الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالإعلام تتحقق التنمية


 عندما نتكلم عن التنمية، لا نفرق بين تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، فالتنمية واحدة فهي عملية شاملة تتناول جوانب الحياة المختلفة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ففي وثائق الأمم المتحدة يقصد بكلمة التنمية، تنمية الظروف المادية للحياة وتنمية الجوانب الروحية أيضا، فالتنمية هي سلسلة من التغيرات الكمية والنوعية بين جماعة معينة من السكان من شأنها أن تؤدي بمرور الزمن إلى ارتفاع مستوى المعيشة وتغيير أسلوب الحياة.


إذن هي عملية متصلة من تحديد الأهداف وإنجازها في اتجاه زيادة رخاء وطن معين وأبناء هذا الوطن، مع الأخذ في الاعتبار عدة معوقات تصطدم بتحقيق غايات التنمية، منها العقلية التقليدية التي تسيطر على الأفراد ومقاومة التغيير، القيم والعادات المتوارثة مشكلات تتعلق بنظم التعليم، المشكلات التي تنتج عن التغيير الاجتماعي غير المخطط، المشكلات الصحية وتلك التي تتعلق بالفقر، مشكلة عدم الثقة في وسائل الإعلام.


وللحديث عن دور تنموي للإعلام يجب أن نحدد مدى التأثير الذي تحدثه وسائل الإعلام وحدود هذا التأثير، فأية مناقشة في تأثير وسائل الإعلام تواجه بنقص الدليل الحاسم أو المقنع فرغم أن الآثار التعليمية لوسائل الإعلام أمر لا شك فيه، إلا أن أغلب الشك يدور حول المضمون الإقناعي لهذه الوسائل، كما أن قياس تأثير وسائل الإعلام يجب أن يأخذ في اعتباره تأثير العوامل الأخرى على الإنسان، فالوسط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي له تأثير كبير، كما أن هذه العوامل تؤثر بصورة خفية و مستمرة وعميقة في النفس البشرية، وتظهر آثارها فيما يفكر فيه الفرد في حالة الاستمالة أو الإقناع.


 كما يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الوسائل هي الأخرى تختلف في آثارها بدءًا بالوسائل الشخصية المباشرة وانتهاءً بالوسائل غير المباشرة، بالإضافة الانتقائية في التعرض، فوسائل الإعلام يمكن أن تقوي مواقف وتوجه غير المنتمين ولكنها لا تقدر على تبديل معتقدات قوية وبذلك تميل وسائل الإعلام والاتصال إلى تدعيم الاتجاهات أو خلق آراء حول الموضوعات الجديدة التي لم يتشكل الرأي حولها، وبدرجة أقل تعيد توجيه أنماط السلوك أو الاتجاهات القائمة نحو مناطق وأساليب جديدة، كما أن قدرات الاتصال المباشر أقوى من الاتصال الجماهيري في إحداث هذا التأثير، وهي كلها محددات لفعالية دور الإعلام وقدرته على القيام بالتأثير ومن ثم تؤثر على قدرته في إحداث التنمية بأبعادها المختلفة.


فقد أثبتت تجارب التنمية الشاملة أن التأثير متبادل بين التنمية الاقتصادية والتنمية الثقافية والاجتماعية أي الارتباط بين الجانب المادي والمعنوي، فبناء الإنسان يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببناء التقدم ماديًا ومعنويًا كما أن البناء المادي والتنمية الاقتصادية تسهمان في الارتقاء بالبناء الفكري والمعنوي للإنسان.


ودور الإعلام في هذه التنمية الشاملة لا يقتصر على البناء المعنوي للإنسان بل إنه يسهم في البناء المادي من خلال استيعاب تطور تكنولوجيا الاتصال من الأقمار الصناعية والإلكترونية وتوظيفها لتحقيق الأهداف الإعلامية، كما أن الإعلام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوسائل الثقافة المختلفة التي يسهم الإعلام في توصيلها إلى الجماهير (سينما، مسرح، فنون تشكيلية وكتب..) مما أحدث ما يعرف بثقافة المشاهدة وثقافة الصورة وعمل على انتشار ما يطلق عليه الثقافة الشعبية أو الجماهيرية في مقابل ثقافة النخبة أو الثقافة الفئوية.


وكل هذه العوامل تدعو إلى الاهتمام بتوظيف الرسالة الإعلامية لخدمة أهداف التنمية الشاملة للارتقاء بالمجتمع وتحديثه.

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط