الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحياة ولذة الحلم


سيظل حب الحياة فطرة بشرية وسيبقى تمني الموت والرغبة في التخلص من الدنيا وسيلة الضعفاء والبائسين وأولئك الذين يرون الموت خلاصا من أسقام الأيام وويلاتها.

وقد يتقبل عقلي أن يكمل من شارف علي السبعين أن ينتحر أو يقبل علي الموت تخلصا من معاناة الوحدة مثلا أو مرارة الحاجة أو المرض فهذه الأمور قد تدخل صاحبها في دائرة مظلمة من الكآبة واليأس ولكن العجيب والغريب وغير المتوقع أن يقبل شاب على الانتحار .

والأسئلة التي سألتها لنفسي ما الذي يجعل شاب في مقتبل العمر أمامه الدنيا كلها تبتسم له أولى الابتسامات ومازالت الحياة بتفاصيلها الجميلة أمامه وكأنه يقرأ أولى حروفها في أبجدية الحب والرومانسية.. أن ينتحر؟

هل معاناة هذا الشاب من الظروف الاقتصادية مثلا؟ ولكنني أيقنت أن  هناك من يعانون أشد المعاناة اقتصاديا  ولكنهم أبدا لم يفقدوا حماسهم للحياة ولم يقبلوا على الانتحار.

وقتها تذكرت أمي رحمها الله وهي تحكي معي عن حلمها في أن أكون صحفية ناجحة يومها أمسكت بالورقة والقلم وبدأت أخطط للغد وما يجب أن أفعله اليوم حتى يتحقق حلمي وأمي في هذا الغد وقد كانت كل خطواتي لتحقيق هذا الحلم الذي أنتظره غدا.

وما أريد أن أقوله أن هؤلاء الشباب يحتاجون أن تكون لديهم أحلام يخططون لها حتى يعيشون الحياة يوما بيوم انتظارا للغد ولأن بعض الشباب سرقت منهم متعة الأمنيات فإنهم يفقدون لذة انتظار الغد وتحقيق الأحلام في انتظار الغد هو متعة الحياة الحقيقية وهذه المتعة لا تتحقق إلا بالحلم.

الحلم بأن هناك شيئا نريد أن نحققه يختبيء دائما بين طيات الغد فنحن في الغالب لا نجعل الشباب يحلمون وينتظرون الغد.

فأما أن يمنح لهم كل شيء أو يمنع عنهم كل شيء..  أعتقد أن هؤلاء الشباب الذين يقبلون أحيانا على الانتحار يحتاجون أن تكون لديهم أسئلة وتحديات يجب أن يجتازوها لتحقيق حلم ينتظرونه غدا.

يجب أن تكون لديهم أحلام نضعها معهم نحن الآباء والأمهات والمجتمع أيضا حتي يقبلوا علي الحياة وينتظروا الغد.

للأسف نحن لا نترك لهم مجالا يسألون فيه أنفسهم أو يسألون الغد هل يمكن تحقيق الحلم والوصول إليه؟

فأحيانا نعتقد أن الحب والحنان هو أن نختطف أسئلة الأحلام من خيالهم فأننا كثيرا ما نحلم مكانهم.

فهل سمعنا عن شاب يزرع أرضه وينتظر ثمارها يقبل علي الانتحار؟

أننا نقتل في أولادنا متعة انتظار الغد نختطف من عيونهم وقلوبهم ضرورة وجود أمنية أو حلم وتحدي يحتاج إلى تعب شخصي منهم.

نحن نحتاج أن نخطط مع شبابنا لأحلامهم ونوجهم لبذل جهد حقيقي لتحقيق هذه الأحلام حتى لا يقبلوا على الانتحار عندما لا ينتظرون الغد.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط