الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس يقرر تدريس مادة احترام الآخر في المدارس .. وزير التعليم يكشف لـ صدى البلد آلية التنفيذ .. والخبراء التربويون يطالبون بتدريب المعلمين عليها لضمان جذب اهتمام الطلاب

جزء من احد اجتماعات
جزء من احد اجتماعات الرئيس بوزير التعليم

* بعد تلبية الرئيس لطلبه .. مهند عماد : نحن في حاجة إلى احترام بعضنا البعض وألا يسخر أحد من غيره
* وزير التعليم لـ صدى البلد : 
نراجع حاليًا كيفية إعادة صياغة مواد التربية الدينية كي تؤكد المعاني المرتبطة بـ إحترام الآخر

تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية "قادرون باختلاف" لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة" ، مناشدة من مهند عماد، طفل من ذوى القدرات الخاصة، والذى طالب الرئيس بتدريس مادة احترام الآخر فى المدارس الجامعات ، وعلى الفور رد الرئيس السيسي قائلا: "واحنا هنعملها فورًا يا مهند ورد الطفل على الرئيس قائلا: ربنا يخليك ياريس".

وكانت موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذه الخطوة ، بمثابة تعليمات رسمية عاجلة لوزارتي التعليم والتعليم العالي بسرعة التحرك لإعداد المنهج المطلوب تدريسه، وذلك في إطار حرص الرئيس على تقديم كافة سبل الدعم لذوي الهمم و ذوي الاحتياجات الخاصة الموجودين في شتى محافظات الجمهورية.

ومن جانبه .. كشف مهند عماد، متحدي إعاقة، السبب وراء طلبه من الرئيس السيسي تدريس مادة احترام الآخر في المدارس والجامعات.

وقال مهند عماد ، "أنا وأصدقائي واجهتنا مشاكل بالتعرض لمواقف تنمر في المجتمع؛ لأنهم من ذوي الهمم والقدرات الخاصة".

وأضاف مهند عماد "زميلة لي صادفتها مشكلة التنمر في المدرسة ولا يقدرها أحد وتم تكسير المصعد الذي تصعد عليه بالكرسي المتحرك".

وتابع مهند عماد "نحن في حاجة إلى احترام بعضنا البعض واحترام المختلف عنا ولا يسخر أحد من الآخر".

ومن جانبه .. أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أنه بالنسبة لفكرة تدريس مادة احترام الآخر ، فقد حرصت وزارة التربية والتعليم بالفعل على بناء مثل هذه القيم و الموضوعات في نظام التعليم الجديد.

وقال وزير التربية والتعليم في تصريح خاص لموقع صدى البلد : إن جميع القيم والاخلاقيات الخاصة ببناء الانسان ، مدموجة في مناهج نظام التعليم الجديد ولكن ليس في شكل مادة منفصلة .

وأضاف وزير التربية والتعليم : بعد تعليمات الرئيس ، نحن نراجع حاليًا كيفية إعادة صياغة مواد التربية الدينية كي تؤكد المعاني المرتبطة بـ إحترام الآخر وغيرها من الاخلاقيات الحسنة التي لابد أن نربي أبناءنا المصريين عليها في المرحلة الحالية.

أما عن رأي خبراء التعليم في الامر .. فقد أكد الدكتور محمد رجب فضل الله أستاذ مناهج وطرق تدريس اللغة العربية بكلية التربية بجامعة العريش ، المدير الأسبق للمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي ، أن إحترام الآخر مبدأ أساسي ومهم وقيمة يجب غرسها في أبنائنا منذ الصغر .

وعبر رجب عن تأييده لأهمية غرس قيمة إحترام الآخر في نفوس طلاب المدارس والجامعات ، حيث قال في تصريح خاص لموقع صدى البلد : يجب توظيف قيمة إحترام الآخر وإبرازها في مواد دراسية كثيرة مثل التربية الدينية والاجتماعية ، وعبر موضوعات القراءة في مواد اللغات وغيرها .

كما أكد رجب أنه يمكن أيضا توظيف قيمة إحترام الآخر في الأنشطة المدرسية مثل التمثيل والصحافة والإذاعة

وقال : أعتقد أن دمج قيمة احترام الاخر وغيرها من القيم الإيجابية ، ومتابعة وتقييم غرسها لدى أبنائنا أجدى من طرحها في مقرر دراسي ، لإن المقرر إذا جاء إجباريا وأصبح مضافا للمجموع ، سيتحول إلى مادة تهدف للنجاح والمجموع ، وبالتالي ستكون بمثابة عبئا جديدًا على الطلاب في المذاكرة وعبئا على الأسرة في الدروس الخصوصية

وأشار رجب إلى أنه حتى و لو تم تدريس احترام الاخر في شكل مادة لاتضاف للمجموع ، فستلقى من الإهمال ما يتم حاليا للمواد التي لاتضاف للمجموع مثل الكمبيوتر مع أهميتها الشديدة ، ومثل التربية الوطنية المملوءة بقيم المواطنة وتحمل المسؤولية والعمل التطوعي وغيرها .

وأكد رجب ، أنه في حالة إصرار المسئولين على تدريس احترام الاخر في شكل مادة ، فأنا أوصى بالإبداع والابتكار في إعداد محتوى مادة احترام الآخر ، بحيث تكون المادة على هيئة مهام أدائية ( مشروعات صغيرة ) وتقويمها عن طريق مواقف محاكاة تقيس تصرفات المتعلمين في المواقف الحياتية القائمة على القيمة المستهدفة ( احترام الآخر ) ، وما يتصل بها من ممارسات مثل نبذ العصبية والتنمر والغيبة

وأوضح رجب أنه يجب أن يصاحب المادة التعليمية الورقية المتمثلة في ( الكتاب المدرسي ) ، مواد مسموعة ومرئية وإلكترونية تدعم الكلام النظري الخاص بها.

وشدد رجب على حسن اختيار معلم هذه المادة وحسن تدريبه وإعداده للتدريس بطرق جذابة وبوسائل مشوقة ، قائلًا : ياحبذا لو قام بالتدريس فريق من تخصصات مختلفة ، ومن المهم أن تكون المادة مقررا تكامليا ، وأرجو أن نكون قادرين على بناء مقرر تكاملي بصورة حقيقية ، وأن نكون قادرين على التدريس الجماعي من خلال فريق.

كما أكدت الدكتورة مايسة فاضل الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن اهتمام الدولة المصرية بتدريس مادة احترام الآخر في المدارس والجامعات ، هو أمر محمود جدا سيساعد في تربية الطلاب بشكل سليم.

وقالت مايسة فاضل في تصريح خاص لموقع صدى البلد : أقترح أن يتم تدريس هذه المادة في شكل أنشطة ملحقة بجميع المواد الدراسية ، وليس في شكل مادة منفصلة مضافة للمجموع.

وأضافت فاضل : أنه يمكن لموجهي عموم كل مادة ، أن يستخدم مادته في توصيل فكرة قبول و احترام الاخر ، في شكل أنشطة معينة ، على أن يتم الاتفاق على هذه الانشطة بالاتفاق مع المتخصصين من رجال الدين بإعتبار أن كافة الاديان تدعم ثقافة احترام وقبول الاخر .

وأشارت فاضل إلى أنه يجب أن يتم تطبيق هذه الانشطة في جميع حصص المواد طوال العام الدراسي ، كما يجب أن يتم تعميم هذه الفكرة على الجامعات أيضا ، لضمان تربية جيل سوي بحترم الاخر ولا يسعى للتنمر و العنف والاساءة لأحد.

وأكدت فاضل أنه لابد قبل تطبيق هذه الانشطة في المدارس ، أن يتم أولا تدريب المعلمين أنفسهم على قيم احترام الاخر ورفض التنمر ، بحيث يكون المعلمين قادرين على توصيل هذه القيم للطلاب بشكل مقنع.

كما طالبت فاضل ، بضرورة تعديل لائحة الانضباط المدرسي ، بحيث توضع فيها عقوبات رادعة ضد أي معلم او طالب يلجأ للتنمر على المختلفين معه بأي شكل من الأشكال.