الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موضع اهتمام 2.3 مليار مسيحي بالعالم .. تفاصيل مقترح لتطوير مسار العائلة المقدسة بمصر.. صور

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن الدولة على أعلى المستويات والوزارات المعنية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية تولى اهتمامًا كبيرًا بأعمال تطوير وتنمية مسار العائلة المقدسة والمناطق حولها.

وتابع:تطوير شبكات البنية الأساسية وتمهيد الطرق وتأمينها وتزويدها بالخدمات السياحية المختلفة،والتعريف بأهمية تنمية هذا الطرق كطريق للحج المسيحى يحظى باهتمام 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين بكافة أنحاء العالم.

وقال لصدي البلد أن الأمور تسير فى عدة اتجاهات،الأول ثقافى باعتبار مسار العائلة المقدسة بمصر قيمة عالمية وتستحق التسجيل تراث عالمى باليونسكو،لذا قامت وزارة الآثار بإعداد ملف لتسجيل أديرة وادى النطرون وهي المنطقة الثالثة التى عبرتها العائلة المقدسة بعد سيناء والدلتا تراث عالمى باليونسكو،وتم الانتهاء من الملف وتسليمه.

كما تقوم لجنة خاصة مشكلة من وزارة الثقافة والسياحة والآثار والخارجية والداخلية والتعاون الدولى بإعداد ملف خاص بتسجيل التراث اللامادى المرتبط بالعائلة المقدسة،والذى يشمل الحكايات والعادات والتقاليد الشعبية المرتبطة بالرحلة وقد أوشكت على تسليم الملف.

والاتجاه الثاني سياحى ويجرى العمل فيه على كافة الأصعدة، لتهيئة مناطق تكون مؤهلة كاملًا للزيارة،وهى منطقة مصر القديمة وشجرة مريم ووادى النطرون وجبل الطير بسمالوط بمحافظة المنيا ومنطقة درنكة بأسيوط ودير المحرق،وفى نفس الوقت تقوم كل المحافظات التى تضم آثارًا ومواقع باركتها العائلة المقدسة وتشمل 12 محافظة مع الجهات المعنية بتطوير باقى المناطق وتنمية المواقع المحيطة بها وتطوير البنية الأساسية.

وطالب ريحان بتنمية وتطوير كل أنواع السياحة بمسار العائلة المقدسة،حتى لا تقتصر الرحلة على زيارة مواقع معينة كسياحة دينية،بل يجب أن نأخذ السائح فى رحلته إلى كل مواطن الجمال ومقومات السياحة فى 12 محافظة سيزورها أثناء الحج وتشمل السياحة الثقافية،ففى القاهرة يجب أن توجه الشركات السياحية أنظار الحجاج إلى زيارة الأهرامات والقاهرة الإسلامية.

وفى المنيا زيارة الأشومنين وآثارها المصرية القديمة وهكذا كل المحافظات،كما تجب تنمية أنواع السياحات الأخرى مثل السياحة العلاجية،ففى القاهرة منطقة حلوان كسياحة استشفائية والسياحة النيلية وركوب مراكب نيلية،ليسير السائح من القاهرة إلى الدير المحرق في نفس الرحلة التى عبرتها العائلة المقدسة.

كما طالب ريحان بربط كل معالم السياحة الدينية بمصر والتى لا تضم مسار العائلة المقدسة فقط،بل تضم طريق الحج المسيحى الوحيد فى العالم منذ القرن الرابع الميلادى،وهو الحج إلى جبل سيناء المقدس ومنه إلى القدس وهو طريق معروف له محطات واضحة كشفت عنها وزارة الآثار،ويمتد من الإسكندرية من منطقة دير مار مينا الشهير المسجل تراث عالمى باليونسكو منذ عام 1979،وعبر نهر النيل إلى حصن بابليون ومنه بريًا إلى سيناء وعبور منطقة عيون موسى الشهيرة إلى وادى فيران أقدم كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين.

ثم إلى جبل سيناء حيث أشهر أديرة العالم ملتقى الأديان الذى يجمعها فى بوتقة واحدة،تتمثل فى جبل موسى وشجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه ودسر سانت كاترين والجامع الفاطمى داخل الدير،وهذا الطريق استقبل كل حجاج العالم من جميع الجنسيات عبر العصور،وما زالت حتى الآن تأتيه رحلات حج من أوروبا وأفريقيا والعديد من الدول،وكان يحج إليه الرئيس الفرنسى الأسبق ميتران سنويا ويظل لمدة كبيرة فى الدير.

وكشف ريحان أنه هناك كنيسة حديثة ببرشلونة زارها بنفسه مبنية فى هذا القرن يطلق عليها العائلة المقدسة،وتحقق نسبة زيارات سياحية تفوق كل النسبة التى تدخل مصر سنويًا،فما بالك بمصر نفسها التى استضافت العائلة المقدسة وباركت أرضها،وكم من عدد منتظر من السياح سيزورها سنويًا.

خاصة أن مصر مؤهلة لاستقبال 40 مليون سائح مع النهضة السياحية التى تشهدها حاليًا،والاكتشافات الأثرية المتوالية وتكاتف كل أجهزة الدولة لتطوير منظومة البنية الأساسية ليس بشكل مؤقت بل إصلاح جذرى،وهي السياسة التى تسير عليها الدولة فى هذه المرحلة،وبدأنا نشعر بنتائجها على المستوى الدولى.

فقد وصلت مصر إلى المركز الثامن عالميًا فى الدولة الآمنة فى العالم مما يدفع كل دول العالم لزيارتها،وحققت تقدمًا ملموسًا على المستوى الأفريقى والعربى والآسيوى والأوروبى،وعادت لمصر شخصيتها التى رسمها الكاتب والفيلسوف الراحل جمال حمدان،بأن مصر قلب العالم العربى وواسطة العالم الإسلامى وحجر الزاوية فى العالم الأفريقى.

وأضاف:فهى أمة وسطا بكل معنى الكلمة فى الموقع والدور الحضارى والتاريخى والسياسة والحرب والنظرة والتفكير،وهى مصر التى تصدق فيها الكلمات التى شدت بها فيروز وكتبها ولحنها الأخوين رحبانى"مصر عادت شمسك الذهب تحمل الأرض وتغترب كتب النيل على شطه قصصًا بالحب تلتهب".