الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

درس الدولة المصرية للجميع !


الدولة المصرية ، بكل أركانها السيادية والشعبية ، أكدت للعالم أننا متميزون عن كل دول المنطقة ، التى ضربتها موجات الربيع العبري ، وقدمت درسا للتاريخ والأمم والعالم ، الأصدقاء قبل الأعداء في المؤسسية والتحضر والإنسانية والأصالة .

ليس فقط بسبب الجنازة العسكرية التاريخية للرئيس الأسبق حسنى مبارك ، التى تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولا حتى قرار العفو الرئاسي عن الأحكام العالقة ، والذي يعنى احتفاظ أسرة مبارك بأوسمته ونياشينه، بل الحالة العامة بما فيها زواياها المعلنة وغير المعلنة ، الداخلية والخارجية ، السيادية والشعبية .. العسكرية والمدنية .. السياسية والإعلامية .. كلها ، كلها !


رحم الله الجنرال الداهية عمر سليمان الذي شارك في رسم هذا المشهد ، عشية ١٠ فبراير ٢٠١١ ، قبل التنحى بساعات ، ومليون شكر لمبارك لأنه لم يتمادى ويتعجرف مثل غيره من رؤساء الدول التى ضربتها الفوضي، وبالتالى كان المشهد المصري مختلفا وساميا،  فلم يهرب ، ولم يقتل ، فقط حوكم وفق القوانين المصرية الأصيلة.


مات البطل عمر سليمان ، ولم يرَ المشهد الذي خططه بنفسه ، لكن روحه بيننا وملامح أعماله واضحة ، وأدمغة أجيال رباها جلية !


مليون شكر لكل مؤسسات الدولة ، التى أخرجت المشهد النهائي لبطل من أبطال أكتوبر ، ورئيس وفريقه أمنوا دولتهم وشعبهم من امتدادات الفوضي ، واعترفوا بأخطائهم وحوكموا عليها ، حتى لو اختلفنا على الصورة النهائية لبعض المحاكمات ، لكننا نصرنا بهذا المشهد الرفيع ، أكتوبر وثقافته ضد الإسرائيليين وحلفائهم ، ونصرنا الدولة المصرية ضد الفوضي وأربابها من الإخوان وحلفائهم ، ونصرنا الشعب المصري الذي أكد على جذوره الحضارية.


كواليس الخبثاء تتحدث بشكل مبالغ حول حالة جفاء ما ، وتدخلات حاسمة ، لكن هذا غير صحيح بشكل أو آخر، فالرئيس السيسى أعلا ثوابت الدولة المصرية اتساقا مع الرؤية والعقيدة العسكرية والمؤسسية المصرية لما فيه صالح الجميع ، ويكفي قرار السيسى بالعفو عن الرئيس الأسبق الراحل مبارك ، وإلغاء أية احكام عالقة ، ليحتفظ مبارك ومن بعده أسرته بكل النياشين ، والتى كانت في مقدمة جنازته العسكرية التاريخية.


وكان واضحا أن كل العقلاء والوطنيين ، تجنبوا الحديث حول رؤي ما عن دور مبارك فيما وصلت فيه الدولة المصرية خلال العقد الأول للألفية ، مما أهل لخبطات يناير وما بعدها ، حتى أعادتنا مؤسسات الدولة والشعب بقيادة حكيمة من الجيش وبعده السيسى ، عندما وصل للحكم ، للطريق القويم ، فهذا أمر معروف ، وليس مهما إثارته الآن ، وقالها مبارك قبلنا عن نفسه في خطاب ما قبل التنحى الشهير ، سيحكم التاريخ عنى وعن غيرى، بما لنا أو علينا ، وكلنا زائلون والوطن باق !


مشهد في غاية التعقد ، وأزمة تاريخية تجاوزها الرئيس ومؤسسات الدولة بشكل غير في الاحترافية والسيادية، حولوها للحظة تاريخية ودرس استثنائي لكل الأجيال والأمم ، رافعين قيم وثوابت مصر ، فوق أى شيء آخر ، فلم يعطوا فرصة للأعداء لشماتة وتصيد ، وفرح بنا الاصدقاء من كل نواحى الأرض ، لأننا أكدنا على تاريخية وتمدن الدولة المصرية ! .. فقدرنا رئيسا على بعض أخطائه الإدارية في نهاية سنوات حكمه ، رغم أننا نعيش بين مجتمعات وقيادات قتلت وأهانت وباعت رؤساءها ، بخلاف رؤساء هربوا .. كانت مصر دولة وشعبا مميزة وفارقة عن كل هؤلاء ، وكأننا واحة حضارية وسط صحراء فوضي !


كلنا، تباهيا وتفاخرا وتقديرا بدولتنا وشعبنا ورئيسنا وجيشنا ومخابراتنا ، لحظة تاريخية لا تنسي .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط