الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشلل السياسي الإسرائيلى.. مضاره ومنافعه!


"الانتخابات الرابعة"، مصطلح تردد خلال الأيام الأخيرة في الساحة السياسية الإسرائيلية، قبل أيام من الانتخابات الثالثة خلال عام تقريبا، حيث تشير كل استطلاعات الرأى إلى استمرار الكتل التصويتية في سياقها، بلا حسم لصالح معسكر من المعسكرين، إن كان اليمين والوسط بقيادة بنى جانتس، واليمين وأقصى اليمين بقيادة نتنياهو، رغم تغلب جانتس بكرسيين في الغالب، حيث تصل أحيانا الكتلتان للتعادل مع استبعاد كتلة "إسرائيل بيتنا" المرجحة وتصل لحوالى ٨ مقاعد.

 فيما أصبح من المحسوم ألا ينضم عرب ٤٨ بقائمتهم المشتركة لمعسكر جانتس، وهم في المركز الثالث وفق كل الاستطلاعات بحوالى ١٣ مقعدا، بعد حديث جانتس المستمر عن ضم المستوطنات وغور الأردن، وحماية لنفسه من فقدان الكتل التصويتية اليمينية المترددة، التى ترفض نتنياهو وجانتس، لكنها تشارك في النهاية.

 ووصل الأمر إلى أن قال نتنياهو إن جانتس يخطط لانتخابات رابعة، لأنه لا يستطيع حسم المعركة، مما يضر الجمهور الإسرائيلى، وكثيرا ما بنى مسير أعمال رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود، دعايته الانتخابية على التهديد والتخويف، وهو الأمر الذي أنقذه في المرتين السابقتين.

وفي هذا الإطار، كشف استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقربة لنتنياهو، أن غالبية الناخبين الإسرائيليين يعتقدون في احتمالية عقد انتخابات برلمانية رابعة.
 
وأفاد الاستطلاع بأن 74% من المشاركين يرون أن فرص حدوث ذلك تتراوح بين المعتدلة والعالية، وفي الإجابة عن السؤال "برأيك، ما هي فرص إجراء انتخابات رابعة؟"، أجاب 40% أنها "عالية" و34% "متوسطة"، و16% فقط قالوا إن الفرص منخفضة، بينما أجاب الباقون أنهم لا يوافقون على ذلك.
 
وأظهر الاستطلاع أن حزب "أزرق أبيض" سيحتفظ بوضعه كأكبر حزب بواقع 34 مقعدًا، يليه حزب الليكود بـ 32 مقعدًا.
 
وبين الاستطلاع أن الكتلة اليمينية ستحصل على 57 مقعدًا، بينما ستحصل الكتلة الوسطية على 42 مقعدًا، وسترتفع مقاعدها إلى 56 بدعم من القائمة العربية المشتركة.
 
وأشار الاستطلاع إلى أن حزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيجدور ليبرمان سيبقي في الصورة بحصوله على 7 مقاعد!

الأهم بالنسبة لنا، هل يؤثر هذا الشلل السياسي الأسرائيلي علينا سلبيا أم إيجابيا، إجمالا، بالطبع هو أمر إيجابي بشكل ما، والدليل مثلا أن الإدارة الأمريكية اختلفت لأول مرة مع الحكومة الإسرائيلية غير الشرعية، ورفضت تنفيذ ضم الأراضي المحتلة المنصوص عليه فيما يسمى "صفقة القرن"، قبل الانتخابات عكس رغبة نتنياهو، الذي كان يريده وحلفاؤه المستوطنون قبل الانتخابات، لكن واشنطن أجبرته على تغيير موقفه وتنفيذ أوامرها، بالانتظار بعد الانتخابات، رغم أنه من الممكن أن يخسرها بسبب ذلك.

الأمريكان يريدون مساعدة حليفهم نتنياهو، لكنهم في المقابل يريدون ممثلا حقيقيا يتعاملون معه قادر على تمرير الإتفاقات التى ينتهون لها، ومعروف أن نتنياهو لم يستطع أن يحمى نفسه حتى بتوفير الحصانة له من الملاحقات القضائية في ملفات فساده المكتظة، فما بالك بأية عملية سياسية مرتقبة؟!

هذا بعد، ومن الممكن أن يكون مردود عليه من منطلق أن إسرائيل تعربد كما تشاء، ونتنياهو يفعل ما يريد في سوريا والعراق وحتى أفريقيا وأمريكا اللاتينية والخليج، فماذا يعطله؟! وهذا الرأى واقعى لدى البعض، لكنه رده فيه، فنتنياهو يفعل كل هذا وبمنتهى السرعة لأنه ليس لديه وقت، ويحاول استثمار ذلك انتخابيا، لكن هذا الاستقرار السياسي سيكون الأمر أهدى من هذا، وعموما هو لا يستطيع أن يكون الأغلبية الحاسمة لتحقيق كل ما يريد، وبالتالى كل هذه الخطوات الخطيرة غير قانونية، وهنا مربط الفرس، واحتمال غير مستبعد أن تكون نهاية نتنياهو، الذي تجاوز تاريخ بن جوريون السياسي، اقتربت جدا، أو لعلها تتأجل قليلا لانتخابات رابعة، في مشهد سياسي إسرائيلي معقد، يزيد الضبابية والفوضى في المنطقة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط