الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات كفر مصيلحة مع مبارك.. ماذا بقي من الرئيس الراحل في قريته؟

نادي مبارك
نادي مبارك

مع تمام الساعة الحادية عشرة والربع من صباح الثلاثاء، وصل لـ "كفر مصيلحة" بمحافظة المنوفية، -كباقي أنحاء الجمهورية- خبر وفاة الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك، إلا أن وقوع الخبر على أهل الكفر كان أشد وقعا وأكثر ألما وحزنا، فقد مات "مبارك".

كفر مصيلحة الذي يتبع مركز شبين الكوم، هو ذاته القرية التي شهدت مسقط رأس حسني مبارك، وهو ذاته القرية التي تربى فيها، وسار في شوراعها، وتعلم في مدرستها، وهو ذاته الكفر الذي لا يزال يعيش فيه أبناء عمومة الرئيس الراحل.

مع الساعات الأولى لخبر وفاة حسني مبارك كان "صدى البلد" في طريقه للقرية التي ولد وعاش فيها الرئيس الراحل، والتي قضى فيها طفولته، لمتابعة حال القرية التي فقد علمها وأشهر أبنائها، ولما لا وهو من جلس على عرش مصر مدة 30 عاما، كان قبلها بطلا من أبطال القوات المسلحة وقائدا من قادة نصر أكتوبر المجيد.


حزن بخبر الوفاة


مع الصباح كانت القرية هادئة، بعد ليلة عصيبة نتيجة سقوط أمطار غزيرة، وبرد قارس، لكن سرعان ما تحول الهدوء إلى حالة من الحزن، بمجرد وصول خبر وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فالقرية التي عاش أهلها يتباهون بأنها مسقط رأس الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، سادها الحزن بعد وصول خبر وفاته.


ومن بين ابناء القرية كانت عائلة «مبارك» الأكثر حزنا على وفاة أحد أبنائها وأشهرهم، ولما لا وهى عائلته التي امتازت امتازت بصلة طيبة مع ابنها حسني مبارك على حد وصف «عادل مبارك» أحد أبناء عمومة الرئيس الراحل، والذي كان خبر الوفاة عليه بمثابة الصاعقة، وهو ما أكده ابن عم الرئيس قائلا: «القرية كلها حزينة من ساعة ما سمعنا بوفاة الرئيس مبارك، والذي يتباهى به الجميع لما قدمه من خدمات لصالح الوطن، وهو اللي كان مشرفنا».


أخر زيارات مبارك لكفر مصيلحة


العلاقة التي جمعت الرئيس مبارك بأبناء عمومته في قرية كفر مصيلحة بمركز شبين الكوم، وصفها «عادل مبارك» بانها علاقة طيبة لم تنقطع، رغم عدم زيارته للقرية منذ عقود، إذ كانت زيارته الأخيرة للقرية خلال فترة توليه قيادة القوات الجوية للمشاركة في إحدى جنازات ابناء عائلته.


وعلى خلاف ما ردده كثيرون فإن قرية كفر مصيلحة التي ولد فيها الرئيس الاسبق مبارك وعاش فيها حتى انتهائه من المرحلة الثانوية، حظيت باهتمام كبير على حد وصف ابن عمومته «عادل مبارك»، وهو ما وصفه قائلا: «قريتنا حظيت باهتمام كبير من الرئيس مبارك وفيها جميع خدمات البنية التحتية والأساسية من الصرف الصحي للغاز».


كثرة الخدمات التي شهدتها قرية كفر مصيلحة خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، جعلت أبناء القرى المجاورة يطلقون عليها «كفر باريس» في إشارة منهم إلى حالة التقدم التي تشهدها تلك القرية مقارنة بالقرى المجاورة، وسعى الرئيس الاسبق مبارك تحسين صورة قريته، على حد وصف عادل مبارك ابن عمومة الرئيس الراحل.


منزل شاهد على طفولة الرئيس


جدران متهالكة، وأكوام من بقايا الهدم، تتوسطها أشجار ونخيل، تنظر إليها للوهلة الاولى تشعر وكأنك في منطقة عفا عنها الزمن منذ قرون، لكن سرعان ما تجد من يخبرك أنك في حرم منزل الرئيس الأسبق حسني مبارك، فهو المكان الذي ولد وتربى فيه، وعاش طفولته بين جنباته.

منزل أنهكه الزمن لم يبق منه غير أجزاء من أسواره، في قلب قرية كفر مصيلحة بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، رغم أن المنزل شهد ميلاد مبارك السنوات الأولى من حياة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلا أنه لا يبدو عليه أي ملامح تثبت أنه المكان الذي ولد فيه رئيس مصر، فأكوام الهدم في كل مكان، وأكوام القمامة في كل أرجائه.


مدرسة القرية.. هنا تعلم الرئيس 


ومن ضمن ما حوته القرية التي ولد فيها مبارك، مدرسته التي تلقى فيها تعليمه الأساسي، والتي قضى بها سنوات دراسته الإعدادية، إنها مدرسة عبدالعزيز باشا فهمي، أحد أعلام القرية والذي يشغل منصب وزير العدل الأسبق، والتي قضي فيها مبارك أيام دراسته متنقلا من فصل لاخر.

 المدرسة التي تعلم فيها مبارك وتلقى تعليمه بها وسط أقرانه ورفاقه في قريته الهادئة، تاركا ذكريات طفولته في كل مكان بمدرسته، إذ كان دائم ممارسة الرياضة مع أقرانه في الفناء الذي يتوسط المدرسة ، وبجانب هذا الفناء تجد المكتبة الخاصة بالمدرسة والتي لطالما كان يقضي بعض وقته بها قارئا ما بها من كتب وروايات.


مبارك الذي تفخر قريته وتتخذه مدرسته نموذجا مشرفا لكل أبناء القرية الذين يتلقون علومهم داخلها، هو ذاته الرجل الذي حزن جميع أبناء القرية لوفاته اليوم، على حد وصف طارق إمام مدير المدرسة، قائلا: "قريتنا بتتفاخر بالرئيس مبارك وبنعلم الطلاب يتخذوه قدوة ومثل أعلى فهو بطل من ابطال القوات المسلحة وأبطال حرب اكتوبر".