الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية سراديب التاريخ في معبد دندرة.. قرص الشمس المجنح والمعبودات الذهبية لإقامة الشعائر الدينية.. صور

صدى البلد

إذا كنت من محبي الآثار وقررت زيارة معبد دندرة في قنا، ستجد في انتظارك مفاجأة سعيدة، حيث افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ثلاثة سراديب وبانوراما (سطح) معبد دندرة بمحافظة قنا، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميم وتطوير المعبد.

وأوضح أن السراديب الثلاثة الذي تم افتتاحها للزيارة هي ضمن 12 سردابا كانوا مغلقين بالمعبد ماعدا واحد منها فقط موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة أما الـ11 سرداب الباقية مغلقة.

وتم الانتهاء من ترميم ثلاثة منها وافتتاحها للزيارة ليرتفع عدد السراديب المسموح بزيارتها إلى أربعة فى تلك المرحلة بالإضافة إلى بانوراما (سطح) المعبد الذى تم الانتهاء من ترميمه وافتتاحه أيضا للزائرين اليوم بعد غلقه لسنوات طويلة.

وعن أعمال الترميم أشار الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى أن المجلس الأعلى للآثار بدأ مشروع أعمال ترميم وصيانة المعبد منذ عام 2005 ثم توقفت عام 2011 ثم استأنفت عام 2017، بـعــد الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية اللازمة، بالإضافة إلى الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام أفضل الأساليب والتقنيات الحديثة، حيث كان يعاني المعبد من تدهور للنقـوش الجـدارية وما تحملها من الوان نتيجة لطبقات السناج الناتجة من تصاعد الأدخنة بسبب عوامل عديدة منها استخدام المعبد للسكن في عصــور سابقة جراء طهـي الطـعام، وحرق الأخشاب واستخدامها للإضاءة بالإضافة إلى الأتربة والعـوالق السطحية التى تحدثها الــرياح.

وتضمنت أعمال الصيانة والترميم إزالة الســناج مـــن على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملى، عن طريق استخدام الكــمادات الورقية لإزالـتها بالإضافة إلى مرحلة الترميم الميكانيكي الدقيق لإزالة ما تبقى منها وتـثـبـيـت الالــوان واستكمال الـفـجـوات المتواجدة بالـجـدران ولا سـقـف واستبدال الاستكمالات القديمة.

ومن جانبها قالت د. نيفين نزار معاون الوزير للعرض المتحفي إنه تم عمل كتيب عن معبد دندرة، يهدف إلى ربط طلاب المدارس والأسر المصرية بالمواقع الأثرية، وتعريفهم بمعبد دندرة وتنمية قيم الحفاظ على الآثار من خلال دمج الزوار بمناخ تفاعلي يدعم رفع الوعي الأثري بالبيئة المحيطة بهم أثناء الزيارة.

وأضافت أن الكتيب يصطحب الزائر في رحلة استكشاف داخل المعبد يتعرف فيها على معلومات تاريخية عن المعبد وتاريخ إنشائه، وأيضًا التكوين المعماري الفريد للمعبد، ويعتمد الكتيب على تقديم المعلومات بشكل مبسط عن طريق بعض الأسئلة والأنشطة التفاعلية التي ينفذها الطفل داخل المعبد بصحبة أسرته أو أصدقائه.

ويقع معبد دندرة على الشاطئ الغربي من نيل مصر، وشيد لعباده الإلهة حاتحورالهه الحب والجمال والأسرة عند قدماء المصريين.

حيث يرجع تاريخ المعبد للعصر اليونانى الرومانى بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملى، وأضاف إليه الكثير من أباطرة الرومان استمرت عملية بناء المعبد الجديد نحو 200 سنة.

ويتميز بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش كما توجد على جدرانه كتابات هيروغليفية وتغطي الجدران والأعمدة تماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال. 

وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس، تبريوس و نيروو هم يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين.

كما تميز المعبد بمناظره الفلكية التى تزين أسقف التى تعتبر تحفة إبداعية تخلب ألباب السائحين فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة.

ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينه بمناظر لموكب الكهنوتية وهم صاعدين على السلالم حاملين تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة.

ويحاط معبد دندرة بسور خارجي كبير من الطوب اللبن مقصورة ترجع للأسرة 11 ، وبيت ولادة من الأسرة 30 ومقصورة بطلمية ومعبد ايزيس من عصر أغسطس ومعبد كـبير لحتحور من أواخر العصر البطلمى الي بداية العصر الروماني وبيت الولادة من العصر الروماني وبحيرة مقدسة ومقصورة للزورق بالقرب من البحيرة ومصحة.

وتعد واجهة معبد حتحور من أروع الواجهات الفرعونية القديمة الخاصة بالمعابد يبلغ عرضها 35 مترا وارتفاعها 12.5 متر يتصدر واجهة المعبد أعمدة ضخمة رائعة أعلاها متوج برسومات لرئوس الإله حتحور، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثاني الذي شيد في عهد أغسطس والذي يحتوي على نقش بارز، يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر.

ويعلوها ثلاثة أقراص للشمس المجنحة، ثم صفًا من أفاعي الكوبرا المتوجة بأقراص الشمس ويبلغ عدد الأعمدة التي تحمل سقف قاعة المعبد 24 عامودا، علاوة على عدد كبير في باقي المعابد من الداخل وتحاط هذه الأعمدة مجموعة من الغرف لتقديم القرابين.

والسراديب بمعبد دندرة هي المكان المخصص للاحتفال بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخله التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة.

ويضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، وخبي المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجنح أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقسة تقديم الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة بالإضافة إلى طقسة طعن التمساح امام حور بحدتي والمنظر الحتحورات السبعة.