الصوت وحقيقة الداخل

الأذن تعشق قبل العين هذه حقيقة فكثيرا ماسمعنا عن أشخاص وقعوا في هوي أصوات لايعرفون ملامح أصحابها والسؤال الذي يحيرني ما هي هذه السطوة التي يحويها الصوت حتي يكون له هذا التأثير العجيب ؟
حقيقة كل الدراسات تؤكد وجود علاقة قوية بين الصوت والعاطفة ومدى ما يستطيع الصوت أن يعبر به عن الشخصية وتاثيره في علاقاتنا فيمن حولنا .وهناك من يعرف هذه الحقائق التي ترتكز علي علمي الأصوات والسلوكيات الإنسانية فيحاول أستغلالها لصالحه في التأثير علي الآخرين وفي مواقفهم تجاهه أو تجاه قضايا تهمه .
وربما نتذكر جميعا الصوت العميق المؤثر للزعيم جمال عبد الناصر في خطاباته النارية التي كان يستحوذ بها علي قلوب الجماهير .
والصوت له تأثيره في نفوس البشر وفي أختراق عقولهم وأفكارهم وكثيرا مانسمع أصوات دون أن نري أصحابها فنحبها بعد أن نرسم لهم صور جميلة .
لا أعرف لماذا تذكرت كل هذا وأنا أسمع أغاني المهرجانات التي يحبها الكثير من الشباب ويقبلون عليها وبالتأكيد تؤثر في عقولهم وفكرهم وأحساسهم وعلاقاتهم بالأ خرين .
أعتقد أن كل من يشترك في هذه الأغاني يجب أن يحاكم ليس فقط بتهمة إفساد الذوق العام والجمال الأنساني وانما بتهمة إفساد جيل من الشباب فقد قدرته علي التمييز بين القبح والجمال وبين الفن الراقي وكل ماهو مسف ومتدني أعتقد أن مثل هذه الأغاني ودون أن نشعر نقلت صور عدائية وأنطباعات سلبية وأسلوب حديث خالي من التهذيب عالي النبرة موتر وأحيانا كثيرة معبأ بالتوبيخ خالي من الحميمية والهدوء والحب لفكر ووجدان الشباب فغيرت من أخلاق وطباع جيل كامل دون أن نشعر.