الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

valentine day 2020.. أقفال الحب بين تخريب الأماكن العامة وتوثيق قصص العشاق

أقفال الحب على كورنيش
أقفال الحب على كورنيش النيل في عام 2015

قفل معدني يكتب عليه اسم حبيبين ويثبت في معدن الجسر، ويلقى المفتاح في أعماق المياه للأبد، يتبع الملايين حول العالم هذه العادة باعتبار أنها توثق علاقة الحبيبين وتربطهما برباط أبدي، رغم أن القفل المعدني لن يمنع الانفصال بينهما، إلا أنها عادة اعتاد العشاق على تنفيذها منذ عشرات الأعوام حتى الآن، ويتجدد تنفيذها في عيد الحب valentine day 2020.

«قفل الحب» وهي عادة قديمة يعود تاريخها إلى قبل 100 عام، ورغم أنها عادة مرتبطة بالتعبير عن الحب إلا أن بدايتها كانت بسبب حرب، وهي الحرب العالمية الأولى، ففي صربيا يوجد جسر «موست ليوبافي» أي «جسر الحب» والذي يقع في مدينة فرنياتشكا بانيا الصربية.


وكانت قد وقعت معلمة من نفس المدينة وتدعى نادا، في حب ضابط صربي يدعى ريلبا، وتوجا هذا الحب بالارتباط، ولكن الشاب لم يصن هذا الحب، فقد سافر إلى الحرب في اليونان وخلال إقامته هناك وقع في حب امرأة يونانية تدعى كورفو، وانفصل عن حبيبته الصربية نادا.

كعادة الفتيات، الحزن اعتصر قلب نادا، التي تخلى عنها حبيبها بعدما انتظرته لفترة طويلة يتخللها القلق والخوف، وبعدما تخلى عنها كانت كثيرا ما تذهب إلى الجسر احيث اعتادت مقابلة حبيبها، ومن شدة الحزن ماتت نادا بسبب حسرتها على حبها المفقود، وأصبحت وفاتها قصة يتداولها كل من في صربيا يوميا، خاصة فتيات مدينتها واللواتي خشين أن يفارقهن أحبائهن، أو يتخلوا عنهن خلال سفرهم للحرب.

فكرت الفتيات في طريقة يحمون بها حبهن، وفكرن في أن كل فتاة تذهب إلى الجسر وتكتب اسمها واسم حبيبها عليه، وتكتب الأسماء أيضا على قفل وتثبته في الجسر، حيث كانت تنتظر نادا حبيبها الخائن.

هذه الطريقة جذبت أنظار الجميع إلى الجسر، حتى كل من يزور المدينة يذهب إلى هناك، وانتقلت الفكرة من جسر الحب إلى العالم بأكمله، وبدأت أقفال الحب في الظهور في أوروبا في بداية عقد الـ 2000، وباختلاف الأسباب أصبحت أقفال العشاق وكتابة الاسماء في الأماكن العامة عادة كل العشاق حول العالم.

بعض البلاد استغلت الأمر للترويج للسياحة، كجسور الحب في فرنسا ،إيطاليا، الهند، الولايات المتحدة ومصر، فقبل عملية تجديد كورنيش النيل كان الجسر ممتلئا بالأقفال المعدنية التي كتب عليها أسماء العشاق.

انتقل توثيق أسماء العشاق من كتابته على الأقفال وربطها في الجسور إلى الكتابة في الأماكن العامة، على الأشجار، على تذاكر المترو ووضعها في اللوحات العامة، الأمر الذي يعد مكلفا للدولة لأنه من الأعمال التخريبية.

تعتبر بعض الدول أن الأقفال على الجسور جزء من السياحة، كإيطاليا، ألمانيا، فرنسا وغيرها من البلاد، فيما أزالتها بلاد أخرى بسبب تهديد ثقل الأقفال للجسر وتعريضه لخطر الإنهيار.