الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متلازمة جلد الذات.. هل نحن قادرون على مواجهة طاعون العصر ؟!


وفجأة وبدون سابق إنذار، تضخم خطر فيروس كورونا الجديد، حتى سماه بعض الخبراء العالميين بطاعون العصر .. فيما دار جدل علمى سياسى حول احتمالية أن يكون الكورونا وانتشاره السريع ، جزء من حرب بيولوجية تشنها أمريكا وحلفاؤها ضد الصين ومعسكرها، بعد فشل الحرب الاقتصادية الأمريكية ضد الصين ، وبالذات بعد تزايد المعلومات القادمة من أبحاث علمية هندية وروسية حول إن الكورونا فيروس مخلق ، وليس تطور طبيعى لكورونات سابقة ، ووصل هذا الجدل للطبقات التحتية بالشارع المصري نفسه !

ووسط كل ذلك ، اشتعلت متلازمة جلد الذات ، حول فكرة هل مصر قادرة على مواجهة طاعون العصر ؟! ، والتى لا تستطيع الصين مواجهته ، حيث ينتشر بضراوة عكس كل الدول ، التى وصل لها بالفعل .. فالصين التى لجأت إلى العودة لآلية مواجهتها لضربة السارس ، والتى كانت منذ ١٧ عاما ، ببناء مستشفي كبيرة في عشرة أيام فقط تواجه من خلالها الكورونا ، لاتزال لا تستطيع السيطرة عليه ، بكل أموالها وتكنولوجيتها ، فماذا لو وصل لنا ؟!

هناك بالطبع أمور مبشرة جدا وأخرى مقلقة جدا ، فحتى الآن ، إدارة الدولة جيدة بشكل ما في سيناريوهات مواجهة الكورونا ، بداية من إجلاء وحماية أبنائها العائدين من المدينة الموبوءة ووهان ، ولن ننسي أن الدولة تركت أبناءها يعانون في أزمة السارس ، وبالتالى هذا الأمر ومواجهة توابعه ، أمر إيجابي جدا .

ومن الأمور المهمة كان إعلان حالة الطوارئ في المطارات والموانئ ، وإعداد المستشفيات المتخصصة لأي سيناريو ، لكن طبعا هناك سلبيات ، فالأهم والأخطر القادم ، خاصة إن الدول الواقفة على قدميها حولنا يعترفون بصعوبة مواجهة الكورونا لو وصل لهم ، بما فيهم الكيان الإسرائيلي الذي يدعى تقدمه وتطوره الطبي ، فلا يزال هناك آلاف الإسرائيليين الموجودين في الصين ، ويعودون مع الوقت ، وما بالكم بالدول والمناطق ، التى تضربها فيها الفوضى ، والأخرى المنهارة فيها المنظومات الطبية ، في ليبيا والسودان وغزة ، وبالتبعية الخطر كبير .

وأتمنى أن ننحى اتهاماتنا للوزيرة جانبا ، ونركز على المنظومة الصحية والاجتماعية والإعلامية الوقائية ، حتى نتحد ضد أى سيناريو ، خاصة إنه لنا خبرات سابقة في سياق هذه الضربات الوبائية ، وكانت أشدها ضربة إنفلونزا الخنازير ، وحققنا فيها نجاحا ما .

وتتضمن إجراءات الوقاية ، الإطمئنان على مصير بداية التيرم الثانى من العام الدراسي ، خاصة إن اختلاط التلاميذ والطلبة يكون بيئة خصبة لأية عدوى ، وكان هناك قلق كبير من انتشار حالات مصابة بالإلتهاب السحائي ، مما يزيد القلق ، في هذا الإطار ، لكن ما لدى من معلومات أن وزير التعليم بالتنسيق مع رئيس الوزراء لا يميلان لتأجيل العودة للمدارس ، فقط سيركزان على التشديدات المعتادة في هذا السياق ، على نفس شاكلة مواجهة الضربات السابقة ، ومنها التأكيد على توفير غرفة للعزل والتنبيهات على النظافة العامة وإبعاد التلاميذ المرضي حتى لو بأمراض أخرى .

وللأسف ، المجتمع المصري على خبراته وقيمه ، لا تتبلور لديه ثقافة الوقاية بشكل كبير ، لهذا ، سيناريو وصول الكورونا مصر ، أمر مفجع ، ويزيد من ذلك جشع التجار ، الذين بدأوا بالفعل المتاجرة في كل ما يتعلق بالوقاية من الكمامات والأدوية المقوية والملابس الوقائية ، ولذلك يجب أن ننتبه جيدا لهذا .

ومن جانب آخر ، لو وصلنا لسيناريو أسوأ ، فلن نستطيع أن نواجه خطر هذا المرض لعدم توفير التجهيزات الخاصة له في كل المستشفيات لعدد كبير من الإصابات ، مع معاناتنا من أمراض العدوى في المستشفيات ، وبالتالى سنكون أمام تحدى حقيقي ، يجب أن نكون كلنا جاهزين له .

وبالطبع الإعلام والصحافة لهما دور كبير في هذه الأجواء ، ونتمنى على السادة العاملين في هذه القطاعات أن يعوا مدى خطورة الكلمة في هذه الحالات ، فعلينا أن نكون مصدر الحقيقة ومحاربة الشائعات ، لا أن نكون مصدر لها ، بحجة السبق الكاذب ، الذي يسئ لصاحبه وناشره ، قبل أى أحد .

أعان الله مصر على هذا التحدي ذى الإسقاطات المعقدة ، عسكريا وصحيا وإجتماعيا ودينيا وإعلاميا !
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط