الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الألم يعتصر قلوبنا.. أبو الغيط يضع يده على الجرح الغائر بكلمته فى المجلس الاقتصادي والاجتماعى.. مأساة اللاجئين والنازحين في البلدان العربية وتحديات إطلاق منطقة التجارة الحرة أبرزها

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

  • أبو الغيط أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي:
  • لابد من تذليل العقبات أمام إطلاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإقامة الاتحاد الجمركي العربي
  •  من أخطر التحديات التى تواجه المنطقة العربية الأوضاع الإنسانية المأسوية لمجتمعات اللاجئين والنازحين
  • غياب استراتيجية فاعلة وشاملة للتعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدان العربية أضاع فرصًا متعددة

 


ألقى أحمد أبو الغيـط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذى عقد اليوم، الخميس، بمقر جامعة الدول العربية.

 

وتوجه"أبو الغيط"، فى بداية الكلمة بخالص التقدير لدولة فلسطين على رئاستها الدورة السابقة للمجلس والإدارة الحكيمة لأعماله، كما توجه بالتهنئة إلى دولة قطر على توليها رئاسة الدورة العادية (105) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، متمنيًا لها كل التوفيق.

 

وقبل الشروع في أعمال اجتماع اليوم، الخنيس، دعا "أبو الغيط" إلى الحضور للوقوف دقيقة حدادًا على فقيد الأمة العربية السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله وطيّب ثراه، سائلا الله عز وجّل أن يتغمده بواسع رحمته ويشمله بعظيم غفرانه، وأن يُسدّد خطى الشعب العُماني تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور.

 

وبحث جدول أعمال اجتماع اليوم عددًا من الملفات الهامة، لعل في مقدمتها الملف الاقتصادي والاجتماعي المرفوع للقمة العربية القادمة، وتحدث أبو الغيط حول أهمية هذا الموضوع، لافتًا إلى أنه يتضمن مبادرات ومشروعات اقتصادية واجتماعية وتنموية تعود بالأثر والنفع المباشر على المواطن العربي الذي أثقلته أعباء الحياة وسط كمٍّ من الصراعات متعددة المنطلقات، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا وحتى فكريًا، هذا المواطن العادي التوّاق لحياة مستقرة وغدٍ أفضل، والذي بات يدفع ثمنًا باهظًا للاحترابات الجارية في منطقتنا العربية.

 

وقال: "لقد آن الأوان أن ننظر نظرةً فاحصة للعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، كي نُقيّم أثره ومدى فاعليته في تحقيق النتائج المرجوّة منه، فليس من المُفترض أن تكون اجتماعاتُنا مجرد حلقة روتينية في منظومة العمل العربي، بل يتعين أن تكون حجر زاوية وركنًا أصيلًا في تفعيل هذه المنظومة وإخراجها على النحو الذي أُنشئت من أجله".

 

وأضاف: "أحسب أن جميعَكم متفقون معي في ضرورة الإصلاح وأهمية التطوير المستمر في آلية عملِنا، ولقد أثبتت الأحداث المتلاحقة التي شهدتها المنطقة العربية خلال الأعوام الماضية، أن المبادرات والمشروعات التقليدية لن تؤتي ثمارها إذا بقت على حالتها التقليدية في هذا العصر سريع التغيّر".

 

وتابع: "إن الواقع يفرض علينا ابتكار مشروعات تنموية رائدة حيوية ومؤثرة، بالتوازي مع الانتباه إلى التحديات المتلاحقة التي نعاينها في الأجل المنظور، فضلًا عن بلورة خطط وبرامج كفيلة بمواجهة هذه التحديات والحدّ من تأثيراتها وتبعاتها الخطيرة، وأشير في هذا الصدد إلى الجهود المُكثّفة التي يبذلها الخبراء العرب من أجل تذليل العقبات أمام إطلاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإقامة الاتحاد الجمركي العربي، فضلًا عن صياغة اتفاقية عربية جديدة للاستثمار تعمل على تعزيز الفرص الاستثمارية في البلدان العربية".

 

واستطرد: "كما تعلمون جميعًا، تزخر المنطقة العربية بثروات طبيعية وإمكانات ضخمة، بشريًا وماديًا، على أن هذه الإمكانات لم توضع موضع الاستغلال الكامل بعد، ولا شك أن أحد أسباب هدر الإمكانية يكمن في تجزئة العمل الاقتصادي، وعدم تكامل الجهود المبذولة وتناسقها، فلا تزال المنطقة العربية إلى اليوم من أقل مناطق العالم من حيث التكامل الاقتصادي، وهو وضعٌ يؤثر على النمو الإجمالي للدول العربية ويُضعف من مكانة الاقتصاد العربي على الصعيد العالمي، ولا شك أن غياب استراتيجية فاعلة وشاملة للتعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدان العربية قد أضاع فرصًا متعددة لتحقيق عوائد التنمية المنشودة".

 

وأكد أنّ المسار نحو البناء والتعمير يتطلب تضافر الجهود في شتى الميادين، كما أنه وفي ظل تشابك التحديات المختلفة التي تواجه دولَنا الأعضاء، فإن التركيز على القضايا التنموية يمكن أن يساهم في تعزيز التعاون العربي في المجالات الأخرى السياسية والأمنية وغيرها، ويُشكّل بدوره منطلقًا هامًا لتفعيل التعاون العربي والتكاتف البيني.

 

وقال: "وهنا يأتي دور مؤسسات العمل العربي المشترك، باعتبارها الأذرع التنفيذية لمنظومة العمل العربي، وأؤكد في هذا الصدد، أهمية أن تضطلع هذه المؤسسات بالدور المنوط بها، وأن تعمل على تنسيق سياسات عملها وبرامجها من أجل تكامل الجهود وشموليتها، بهدف تحقيق الأهداف المنشودة في الأجل المطلوب ومواكبة سرعة تغيّر العالم من حولنا".

 

وأضاف: "كما أن الأمر يستلزم إيجاد آلية متخصصة لتقييم مدى التقدّم المُحرز وكفاءة الإنجاز المُتحَقق، فالصعوبات التي تواجه جهود التنمية تستدعي التوقف ومعالجتها، وليس مجرد المرور على ظواهرها؛ فالتشخيص السليم والموضوعي للداء لا شك أنه يؤدي إلى الشفاء، كما أن إيجاد حلول سريعة الأثر على حساب التنمية طويلة الأجل، سيؤدي إلى التبديد الفعلي لفرص التنمية".

 

واختتم "أبو الغيط" كلمته بالإشارة إلى أمرٍ يراه من أخطر التحديات التي تواجه الأمة العربية على الصعيد الاجتماعي والإنساني في المستقبل، مشيرًا إلى "الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تقاسيها مجتمعات اللاجئين والنازحين في عدة بلدان من المنطقة العربية، بسبب ظروف النزاعات والحروب المستعرة، إن قلوبنا يعتصرها الألم والحزن ونحن نتابع مشاهد اللاجئين والنازحين بالملايين في سوريا، وبلدان أخرى، يعيش هؤلاء اللاجئون والنازحون ظروفًا بالغة الصعوبة، يتعذر فيها الحصول على الرعاية الصحية والخدمة الاجتماعية، وينشأ جيل كامل من أبنائنا العرب محرومًا من فرص التعليم، وبالتالي التشغيل والعمل، إنها مأساة سنعاني منها لسنوات قادمة، ولربما عقود، وأناشد كل مؤسسات العمل العربي أن تضع هذا الموضوع الهام في صدارة أجندتها الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية".

 

وتابع: "إنّ الأمانة التي تحمّلناها تُحتّم علينا العمل بكل سبيل لتقديم جميع أوجه الرعاية الممكنة لقاطني مخيمات اللجوء، والعمل على عودتهم الآمنة إلى ديارهم، فضلًا عن توفير أوجه الحياة الكريمة لهم ولأسرهم ولكافة ضحايا الحروب الذين يدفعون ثمنًا باهظًا لهذه النزاعات التي ما زالت للأسف تضرب بعض الدول في منطقتنا، إن جيلًا ينشأ بلا تعليم أو رعاية اجتماعية أو خدماتٍ إنسانية وصحية سيمثل تهديدًا لمستقبل المنطقة العربية بأسرها".