الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العذراء والهروب والقيامة .. قصة 3 أيقونات تروي تاريخ دير المحرق الأثري.. صور

صدى البلد

كشف الدكتور أحمد سليمان عبد العال مدير عام مناطق مصر الوسطى للآثار الإسلامية والقبطية أن كنيسة السيدة العذراء بدير المحرق تضم مجموعة من الأيقونات الأثرية والتاريخية غاية في الروعة والجمال والأهمية.

وقال سليمان أن الأيقونات مفردها أيقونة،وهى كلمة يونانية تعنى صورة وفى المسيحية تطلق اصطلاحا على الصور الدينية المسيحية التى تصور السيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين والشهداء، وغير ذلك من الموضوعات التى وردت بالإنجيل .

ويعتقد الأقباط فى قدسية الأيقونات فأوقدوا أمامها الشموع وعلقوا عليها الأكاليل وأعتقدوا أنها تشفى المرضى ولها معجزات فسجدوا لها والتمسوا البركة منها , وأشار رجال الدين أن للأيقونة دور تعليمى حيث تفسر الإنجيل وتوضح نصوصه وتعاليم الكنيسة خاصة بالنسبة للذين لا يجيدون القراءة والكتابة.

وقال أن حجاب كنيسة دير المحرق على مجموعة من الأيقونات وزّعت طبقًا لطقوس الكنيسة، حيث تكون أيقونة السيد المسيح فى الوسط وعليها تكتب " أنا هو الراعى الصالح " وإلى جانبه السيدة العذراء ثم القديسين وهكذا،ويلاحظ أن المصابيح تقاد أمام جميع هذه الأيقونات عدا أيقونة السيد المسيح لأنه – فى اعتقاد الأقباط – هو نور العالم .

وكشف أنه منها أيقونة السيدة العذراء تحمل المسيح الطفل،ونفذت هذه الأيقونة على لوحة خشبية مقاسها 60 عرض × 80 طول ورسمت بالألوان الزيتية على الكتان مباشرة وكالعادة السيدة العذراء تجلس على العرش تتصدر الأيقونة تحمل السيد المسيح الطفل على ذراعها الأيسر، وتشير بيدها اليمنى ويمسك السيد المسيح الكتاب المقدس وفوق رأس كلا من السيدة العذراء والسيد المسيح تاج مذهب.

وأسفل الأيقونة كتابة عربية نصها " وقف مؤبد وحبس مخلد على كنيسة الست السيدة العذراء بالدير المحرق المعروف بجبل قسقام . عوض يا رب من له تعب فى ملكوت السموات أذكر يا رب عبدتك مرية ينيح نفسها فى فردوس النعيم ويجعل لها حظ ونصيب فى شفاعة العذرى وآباءنا القديسين فى كل حين . المصور هذه الأيقونة الحاج أنسطاسى الرومى المقدسى طالب غفران خطاياه بشفاعة العذراء . أذكر يا رب عبدك القمص جرجس الجرجاوى.

وأيقونة هروب العائلة المقدسة إلى مصر،والتي نفذت هذه الأيقونة على لوحة خشبية مقاسها 88 سم طولا × 65 سم عرضا وتم رسم الأيقونة بالألوان الزيتية مباشرة ويظهر يوسف النجار ممسكا بيده اليسرى برأس الحمار ويده اليمنى تحمل عصا تتقدمه السيدة العذراء ممسكة بيد السيد المسيح الطفل وحول كل رأس منهم هالة.

ويظهر ملاك الرب فى الركن العلوى للأيقونة على هيئة إنسان،وعبر الفنان فى الوجوه عن الحدث بما فيه من قلق وتوتر ونلاحظ عدم الدقة فى النسب فنلاحظ صغر حجم الحمار بالنسبة لجسم يوسف النجار وأقترب جسم السيد المسيح من السيدة العذراء مع كونه طفل،ونفذت اللوحة بيد يوحنا الأرمنى الذى عاش فى الفترة ما بين 1745 – 1783 م أى خلال العصر العثمانى.

وهناك أيقونة القيامة،والتي نفذت بالألوان على لوحة خشبية مقاسها 75 عرض × 110 طولا ويظهر السيد المسيح داخل هالة من النور تنتشر منها الأشعة، وهذه الهالة تشبه الميدالية الملونة ويحملها ملاكان طائران وحول رأسه هالة وممسكا بيده اليسرى علم أحمر عليه صليب الانتصار.

ونرى التابوت أسفل ذلك وبجواره ثلاثة من الحراس الرومان بملابسهم العسكرية وتظهر النساء فى أوضاع تعبر عن الدهشة , ومن الجهة اليمنى ملاك حول رأسه هالة ويشير بيده اليمنى , وهى من أعمال يوحنا الأرمنى فى القن الثامن عشر ما بين 1745 – 1783 م أى خلال العصر العثمانى .
 
وقال:ونلاحظ الاهتمام بإعطاء السيدة العذراء والسيد المسيح فى الأيقونات السابقة مكانة مميزة وحجم كبير، نظرا لاعتقاد الأقباط أن السيد المسيح صلب عنهم وفداهم وهى الطاهرة البتول رمز النقاء .