن أبو المجد فى بحثه إلى "أثر الترجمة والتعريب فى الإبداع والتلقى" وان للترجمة أهمية كبيرة لا تقتصر على الإبداع والتلقى وكشف البحث عن نماذج لرواد الجيل هيكل ود. طه حسين والعقاد ويحي حقى، وان البحث وفق فى اختيار جيل الرواد فى اعطاء القارئ المصرى رؤية تمهيدية عن العالم الأدب العالمى، وأوضح ان علاقته بالترجمة تمتد لأكثر من ربع قرن، فضلا عن اﻹحتكاك بالساحة الأدبية والذى لا يقتصر على الساحة المصرية، فقد ناقشت زوى فيراريز عن روايتها وليزا سوهاى عن القصص الخرافية وناقشت الرواية الإسلامية الأمريكية، وأشار إلى ان الترجمة أحدثت فى الإبداع والتلقى حالة من الإستجابة والقيمة والتى انعكس تفاعلها إيجايبا على الإبداع والتلقى.

أوضح د. شرقاوى حافظ فى بحثه "اللغة العربية بين الترجمة والتعريب" بداية الترجمة الفعلية الى اللغة العربية، حيث يمكن تأريخها منذ خالد بن يزيد بن معاوية، إذ زهد عن الحكم وكرس حياته لدراسة الطب واستعانته باثنين من المصريين هما مريانوس واسطفانوس فى ترجمة العلوم من اليونانية الى العربية، وفى هذه الفترة أصبحت الحاجة الى التعريب ملحة، كما اشار إلى ان لمصر فى العصر الحديث دور الريادة فى الترجمة والتعريب واوضح المصطلح بين الترجمة والتعريب وقال: ان القوة لا تتجزأ وان قوة اللغة من قوة أهلها، وانه على الرغم من هذا الدور الكبير الذى تقوم به الترجمة فى نقل ثقافات مختلفة، فإن هناك عوائق تقف حائلة فى شيوع مصطلح ما، وعلى الرغم من اعتماد اللغة العربية رسميا فى الأمم المتحدة، فإن هذه الاختلافات برزت بنسبة رؤية المصطلح واختلاف اللهجات بين سائر الدول العربية، وقال ان الترجمة لعبت دور اساسى وبارز فى نقل العلوم سواء اللغوية أو التطبيقية أو الأدب فى تشكيل فكر مغاير أو خلق فكر جديد، وقد تأثر الإبداع العربى فى الأونة الآخيرة من خلال الترجمة.

واستشهد بتركيز المترجمين فى القرن العشرين على شكسبير وإليوت، ومن الأشياء التى تدعو الى التعجب أنه فى عام 1992 تمت إحصائية للترجمة فوجد أن الوطن العربى قد أصدر حوالى 6795 كتابا ما بين مؤلف ومترجك منها 548 كتابا علميا، بينما بلد مثل أسبانيا أصدرت 41816 كتابا منهم 2512 كتابا علميا أما ما تم ترجمته فى العصر العباسى حتى ذلك العام هو 15 الف عنوان فى ما ترجمته دولة مثل البرازيل فى غضون أربعة أعوام فقط هو نفس الرقم.