الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتكاسة لـ أردوغان.. اتفاق شرق المتوسط للغاز يكشف فشل تركيا

انتكاسة لـ أردوغان..
انتكاسة لـ أردوغان.. اتفاق شرق المتوسط للغاز يكشف فشل تركيا

تحمل الاتفاقية التي وقعتها إسرائيل وقبرص واليونان، بشأن مشروع مد خط أنابيب الغاز الطبيعي من منطقة شرق المتوسط، وصولا إلى إيطاليا، ومنها إلى دول أوروبية أخرى، العديد من الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، ما دفع خبراء في إسرائيل للقول إن الحديث يجري عن واحدة من أهم الاتفاقيات التي وقعتها تل أبيب في السنوات الأخيرة.

وذهب بعض الخبراء إلى أن المزايا الاقتصادية والعوائد المالية الضخمة التي ستحققها الخزانة العامة جراء تصدير الغاز عبر خط شرق المتوسط East"־Med"، لا تقلل من قيمة الأبعاد السياسية والاستراتيجية، حيث دعا بعضهم الإعلام العبري في الوقت ذاته إلى عدم تسليط الضوء على الاتفاقية من زاوية كونها تأتي ردا على الخطوات التركية بالمنطقة، تحسبا لإمكانية فتح حوار بين تل أبيب وأنقرة مستقبلا.

ويخفي كل ذلك حقيقة أن المحاولات التركية -الإسرائيلية منذ اتفاق المصالحة العام 2016 بشأن تنفيذ مشروع لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر ميناء جيهان التركي، باءت بالفشل، رغم وجود بند في اتفاق المصالحة ينص على هذه النقطة، ومن ثم تسعى أنقرة لإفشال تنفيذ آلية توصيل الغاز إلى أوروبا باستخدام مسار آخر يمر قبالة قبرص واليونان إلى إيطاليا ومنها إلى دول أوروبا، بعد أن تبدد طموحها بشأن التحول إلى قاعدة لنقل الغاز إلى القارة الأوروبية وما يحمله هذا الأمر من قيمة استراتيجية وجيوسياسية.

واتبعت إسرائيل سياسة التعامل بالمثل مع الجانب التركي، ومن ثم قامت بخطوات دبلوماسية وسياسية مماثلة وأطلق مسؤولون بها تصريحات عدائية تشبه تلك التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأخيرا وقعت على اتفاقية مع قبرص واليونان ردا على توقيع اتفاقية تركية مع حكومة الوفاق في ليبيا، وكل ذلك يأتي في إطار مساومات متبادلة ربما لا تعكس الواقع المحتمل أو ما سيحدث مستقبلا.

وتحدثت القناة الإسرائيلية السابعة مع ميخائيل هراري، الأكاديمي والسفير الإسرائيلي السابق في قبرص، والذي ذكر أن التوقيع على الاتفاقية يشكل إنجازا سياسيا كبيرا للغاية، مضيفا أن القمة الثلاثية التي عقدت بين زعماء إسرائيل وقبرص واليونان "تشكل رسالة سياسية مهمة مقابل جميع التطورات التي تشهدها منطقة شرق المتوسط، ولا سيما ما يتعلق بتفاهمات أردوغان – السراج، الخاصة بالحدود البحرية بين تركيا وليبيا".

ورأى هراري أن الاتفاقية تأتي في إطار دعم إسرائيلي لشركائها وتتويجا للشراكات والتحالفات التي تتبلور، والتي تخدم المصالح السياسية والاقتصادية الإسرائيلية، مضيفا أنه على الأخيرة مواصلة العمل على تطوير تعاونها مع اليونان وقبرص والسعي نحو توقيع اتفاق آخر بشأن حقول الغاز المشتركة مع قبرص، ما يعطي تل أبيب مساحة كبيرة للمناورة السياسية، وربما يفتح الباب أمام حوار إسرائيلي – تركي لمواجهة التوتر المتزايد بالمنطقة.