كيف يحشر المتكبرون يوم القيامة في وصف شنيع .. أوضح الدكتور محمود المصري، الداعية الإسلامي، كيف يحشر المتكبرون يوم القيامة، مشيرًا إلى أن من الناس من يتكبر على غيره بسبب ماله أو بسبب قوته وما آتاه الله من بسطة في الجسم أو بسبب منصبه.وقال الشيخ محمود المصري، في فيديو بثته قناته الرسمية على يوتيوب، إن بعض المتكبرين بلغ بأحدهم أنه لا يصلي الفرائض في المسجد بسبب أنه لا يريد الصلاة بجوار العمال والناس البسطاء العاديين، لافتًا إلى أن الإنسان يحرم عليه أن يتصف بإحدى صفات الرب عز وجل التي توعد من يتصف بهما بالوعيد الشديد.
واستشهد بما رواه الإمام أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ»، لافتًا إلى أن المتكبرين سيلقون ربهم وسيحاسبهم الله على ما كانوا عليه من طغيان وتجبر لأن الله تعالى قال لنبيه: « إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30)»الزمر.
وتابع أن كل قوي هناك من هو أقوى منه جبار السماوات والأرض، وكل غني من الممكن أن يخسر جميع ماله هناك من يفتقر إليه جميع خلقه ويلجأون إليه عند النوازل لأنه هو الغني وجميع الناس فقراء، مشيرًا إلى قوله تعالى : «وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)»الأنبياء.
وأوضح أن من هؤلاء الأغنياء الذين كانوا يتكبرون على غيرهم بسبب غناهم؛ من فقد ماله كله وصار الصبيان يرمونه بالحجارة بعد ما كان يتكبر عليهم بسبب غناه.
ووصف الدكتور محمود المصري، الحالة التي يحشر عليها الشخص المتكبر يوم القيامة بـ الحالة المهينة، مفيدًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يحشر على صورته التي خلقه اهلل عليها لكن بحجم «نمل الذر» النمل الصغير الذي لا يراه الإنسان بسهولة لكنه يشعر به إذا لدغه، وأن الناس يدوسون عليهم بالأقدام يوم القيامة في أرض المحشر ويفركونهم بسبب تكبرهم على غيرهم في الدنيا.
واستشهد بما رواه الإمامان أحمد والترمذي بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يُحشَرُ المتكبِّرون يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجالِ يغشاهم الذُّلُّ من كلِّ مكانٍ يُساقون إلى سجنٍ في جهنَّمَ يُقالُ له : بُولَسُ تعلُوهم نارُ الأنيارِ يُسقَوْن من عُصارةِ أهلِ النَّارِ طِينةَ الخَبالِ».
وأوضح أن أبا هريرة روى عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ) [صحيح مسلم|، مشيرًا إلى أن رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: «يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا، وَجَعَلَ يَزِيْدُ بَاطِنَ كَفَّهِ إلَى الأرْضِ، وَأدْنَاهَا إلَى الأرْضِ، رَفَعْتُهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إلَى السَّمَاءِ، وَرَفَعَهَا نَحْوَ السَّمَاءِ»، رواه أحمد.
وأفاد بأن العلماء متواضعون كسنبلة القمح الملآنة التي تنحني لثقل ما فيها من القمح، وأما الجهلاء فمثلهم كمثل سنبلة القمح الفارغة فتقف شامخة ومستكبرة.
شيخ الأزهر: كل مخلوقات الله ستحاسب يوم القيامة
وأضاف الطيب، خلال لقاء تليفزيوني له أن الأدلة التي ذكرنها في الحلقات السابقة في إثبات البعث بشكل عام كلها يمكن كذلك أن تنطبق على المراحل التي نذكرها اليوم، وبقية المراحل التي تسبق دخول الناس الجنة أو النار، لأن هذه المرحلة كلها مرحلة واحدة من إحياء الناس في قبورهم إلى دخول الناس الجنة أو النار، وكلها دلائل سمعية تدل على الحساب بشكل عام، وإثبات حقائق هذا اليوم الآخر بكل أحداثه ومراحله، وأن العقل في هذه المسألة يعتمد على ما جاء في النقل حيث لا يملك هنا الأدوات التي تمكنه من الحكم في هذه المسائل، لا إثباتا ولا نفيا، والعقل يعمل هنا في نطاق مبدأين هما عدم اجتماع النقيضين، والثاني لابد لكل معلول من علة أو ما يسمى بمبدأ «السببية».
وأوضح أن الحشر يعني «سوق الخلائق» إلى الحساب، حيث يحشر الله الخلائق جميعا ويسوقهم إلى الجنة أو إلى النار: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا}، ولا يعلم أحد من الناس مكان الحشر؛ ولكن هناك من قالوا إنهم اعتمدوا على أحاديث آحاد وقالوا إن أرض المحشر ستكون في الشام، وأحاديث الآحاد في باب العقائد تفيد الظن فقط ولا تفيد العلم اليقيني.
وبين أنه من هول هذا اليوم سيكون الناس في كرب شديد، يقول الحق تبارك وتعالى: {يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارىٰ وما هم بسكارىٰ ولٰكن عذاب الله شديد}، ويقال لكل إنسان {اقرأ كتابك كفىٰ بنفسك اليوم عليك حسيبا}، وليس معنى ذلك أن يقنط الناس من رحمة الله فالله رحيم بعباده، وكذا فإن هناك الشفاعة الكبرى وهي شفاعته ﷺ في الحشر يوم القيامة، حيث يشتد البلاء على الناس، ويشق عليهم الانتظار، ويذهبون إلى الأنبياء يستشفعون بهم عند الله لكي يصرفهم عن هذا الموقف الصعب، ويقضي بينهم ليستريحوا من الكرب ومن العناء، وكل نبي من الأنبياء يعتذر ويتراجع حياء وخجلا من الله، ثم يذهبون إلى النبي ﷺ؛ فيشفع لهم، ويقبل الله شفاعته في الخلق، ويصرفهم عن هذا الموقف، هذه الشفاعة ليست خاصة بأمة النبي ﷺ وحدها، وإنما هي شفاعة عامة يصرف الله بها الكرب عن أهل الموقف جميعا، لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم؛ ولذا سميت: الشفاعة الكبرى.
وأشار إلى أن الإنس سيحشر مع الجن ويرون بعضهم، بدليل قول الله تعالى: {فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا}، فكل المخلوقات ستحشر معا في هذا اليوم، وفي هذا اليوم يقتص الخلق من بعضهم حيث يقول رسولنا الكريم ﷺ: «يقتص الخلق بعضهم من بعضٍ، حتى الجماء من القرناء»، والجماء هي الشاة التي لا قرون لها، أما القرناء فهي التي لها قرون، وهذا أمر لو تعلمون عجيب، فحتى الحيوانات التي ينظر إليها الناس على أنها ليست مكلفة سيحاسبها الله يوم القيامة، فما بالنا بالظلم والظالمين الذين ينسون هذا اليوم، سوف يحشر الجميع ويصير هذا العالم ترابا، ولن يفلت في هذا الكون شيء من الرصد الإلهي {إن ربك لبالمرصاد}، ولن يفلت أحد من المحاكمة بين يدي العدل الحكيم.