الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغتيال سليماني رحيل مهندس الحروب والاغتيالات في الدول العربية.. أخطر عملية أمريكية خلال سنوات طويلة.. واحتمالات متناصفة للحرب بين واشنطن وطهران والرد الانتقامي غير مستبعد

الجنرال قاسم سليماني
الجنرال قاسم سليماني

- اغتيال سليماني..ضربة كبيرة لخطط إيران للهيمنة الإقليمية
- موت قائد فيلق القدس .. نهاية لجهود طهران في توسيع نفوذها في لبنان واليمن وسوريا
- الجارديان: إيران بلا شك سترد بقوة على قتل سليماني

في صباح الجمعة الماضي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اغتيال أحد أهم قادة إيران العسكريين، الجنرال قاسم سليماني في غارة عن طريق طائرة بدون طيار في محيط مطار بغداد الدولي في العاصمة العراقية، وبرفقته عدد من رجاله الإيرانيين والعراقيين، الذين لقوا حتفهم معه، وبعد هذا الحدث تحولت الأمور وصارت المنطقة على شفا حربٍ مفتوحة لا يعلم أحد كيف يوقفها إذا نشبت بتهورٍ إيراني وتوجيهها ضربة إنتقامية لواشنطن.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني يمكن أن يكون أكثر عمليات القتل والاغتيال، التي قامت بها الولايات المتحدة على عدو نشط في الذاكرة الحديثة، أهمية خلال 10 سنوات.

وأعتبرت الجارديان مقتل قاسم سليمانى يفوق بدرجات كبيرة مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قبل عقد تقريبًا أو أبو بكر البغدادي في أكتوبر الماضي 219.

وتأتي أهمية اغتيال سليماني لإن اغتياله قد يشعل حربًا في الشرق الأوسط، كون سليماني قائد عسكري لايمكن الاستغناء عنه، وكان ذراع المرشد الإيراني الطولى. 

الأهم من مقتل سليمانى، هو توقيت مقتله في خضم مواجهة متصاعدة مع إيران منذ العام القبل الماضي 2018 بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المعاهدة النووية التي وقعتها الدول الخمس الكبرى مع إيران حول المشروع النووي الإيراني. 

وحمل سليماني على عاتقه مشروع هيمنة إيران في المنطقة خلال السنوات العشرين الماضية، حتى صار لإيران قد ثابتة في دول المنطقة ، العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتبنيها إثارة القلاقل في بقية الدول العربية لكن هذه الهيمنة بدأت بالتزحزح بعد مواجهة نظام إيران تحديات غير مسبوقة في العراق ولبنان ، من خلال الاحتجاجات، ومظاهرات في إيران نفسها.

وتبدو سيناريوهات الحرب الكبرى بعيدة المنال، فلا يهتم أي من الطرفين أمريكا وإيران بحرب صريحة ، حتى لو كانت التطورات التي حدثت خلال السنوات القليلة الماضية تشير إلى أن كليهما قد وقع في دائرة تصعيد وتوتر متزايد لا يمكن التنبؤ بهما.

وأشارت الصحيفة إلى أن سليماني كان رمز المواجهة المستمرة مع ​واشنطن​، التي ستحدد شكل رد إيران على عملية الاغتيال التي أمر بها الرئيس ​دونالد ترامب​، وأن ادعاء بعض المحللين في واشنطن بأن ضعف إيران سيجعلها تتخلى عن فكرة الانتقام دليل على قلة معرفة أغلب الأمريكيين بحقيقة هذه البلاد.

ولفتت إلى أن "أغلب الإيرانيين داخل البلاد ينظرون إلى القتل على أنه إعلان حرب ويعتبرون سليماني شهيدا لابد من الانتقام لمقتله، مثلما أشار إليه المرشد الأعلى ​علي خامنئي​ ووزير خارجيته ​محمد جواد ظريف​، وأنه ما من شك أن إيران سترد بقوة في الوقت والمكان الذي تختاره، ومن المحتمل أن يكون الرد على أكثر من جبهة، وأن الأهداف الأمريكية في المنطقة متوفرة مثل ​القاعدة​ العسكرية في ​البحرين​ التي فيها قيادة القوات البحرية في المنطقة والأسطول الخامس ستكون هدفا بارزا".

وقللت هذه الدعوات من احتمالات حدوث أسوأ السيناريوهات - حيث قامت الشخصيات العامة في العراق بالتعبئة بشكل جماعي ضد الولايات المتحدة بطريقة قد تقول بحدوث هجمات انتقامية، ومثل هذه السيناريوهات قد تجعل الوجود الأمريكي في العراق غير مستدام ، في أحسن الأحوال.

وأدان المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني ، رجل الدين الأكثر احتراما في العراق ، واشنطن لقيامها "بالعدوان الصارخ" ، لكنه دعا في نفس الوقت إلى ضبط النفس. 

و أشار إلى الهجوم المرتبط بإيران على السفارة الأمريكية في بغداد جزء من زوبعة خطيرة من الأحداث التي يمكن أن تقود العراق إلى تجدد الفوضى إلى جانب السيناريوهات المتطرفة ، تبدو خيارات إيران للانتقام مقتصرة على الأنماط المألوفة للحرب بالوكالة والتي تنتعد عن حدوث حرب مباشرة.

واقترح المسؤولون الإيرانيون أن يأتي أي رد على مقتل سليماني في وقت لاحق ؛ فقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن طهران ستطلق "إجراءات قانونية" على المستوى الدولي لمحاسبة الولايات المتحدة، و في حين أن الرد المستقبلي ممكن ، إلا أن القلق بشأن تصاعد المواجهة بين إيران والولايات المتحدة في غير محله.

على المدى الطويل، سيشكل مقتل سليماني نهاية حقبة لمحاولات إيران توسيع نفوذها في المنطقة،إلا أنه في بعض البلدان، تمكنت إيران من بناء "آلة" دعم لإيران ستعمل من دون سليماني، وهو شيء ساعد في صنعه لعقدين أو أكثر من الزمان، وأوجد مليشيات موالية لإيران كحزب الله في لبنان الذي يقترب وجوده من الأربعين عامًا. 

واستغرق عمل سليماني وقتًا طويلًا ليؤتي ثماره في العراق ولبنان، لكن لن يكون لديه الوقت نفسه حتى يؤمن نفس الروابط في أماكن مثل سوريا واليمن.