الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد أبو سريع يكتب: «مصرنا».. ادخلوها آمنين

صدى البلد

 

أبهرني ذلك الحشد الكاسح الذي ملأ استاذ القاهرة، أمس الجمعة، بحضور خيرة أبناء هذا البلد العظيم، والذي جاء ضمن احتفالية "شعب واحد.. وأيد واحدة.. ووطن واحد"، التي نظمها مجلس القبائل والعائلات المصرية، بمشاركة جميع أبناء وطوائف الشعب المصري.

 

أعلام مصر رفرفت، وصور الرئيس السيسي زينت الاستاذ وملأته عن آخره، ولم يكن حفلًا عاديًا اجتمع فيه أبناء هذا الشعب للترفيه، وإنما لبعث رسالة مفادها أن المصريين هنا على قلب رجل واحد، ويقفون صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وخلف قواتنا المسلحة العصية على الانكسار وشرطتها الباسلة الوطنية.

 

هي قضية وطن لا أكثر.. قضية شعب تغلب على تحديات وطنه وعمل للدفع على تأمين مستقبله وحافظ على مقدراته ووحدة صفه.. هي قضية أمة ترى بعين الاعتبار تحديات الظرف الإقليمي ودوافع الاصطفاف لتجاوز الأزمات وكسر كافة الحواجز والتغلب على تلك التحديات.. هي قضية شهداء دفعوا أغلى ما يملكون للحفاظ على أمن وأمان هذا الوطن، وتركوا من خلفهم أمهات ثكالى وزوجات فجعها الفراق، وأطفال فقدوا معاني القوة في حياتهم لفقدانهم آبائهم.

 

لا يعرف أحد حجم مرارة الفراق، ولا الضريبة التي دفعها شهدائنا من خيرة أبنائنا من ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة.. فلسنا هنا بصدد رصد إحصاءات وأرقام لمعرفة حجم شهدائنا، وإنما بصدد قيمة الضريبة المدفوعة لكي نعيش جميعًا آمنين، لكنه قول الحق تبارك وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

 

وكيف لنا بالثقة فيمن يفسرون معنى مصر في القرآن بأنها من الأمصار، وليست مصرنا الحبيبة، كيف لنا أن نثق بمن يرى وطنًا دافع عن العالم أجمع عبر التاريخ وإلى الآن، مجرد غنيمة مكتسبة لتحقيق أطماع خاصة لجماعة؟.. وكيف لنا أن نثق بجماعة أرادت أن تزور التاريخ لصالحها وأن تحاول تغيير موعد عيد الشرطة ليكون يومًا آخر غير 25 يناير؟، ألا يعلم أولئك أن هذا التاريخ يدلل على وطنية رجالنا من الشرطة البواسل الذي يقفون دائمًا كتفًا بكتف بجوار آبائهم وإخوانهم وأمهاتهم من أبناء الشعب؟... لكنها شمولية رحمة الله بهذا البلد التي يبعث على رأسها رجال آمنوا بها وبقضيتها ووحدتها.

 

وعلينا ها هنا أن نثق بتضحيات رجال هانت عليهم أنفسهم ولم يهن عليهم وطنهم، فقاتلوا وصمدوا وضربوا أروع الأمثلة في الزود بالروح والنفس دفاعًا عن شرف الوطن وإعلاء لقيمته العليا التي سكنت داخل نفوسهم واستقرت داخل ضمائرهم.

 

ولا تحرص الدولة المصرية على الاحتفال بالأعياد الوطنية لأجهزتها أو محافظاتها من قبيل التسلية، وإنما كما قال الرئيس السيسي عن الاحتفال بعيد الشرطة بأنه يمثل فرصة لاستعادة الذكريات وتدبر المعاني والقيم الأصيلة والنبيلة الراسخة في قلب المجتمع المصري والتي يأتي في مقدمتها الولاء والانتماء المطلق لمصر أرضًا وشعبً، مشيرًا إلى أن هذه القيم تعرضت خلال السنوات الماضية لمحاولات مستميتة من قبل "أهل الشر" ومن يعاونهم للقفز عليها والنيل من ثوابتها طمعًا في تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة في القضاء على الأسس والمبادئ الوطنية لكن الله سبحانه وتعالى يسخر دائما لهذا الوطن من أبنائه من يقف حائلًا أمام أطماع الطامعين وتآمر المتآمرين.

 

"الاحتفال بعيد الشرطة هو احتفال للمصريين جميعًا".. كما قال الرئيس السيسي، وهو معنى يؤصل لحقيقة تلاحم أجهزة الوطن الامنية مع شعبها الأبي الكريم، ودحضًا لافتراءات الممولين القابعين في فنادق فاخرة خارج مصر، ويحاولون زعزة استقرارها، والرئيس في كل أحاديثه يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك ضرورة هذا التلاحم حتى يظل النسيج الوطني متماسكًا وحتى تظل مصر واحة لمن يبحث عن الأمن والأمان.

 

وبواقع الحال، فإن الأمن لم يعد يعني فقط القضاء على الجريمة بكافة أشكالها، وإنما تمحورت معانيه في عصرنا الحديث وتكنولوجيته الصارخة، وبدأ يشمل معان كثيرة بما يرفع من أعباء العمل الأمني على مسئوليه، لكن الجهاز الأمني في مصر استطاع أن يكون على قدر المسئولية في ظل تلك التحديات الكبيرة التي يواجهها، ونجح في أن يجعل من بلادنا مصر تتبوأ مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر أمنا واستقرارا على مستوى العالم.

 

وبالنظر إلى حجم التحديات تلك، فإن ما قاله وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، في سياق حديثه عن إستراتيجية الجهاز الأمني، يدعوا للطمأنة بأن هناك رجال يواصلون الليل بالنهار لتعميم الأمن والاستقرار، والتي قال فيها في معرض حديثه: إن الاستراتيجية الأمنية المعاصرة ارتكزت على ثوابت جوهرية تأتي في مقدمتها نجاح الضربات الأمنية الاستباقية في تفكيك الخلايا الإرهابية ودحرها ورصد وإحباط تحركات عناصرها ومواجهة مخططاتهم للإخلال بالأمن، والتي لا تقف عند الأعمال الإرهابية بحسب بل تمتد لتشمل حروب الجيلين الرابع والخامس لاستقطاب الشباب بالأفكار والأخبار المغلوطة وترويج الشائعات والدعوة لاستخدام العنف.

 

وفي ظل قيادة سياسية حكيمة وجهاز أمني محكم الآداء وشعب واعٍ، فإننا على مشارف مستقبل واعد، لا يحدده سوى أبناؤه، ولن تفلح معه دعوات التخريب من المغرضين والمتآمرين، وليظل شعار "تحيا مصر" في قلوبنا قبل أن تنطه ألسنتنا، ولتحيا بلادنا بالعلم والعمل، بالأمن والاستقرار، بالاصطفاف خلف قيادتنا السياسية.

 

ولا يسعنا في نهاية المطاف، سوى أن نهنئ رجال الشرطة المصرية البواسل بعيدهم، الذي يمثل عيد لنا جميعًا، آملين من الله دوام نعمة الأمن والاستقرار لبلدنا الحبيب.. حفظ الله مصر وأخرس ألسنة المتآمرين.