الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية صلاة الحاجة .. تعرف على عدد الركعات وصيغ الدعاء و10 أمور تضمن لك قضاء حاجتك

كيفية صلاة الحاجة..
كيفية صلاة الحاجة.. تعرف على عدد الركعات وصيغ الدعاء

كيفية صلاة الحاجة.. شرع الله -عزَّ وجلّ- صلاةً مَخصوصةً يهرع إليها العبد وقت الشدّة تُسمّى صلاة الحاجة، وتُعدّ هذه الصّلاة وسيلةً يلجأ إليها العبد ليتّصل بخالقه ويشكو إليه همّه، ويطلب منه العون والتوفيق، ويتساءل كثيرون عن كيفية صلاة الحاجة ودعاء صلاة الحاجة؛ لأنهم يعلمون أن الله – سبحانه وتعالى- تعهد بأن يستجيب دعوةَ كلّ من لجأ إليه ودعاه ومن هذه الأدعية دعاء صلاة الحاجة، قال- تعالى-: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».


كيفيّة صلاة الحاجة ودعائها

 وردت كيفية صلاة الحاجة في سنة المصطفي – صلى الله عليه وسلم-؛ فقد روى ابن أبي أوفى أن رسول الله - عليه الصّلاة والسّلام - قال: « من كانت له حاجةٌ إلى اللهِ - تعالى – أو إلى أحدٍ من بني آدمَ ؛ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الوُضوءَ، ثم لِيُصَلِّ ركعتينِ، ثم لِيُثْنِ على اللهِ، وَلْيُصَلِّ على النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -، ثم لِيَقُلْ : لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحان اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وعزائمَ مَغْفِرَتِكَ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إِثْمٍ، والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النارِ، لا تَدَعْ لي ذَنْبًا إلا غَفَرْتَهُ، ولا هَمًّا إلا فَرَّجْتَهُ، ولا حاجةً هي لك رِضًى إلا قَضَيْتَها يا أرحمَ الراحِمِينَ».


و روى عثمان بن حنيف - رضي الله عنه-:« أنَّ رجلًا ضريرًا أتى النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ - فقال: يا نبيَّ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يعافيَن، . فقال: إنْ شئْتَ أخرْتُ ذلك فهوَ أفضلُ لآخرتِكَ، وإنْ شئْتَ دعوْتُ لكَ قال: لا بلْ ادعُ اللهَ لي،  فأمرَهُ أنْ يتوضأَ وأنْ يصليَ ركعتينِ وأنْ يدعوَ بهذا الدعاءِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتَقضى، وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيَّ. قال: فكان يقولُ هذا مرارًا، ثم قال بعدُ – أحسبُ أنَّ فيها: أنْ تُشفعَني فيه – قال: ففعلَ الرجلُ فبرأَ».


كيفية صلاة الحاجة

ذُكر في السنة النبوية عدّة نُصوصٍ تدلُّ على كيفيّة صلاة الحاجة، والنّاظر في تلك النّصوص يجد أنّ صلاة الحاجة لها هيئتان هما:


1- أن يُصلّي ركعتين يُحسن فيهما بالقراءة والقيام، ويقرأ فيها آية الكرسي ثلاث مرّات، وقيل سبعًا، وفي الثّانية يقرأ الفاتحة وسورة الإخلاص، فإن انتهى من الصّلاة دعا بالدّعاء الوارد في الحديث، وهو أن يقول: « اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتَقضى، وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيَّ».


2- وقيل بأنّ عدد ركعاتها أربعٌ يُصلّيهما كما سبق ويقرأ في الأولى آية الكرسي ثلاث مرّات، ويقرأ بباقي الرّكعات سورة الإخلاص والفلق والنّاس، وفي رواية أنّها اثنتا عشرة ركعةٍ بسلامٍ واحد، يقرأ في الأولى آية الكرسي، وباقي الرّكعات سورة الإخلاص، ثم يدعو بالدّعاء السّابق».


وقت صلاة الحاجة

صلاة الحاجة ليس لها وقتٌ مُحدّد، فيجوز أن يُصلِّيها المُسلم في أيّ وقتٍ من أوقات النّهار أو اللّيل، فإن أراد أن يطلب من الله المعونة، أو إن أهمَّه شيءٌ أو أصابه غمٌّ أو مرض سُنَّ له أن يتوجَّه إلى الله بصلاة الحاجة؛ ليسأل الله حاجته، ويدعوه ليكشف ما أصابه من ضرر.


 والجواز مَحصورٌ بالأوقات التي تُباح فيها الصّلاة، ويجب أن يبتعد عن الأوقات التي تكون فيها الصَّلاة مكروهةً، فإنّ صلاة النّافلة تُكره في ثلاث أوقاتٍ، هي: ما بعد أداء صلاة الفجر حتّى طلوع الشّمس وارتفاعها بقدر رُمح - أي من وقت الانتهاء من صلاة الفجر إلى وقت صلاة الضّحى-، والفترة الثّانية هي وقت توسُّط الشّمس في السّماء وتُسمّى بفترة الزّوال وتستمرّ الكراهة حتّى صلاة الظّهر، وتكون الفترة الثّالثة بعد الانتهاء من صلاة العصر إلى غروب الشّمس -أي من صلاة العصر إلى صلاة المغرب-، أمّا في غير تلك الأوقات فلا كراهة في صلاة الحاجة.


