عظماء من بلدنا | عواطف عبد الرحمن بنت أسيوط.. ملكة الحوارات الدبلوماسية

تعد محافظة أسيوط، من المحافظات الذاخرة بعلمائها بمختلف المجالات ولم يقتصر هذا على الرجال بل كانت المراة في الصدارة على مر العصور، ومن هولاء السيدات التي نجحن في كتابة اسمهن في التاريخ الدكتورة عواطف عبد الرحمن ابنت قرية الزرابي بمركز أبوتيج في أسيوط.

"صدى البلد" يرصد في هذا التقرير مسيرة العطاء التي قدمتها في حياتها العملية والعلمية وتنمية قريتها .

ولدت الدكتورة عواطف عبدالرحمن عام 1939م، بقرية الزرابي بمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، وكان والدها يشغل منصب عمدة القرية وسافرت الى القاهرة لبدء رحلتها التعليمية حيث التحقت بمدرسة ابتدائية بروض الفرج عام 1946م، ورغم كبر سنها في ذلك الوقت، إلا أن المدرسة تجاوزت السن المقررة للقبول، وخلال فترة دراستها كانت متفوقه على نظيراتها في المدرسة وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في التعليم الابتدائي وواصلت تفوقها في التعليم الاعدادي والثانوي حيث كان ترتيبها الاولى على القسم الادبي بمنطقة القاهرة في التعليم الثانوي .

والتحقت عام 1956م، بقسم الصحافة بكلية الاعلام جامعة القاهرة، وعينت بجريدة الأهرام عام 1960م، وعملت محرر بقسم الاخبار حتى عام 1964م، وعادت بعدها لاستكمال مسيرتها العلمية حيث استكملت دراستها العليا بمعهد الدراسات الافريقية ، وعادت الى العمل بالاهرام عام 1969م، حيث عملت محرر وباحث بمجلتي السياسة الدولية والاهرام الاقتصادي وظلت حتى عام 1972 ، وانتقلت الى جامعة القاهرة حيث عملت مدرسا مساعدا وتدرجت في المناصب بكلية الاعلام بعد حصولها على الدكتوراة برسالتها عن الصحافة المصرية والقضية الفلسطينية حصلت بها على الدكتوراه عام 1975م ، وأصبحت أستاذا مساعدا عام 1980م ، وحصلت على الاستاذية عام 1985م .

وخلال عملها بالصحافة قدمت 29 بحثا ودراسة لمجلة السياسة الدولية و42 حوارا دبلوماسيا مع سفراء العالم الثالث ونجحت في انتاج 20 كتابا للمكتبة الاعلامية العربية و 22 دراسة باللغة الانجليزية و 18 مقالا علميا باللغة العربية تناولت فيها عدد من القضايا الهامه منها "الصحافة الافريقية ـ مقدمة في الصحافة الافريقية"، صورة افريقيا في الصحافة الافريقية، إسرائيل وأفريقيا، الصحافة العربية في الجزائر، مصر وفلسطين، إشكالية الاعلام التنموي في الوطن العربي، تحليل المضمون في الدراسات الاعلامية ، دراسات في الصحافة المصرية المعاصرة، التبعية الاعلامية والثقافية في العالم الثالث، هموم الصحافة والصحفيين في مصر، الصحافة العربية والاختراق الصهيوني، قضايا اعلامية معاصرة، القائم بالاتصال في الصحافة المصرية، قضايا البيئة والتعليم الاعلامي، الاعلام والمرأة المصرية في الريف والحضر".

كما شاركت في إجراء العديد من البحوث الجماعية الإعلامية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في الفترة من 1976 م حتى 1986 م وابرزها بريد القراء للصفحات الدينية بالصحف المصرية ، كما قامت بتكوين كوادر بحثية اعلامية تتميز بالكفاءة والايمان بالعمل الجماعي في مجال البحث العلمي والتعليم الإعلامي وتنظيم مؤتمرات وخلال مشوارها العملي قامت بزيارة 96 دولة بمختلف أنحاء العالم.

وانتخبت عواطف عبدالرحمن عضوا بالمجلس التنفيذي للرابطة الدولية للاعلام لتمثيل العالم العربي وافريقيا ثلاث دورات متتالية من 1982م حتى 1996م كما انتخبت عام 1992م نائبا أول للمجلس الافريقي لتعليم والاعلام والذي كان مقره نيروبي كما كانت عضوا في رابطة نساء افريقيا ومجلس تحرير جازيت بهولندا ومجلة تحرير Comme ـ Mass بنيجيريا ومجلة المراة الافريقية بجوها نسيرج .

وحصلت على جائزة العويس في العلوم الاجتماعية والمستقبلية عام 1996م ، كما حصلت على الجائزة التقديرية لجامعة القاهرة عام 1997 وحصلت على جائزة أفضل دراسة عن المرأة في البحرين عام 1998 كما حصلت على جائزة مجلة حواء ضمن أفضل 10 نساء مصريات 1998م.

وفي مسقط راسها قرية الزرابي مركز أبوتيج كان لها دورا اجتماعيا حيث قامت بانشاء أول مدرسة ثانوي مشتركة للبنات والبنين بالقرية وقامت بإنشاء جمعية أهلية لرعاية المراة والطفل وحماية البيئة وإنشاء وتجديد الوحدة الصحية بالقرية كما قامت بإنشاء مشغل للفتيات وشاركت في انتخابات مجلس الشعب كمرشحة لليسار.