التجديد وقدراتنا الكامنة

الكثير منا يعيش داخل دائرة محددة .. لا يغيرها نفس الوجوه ونفس الأنماط ونفس التفاصيل.. حتي الطريق الذي نسير فيه أثناء الذهاب للعمل أو لقضاء حوائجنا لا نغيره في المعتاد فنمشي لنري شوارع بعينها وأماكن ثابتة  

الاعتياد والتكرار يخلق نوعا من أنواع الفتور ويجعل الانسان بعيدا كل البعد عن اكتشاف ذاته وقدراته الداخلية التي تولد لديه  البهجة والسعادة والثقة بالنفس.

 

نحن نعيش مجموعة من التفاصيل اليومية المكررة التي تحتاج الي التغيير .. فالحياة ثرية والعالم أصبح أكثر اتصالا وانفتاحا وليس من المنطقي أن نظل نلهث ونؤدي نفس الأدوار وبكل تفاصيلها .

أعرف اشخاصا كثيرين عاشوا حياتهم كلها من أجل قضية واحدة لا يتحدثون ولا يتكلمون ولا يتحركون الا من أجلها ظلوا طوال حياتهم يعانون ولم يستمتعوا بهذه الحياة لأنهم لم ينظروا خارج الصندوق ولم يجعلوا هناك شيئا جديدا مختلفا يفعلونه .

هؤلاء الأشخاص عاشوا كالأشباح في مدينة الظلام لا يفعلون سوي أشياء مكررة.. التجديد والابتكار يلغي من الحياة كل التفاصيل المعتادة ويجعل الانسان لا يشعر بالملل .

هذا الملل هو الطريق الأكيد للاكتئاب والأمراض وفي كثير من الأحيان نري أشخاصا ادي بهم الملل لنقص المقاومة الذاتية للأمراض وآخرين ساعدهم حبهم للحياة في مقاومة الأمراض .

نحن في احتياج حقيقي الي التجديد ..نري مناظر جديدة ونقرأ لكتاب جدد ونسافر بلادا أخري ونسمع اصواتا جديدة ونستمتع بأغان بتكنيك مختلف ونتلقي شيئا جديدا ونتعلم مهارات تضيف لقدراتنا ونتعرف علي أشخاص آخرين وندافع عن قضايا حياتية غير التي ندافع عنها ونحب بشكل مختلف.

هذا الجديد يفجر داخلنا حب الحياة والرغبة في أن نحياها ونحن نري وجوها أخري لها .