الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدحية والسامر فى أفراح بادية سيناء.. غذاء للروح والترويح عن النفس

صدى البلد

الأفراح لا تزال تبهج أرض سيناء وتشد أهلها إلى تراثهم وجذورهم وحنينِهم إلى الماضي، وعلى إيقاع الغناء البدوي الأصيل تتحول الأفراح إلى مناسبات لتذكر أيام الماضي والزمن الجميل.

"الدحية والسامر" تراث وعادات متأصلة في أهل البدو حاضرة في سيناء رغم تلاشي معالم حياة البداوة بشكل شبه كامل في سيناء، حيث كانت تمارس "الدحية" قديما قبل الحروب لإثارة الحماسة بين أفراد القبيلة، وعند نهاية المعارك قديما يصفون بها المعركة وما دار بها من بطولات وأفعال، أما الآن فهي تمارس في مناسبات الأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات.

وقال سليمان عياط، الباحث في التراث السيناوي، إن تمسك البدو بتلك العادات وإحيائها هي إحدى ميزاتهم بحفاظهم على تراثهم العربي العريق، وذلك عبر إحياء عاداتهم وطقوسهم القديمة باستمرار في الأفراح ومناسباتهم السعيدة وبحضور كبار العشيرة ووجهاء العشائر الأخرى.

وتمتاز تلك الطقوس البدوية بارتداء الحاضرين للزي التقليدي القديم من حطة وعقال وثوب مطرز بشكل جمالي ملون، ولفات من القماش موضوعة بطريقة دقيقة على رؤوس أهل الحفل والحاضرين صغارا وكبارا.

كما أن الآلات الموسيقية المستخدمة في الحفل، هي الشبابة المصنوع من الخيزران وهي آلة مزدوجة المنفاخ تصدر صوتا جميلا وهي الآلة الأساسية في دبكة الدحية التقليدية، وآلات من الجيل الحديث تم استخدامها حديثا وهي من الآلات غير التقليدية.

وفي الآونة الأخيرة انتشرت تلك العادات البدوية الأصيلة بشكل ملحوظ، عبر استخدام الدحية البدوية وبيت الشعر والطبل والرقص بالخيل والجمال في الأفراح وتخصيص ليلة خاصة أطلق عليها "يوم الدحية"، وتكون هي أول أيام مراسم الفرح التي تستمر لأيام.

تؤدى الدحية بشكل جماعي، حيث يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين، ويغني أحد المتواجدين في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة يردد الصفين بالتناوب البيت المتفق عليه سلفًا بالتدرج، مثل "الله يمسيكم بالخير مسية تعقب مسية، بنمسي على الجميع الواقف والقاعدين، يا ربعي شدوا دحاكم بدرية، الليلة بدرية، وبنمسي على الجميع شبان واختيارية".

ويستعمل التصفيق كلون إيقاعي، وتتميز بالحماس في أدائها الحركي ويتطلب للمشارك فيه أن يوفق بين أدائه الحركي والتنفسي حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين.

ويقول الحاج أبو محمد: "نسعى دائما نحن كبار السن من البدو لعدم التغيب عن تلك الحفلات البدوية كونها تعود بنا لحياتنا السابقة في شبابنا واسترجاع تراثنا الجميل الرائع، نسترجع من خلالها ذكرياتنا ونشعر بالحياة من جديد، كما أننا بحضورنا نعلم الجيل الجديد وصغارنا كيفية الحفاظ على ثقافتهم التي من المستحيل حذفها، وكي تتناقلها الأجيال القادمة على مر السنين مهما كانت المتغيرات في المجتمع".

وعن الأغاني التي يصنعونها، يقول الحاج أبو محمد إنها عادة ما تستخدم للمدح في النسب والقبيلة والاحتفاء بالعريس كفارس من فرسانها، وتكريم الضيوف وكبار العشائر البدوية على طريقتهم الخاصة.