إقرأ أيضاً:

دعاء صلاة الحاجة.. الإفتاء تنصح بـ 24 كلمة لاستجابة الدعاء

الفرق بين صلاة الاستخارة وصلاة الحاجة

حكم صلاة الحاجة بأكثر من نية

الأمور الواجب مُراعاتها في صلاة الحاجة


 عندما يقف المُسلم لصلاة الحاجة فإنّه إنّما يقف بين يدي الله -عزَّ وجلّ-، فيجب عليه أن يُحسن في أدائه لها إجلالًا له وتقديسًا له، فإنّ ذلك أحرى بإجابة الدّعاء وقَبول الصّلاة وذهاب الهمّ والغمّ عنه، وأفرجُ لكُرَبه وأجلى لصدره، ومن الأمور الواجب مراعتها إذا أراد تأدية صلاة الحاجة:


1- أن يستقبل القبلة إذا بدأ بالدُّعاء.

2-  أن يُحسِن الوضوء للصّلاة، فيجتهد لصحّته ويُسبغ فيه، ويُؤدّي فيه السّنن والفرائض والآداب.

3-  إخلاص النية لله -عزّ وجلّ-، والصدق معه فيها، قال ابن كثير: "فأخلِصوا لله وحده العبادة والدعاء"، فالله ينجّي عباده بأعمالهم الصالحة التي تقرّبوا إليه وأخلصوا له فيها.

4 -  الظن الحسن بالله - سبحانه- دائمًا.

5-  الاستجابة لكلّ ما أمر به الله - تعالى-، وما أمر به رسوله -عليه الصلاة والسلام-.

6-  أداء الفرائض التي أمر بها الله، والتقرّب منه بالنوافل.

7- الابتعاد عمّا حرّمه الله من الأمور، وتحرّي ما هو حلالٌ طيبٌ.

8-  الإكثار من الدعاء في اليُسر والرخاء، قال الإمام ابن رجب - رحمه الله-: "إنَّ العبدَ إذا اتَّقى الله، وحَفِظَ حدودَه، وراعى حقوقه في حال رخائه، فقد تعرَّف بذلك إلى الله، وصار بينه وبينَ ربه معرفةٌ خاصة، فعرفه ربَّه في الشدَّة، وروعي له تَعَرُّفَهُ إليه في الرَّخاء، فنجَّاه من الشدائد بهذه المعرفة، وهذه معرفة خاصة تقتضي قربَ العبدِ من ربِّه، ومحبته له، وإجابته لدعائه".

9-  المواظبة على ذكر الله.

10 - الدعاء بأسماء الله الحسنى، وصفاته.

مكان تأدية صلاة الحاجة 

يجوز للمُسلم أن يُصلّي صلاة الحاجة في المسجد أو في بيته، وصلاته لها في بيته أفضل من أن يُؤدّيها في المسجد؛ فقد رُوي عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أنَّ النّبي - عليه الصّلاة والسّلام - قال: « ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظَنَنتُ أنه سيُكتَبُ عليكم، فعليكم بالصلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا الصلاةَ المكتوبةَ».

حكم صلاة الحاجة وعدد ركعاتها

 اتفق الفقهاء على أن صلاة الحاجة مستحبة، إلا أنهم اختلفوا في عدد ركعاتها، فذهب كلًا من المالكية والحنابلة والحنفية في قول رُوي عنهم، والشافعية في المشهور عندهم إلى القول بأن صلاة الحاجة ركعتين، إلا أنه رُوي عن الحنفية في مذهبهم أنها أربع ركعات، وفي قول آخر للحنفية رُوي أن صلاة الحاجة اثنتا عشرة ركعة، ويرجع السبب في الاختلاف في عدد الركعات إلى اختلاف الروايات الواردة فيها، وبسبب اختلاف الروايات أيضًا اختلفت صيغ الدعاء الخاصة بها، فورد عن عبد الله بن أوفى أن صلاة الحاجة ركعتين، وبيّن الدعاء الخاص بها الذي ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، كما ورد ما يؤيد ذلك من رواية أنس مالك بن - رضي الله عنه-.

وفي المقابل فقد ورد عن الحنفية في رواية ابن عابدين في رواية التجنس وغيره أنه قال: « إنّ صلاة الحاجة أربع ركعات بعد العشاء» ، واستدل بحديث يبيّن ذلك، إلا أن الحديث مرفوع، وقال أيضًا: (قال مشايخنا‏:‏ صلّينا هذه الصّلاة فقضيت حوائجنا)، أما أن صلاة الحاجة اثنتي عشرة ركعة فقد وردت رواية عن وهيب بن الورد تؤيد ذلك.

أحكام متعلّقة بصلاة الحاجة

أمور مهمة يجب أن تعرفها عن صلاة الحاجة:

1- هي ليست ضمن الصلوات المفروضة.

2-  ليس لها وقت معين فيمكن القيام بها في أي وقت من اليوم.

3-  يقول المصلي الدعاء بعد انتهائه من أداء الصلاة أي بعد السلامين.

4-  يشترط قبل أدائها الوضوء كأي صلاة أخرى وتؤدّى كأيّ صلاة ركعتان كما في السنة أو الفرض دون نقصان.

5-  من المكروه أدائها بين الفجر وشروق الشمس، وهو وقت لا يستحب أداء أي صلاة به.

6- ويستحب أن تأجل حتى وقت الضحى فلا يصلي المرء قبلها، وأيضًا يكره الصلاة في الوقت من بعد العصر والمغرب.