الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عزيز قلب حن


أتقنت معه فن التعذيب فمنذ أن التقته وهى تتعلم هذا الفن الذى تفرد فيه واصبح عالما ببواطنه وظواهره . اول لقاء لها به كان في الجامعة  متطلعة الى عالم جديد تنهل من بحر العلم وتمنى نفسه بأن تصبح معيدة فادكتورة فرئيس قسم فعميدة وتأخذها الامانى اكثر بأن تترأس الجامعة كلها ، طموحها لم يكن له حدود وكان يساعدها على ذلك الطموح جمالها الأخاذ وقوامها الممشوق وايضا عقلها الراجح وشغفها بالقراءة الذى جعلها تقرأ الكثير والكثير وفتح لها ابواب الحوارات وجعلها مميزة ومعروفة بالاسم فالكل يعرفها تلك الفتاة التى جمعت كل مايتمناه اى رجل فى زوجته المستفبلية منار كانت حديث الجميع وربما كانت مكروهة من كثيرين وخاصة بنات جنسها فهن كن يحقدن على استحواذها على الكل من طلاب واساتذة .


 فى السنة النهائية توطدت علاقتها به بحكم كونهم فى اتحاد الطلبة ، وفى احدى الرحلات لعبت الاقدار لعبتها واخترق سهم كيوبيد قلبها واحبت هذا الشاب المسمى بعاطف ، وكان الكل يصفه بالمغرور وكان بعضهم يقول انه اذا ملك لن يرحم ، ولم يعنيها احكام اصدقائها عليه ولم تهتم بأى شىء سواه . 

اعترافه بالحب لها كان يقابله سعادة مابعدها سعادة منها وتعهد بالبقاء بجواره ودعمه لكى يحقق مايصبو له ، سنوات تمضى واخرى تجىء وهى على عهدها وهو يستغل كل ما فيها من اجله هو فقط، فى يوم من ايام عمرها المترقب وهى فى طريقها الى عملها فى واحدة من الفضائيات استوقفتها ملامحها امام احدى المرايات وهالها انعكاس صورتها على المرآة واقتربت اكثر لتتأكد انها كبرت ولم تتزوج حتى الان وانها ترفض كل من يطرقوا بابها لانها على عهدها معه وتفعل كل شىء من اجله ، كل اصدقائها فى الميديا يستضيفون عاطف فى كل الحوارات واللقاءات، كل الصحف تتبعه وتكتب عنه من اجلها ولخاطرها ، اصبح نجما فى السما ورئيس اكبر وكالة اعلانية ، يعيش فى منتجع ولديه سلطان وملكوت ، ومع كل ذلك لم يف بوعده ويتقدم لخطبتها والزواج منها ، اقتربت اكثر من مرآتها وسألت نفسها بصوت عالى ؛ تراه لم يكن وفيا فى تعهداته ؟ ام انه كان ينتظر منى ان اذكره !!! التقطت هاتفها طلبته ؛ هاتفه مغلق ، قالت من المؤكد انه فى لقاء او اجتماع .

 طلبت الرقم الارضي لمؤسسته ردت سكرتيرته وقالت انه لم يأت اليوم ويقال انه مريض ، هلعت من كونه مريضا ، وذهبت اليه فى مسكنه وطرقت الباب ولم يفتح احد ، انتظرت كثيرا وعاودت المحاولة فلم يفتح ايضا ، ازداد خوفها فتذكرت انه كان يحدثها ذات يوم عن كونه نسى مفتاحه داخل الفيلا وكان مرهقا ولايستطيع العودة ليقضى ليله فى المكتب فدخل من باب المطبخ المواجه للحديقة، وفعلت مثلما فعل ودخلت فوجدته جالسا فى الريسبشن على كرسى فخيم وعلى رجله يجلس طفل يقترب من الخامسة وبجواره طفلان اخران يبدو من ملامحمها انهما توأمان وعلى الاريكة المواجهة فتاة جميلة فى اوائل الثلاثينات وتبدو من ملبسها وجلستها انها ريفية ، فى بادىء الامر تخيلت او ربما كانت على يقين انها اخته وهؤلاءابناءها الا انها صعقت عندما قال احد الابناء ؛ مين ديه يابابا ؟ واكدت عليهم امهم وقالت بسداجة ؛ اكيد موظفة عند بابا ادام دخلت كده من غير احم ولاد ستور..لاتدرى كيف تحملت هذا الموقف ، كما لاتدرى ايضا كيف اصيبت بالخرس ، ليقوم هو من جلسته ويمسك بيدها ويصطحبها الى غرفة المكتب ويطلب من زوجته اعداد كوبين من اليانسون والا يدخل احد من الابناء عليه لانه سيناقش امورا مهمة مع تلك السيدة التى تشاركه عملا من اعماله ، جملته لزوجته اضحكت منار وقالت بينها وبين نفسها فعلا انا بالنسبة لك مجرد شريكة عمل . 

عندما دخلا غرفة المكتب طلبت منه شيئا واحدا ان يتزوجها فى حفل عام يدعو اليه نخبة المجتمع ، وامهلته اسبوعا وحينما سألها ماذا لو لم انفذ ، ضحكت وقالت له لا انصحك بذلك ، وداهمها بسؤاله كيف تتزوجه بعدما علمت انه متزوج وله ابناء ؟ فقالت وهى فى نوبة الضحك الهستيرى ابسط حقوقى ... ولم تكمل جملتها رغم الحاحه بان يعرف اى حقوق وماسبب اصرارها على الزواج منه رغم ماعرفته. فى ثانى ايام هذه الواقعة ارسلت لكل اصدقائها فى مختلف وسائل الاعلام خبرا عن خطبتها لعاطف وان الزواج سيتم فى فترة وجيزة وزيلت الخبر بشراكة اعلامية بينهما وبوساطة مالية خليجية .

 وارفقت بالخبر صورتين لها وله ، وفى ساعات قليلة كانت حديث الجميع وكل المداخلات تتحدث فيهاعن حبهما الذى بدأ منذ الجامعة واستمر حتى توج بالارتباط الرسمى المرتقب ، استقبل عاطف هذا الخبر بقبوله والتعليق عليه بانه سعيد ، وكل همه معرفة سر الوساطة الخليجية وفى حفل بهيج تزوجته وتم ما ارادت وهى ان تكون اما وبعدها خلعته ولعنته بكل اللغات واصبحت حياتها مسخرة كى تعيده مثلما بدأ وتستعيد حياتها وتضىء قلبها الذى اعتمه حب وحبيب ولم يعد يجعله ينبض سوى ذلك الوليد ابن الظالم وخلفة المظلومة...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط