الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كأس بن سلمان للفروسية.. لماذا يهتم ملوك السعودية بالخيول؟

صدى البلد

حاضر السعودية موصول بتاريخها، وعلاقة السعوديين بالخيول فصل مهم من فصول تاريخ الجزيرة العربية، إذ بدأت تلك العلاقة منذ فجر التاريخ وتشهد عليها رسومات الخيول التي تركها الإنسان العربي على الصخور، خصوصًا في محيط الطرق التي كان يرتادها في تجواله في الجزيرة، بحسب سبق.

استمرت تلك العلاقة حتى الوقت الحاضر، ومن بعض مظاهرها سباق كأس ولي العهد للفروسية، الذي يرعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفله السنوي لنادي الفروسية على ميدان الملك عبد العزيز في الجنادرية بعد غد السبت.

وتجمع المصادر القديمة والحديثة على أن الحصان العربي يحظى بوجود أصيل في شبه الجزيرة العربية، ولم يفد إليها من خارجها كما ذهب بعض الباحثين، ويعود تاريخ الحصان العربي في شبه الجزيرة إلى آلاف السنين، والتقديرات متفاوتة بين علماء الجيولوجيا في هذه الناحية، لكن توضيحهم أن شبه الجزيرة العربية كانت مأهولة بالإنسان والحيوان منذ حقب تاريخية مبكرة، يشير إلى توغل قدم الحصان العربي، الذي كان يستخدم على مدار التاريخ من قبل العرب في الحروب والنقل، قبل أن يستخدم في العصر الحاضر في الترفيه من خلال سباقات الخيل.

وتحتفظ السعودية بالسبق بين غيرها من الدول في مضمار استخدام الخيول في الترفيه، فقد نظمت أول بطولة لسباقات الخيل عام 1969 برعاية الملك خالد بن عبد العزيز وكان وقتها وليًا للعهد، ولكن تاريخ رياضة الفروسية يعود إلى تاريخ أسبق من تلك البطولة، فبحسب "ويكيبيديا" أنشأت السعودية نادي للفروسية في الرياض في عهد مؤسسها الملك عبد العزيز، وكانت سباقات الخيل تنظم بحضوره في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الرياض.

والاهتمام السعودي بالفروسية يشمل الملك عبد العزيز وأولاده الملوك من بعده، وكذلك المواطنون؛ تجسيدًا لما تمثله الخيول بالنسبة للسعودية والقيم العربية على السواء، فكما خاطبت الأميرة البريطانية آن الوفد السعودي المشارك في معرض "الخيل.. من شبه الجزيرة العربية إلى رويال آسكوت"، قائلة: "أنتم إضافة مميزة، خصوصًا أن الملك عبد العزيز كان آخر قائد في التاريخ يوحد بلدًا على ظهور الخيل"، فالخيول كانت إحدى وسائل المؤسس في توحيد السعودية وتمثل موضع اعتزاز لقادتها من هذه الناحية، كما أنها ترمز لكثير من القيم الأصيلة كالشجاعة، التي يحرص السعوديون كافة على التحلي بها.

ولم يقتصر اهتمام السعودية بالخيول واستخدامها في الترفيه على تأسيس نادي الفروسية وإطلاق سباق ولي العهد، بل تعددت مظاهر ذلك الاهتمام ومنها تنظيم معرض في مكتبة الملك عبد العزيز عام 2000 يروي قصة العلاقة بين الإنسان العربي والحصان منذ القدم، فيما تستعد السعودية حاليًا لتنظيم بطولة فروسية عالمية جديدة تحمل اسم "كأس السعودية" عام 2020، ستكون أغلى سباق خيل في العالم، إذ ستبلغ قيمة جوائزه 20 مليون دولار، وسيقام في مضمار الملك عبد العزيز.