الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف استطاعت كوريا الجنوبية تسجيل رابع أعلى معدل إصابات بـ كورونا والأقل في الوفيات ؟

مكافحة فيروس كورونا
مكافحة فيروس كورونا

رغم أن كوريا الجنوبية واحدة من أكثر البلدان التي تضررت في العالم بسبب فيروس كورونا وتزايد عدد الإصابات بها، إلا أنها واحدة من الدول التي لم يصيبها فزع يؤثر على الحياة العامة، واستطاعت في هدوء خفض معدل الوفيات إلى أدنى مستوياته مقارنة بعدد الإصابات.

حتى اليوم الأربعاء، أعنت كوريا الجنوبية عن وجود 7575 حالة إصابة مؤكدة، وهو رابع أعلى عدد إصابات في العالم، ولكن منهم 60 حالة وفاة فقط، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي لمنظمة الصحة العالمية، فماذا فعلت كوريا الجنوبية وهل من الممكن أن تصبح قدوة لباقي دول العالم؟ 


وفقا لوكالة فرانس برس، فإن كوريا الجنوبية لم تتبع النهج الصيني المتمثل في إغلاق المدن المتضررة ، بل تبنت كوريا الجنوبية نموذجًا من المعلومات المفتوحة والمشاركة العامة والاختبارات على مدى واسع، مع تتبع كل ما يتعلق بالشخص المصاب بالفيروس التاجي واجراء الاختبارات المستمرة له.

ويتم أيضا نشر حركات الشخص المصاب على مدار 14 يوما، ويتم تحديدها وفقا لاستخدامه بطاقة الائتمان، وتسجيلات الدوائر التلفزيونية، وتتبع الهواتف المحمولة، مع إرسال تنبيهات رسائل نصية إلى الأشخاص عند ظهور إصابة جديدة في المنطقة التي يعيشون فيها أو يعملون فيها.


أثارت هذه الطريقة مخاوف تتعلق بالخصوصية، لكنه أصبح حلا ناجحا في رصد المصابين دون التأثير على اقتصاد البلد، فضلا عن إتاحة الفحص الطبيفي كل أنحاء البلد برسوم تقدر بـ 160 ألف وون أي حوالي 134 دولارا، ولكنها تقدم بشكل مجاني للمرضى المشتبه في إصابتهم وكذلك للحالات المؤكد إصابتها وللذين يشاركون بإيجابية وتشجيع غيرهم على عدم الخوف والالتزام بالنظافة الشخصية.

الفحص المستمر يساهم أيضا في الكشف المبكر عن الإصابة بالمرض ومعاجة انتشار العدوى قبل تطور حالة المريض، حيث أجرت كوريا الجنوبية اختبارات تشخيصية بشكل أسرع من أي دولة أخرى، حوالي 15 ألف اختبار في اليوم اواحد منذ بدء تفشي الفيروس، ويقول المتخصصون إنها ساعدت البلاد في الكشف المبكر عن المرض.

تجري كوريا الجنوبية أكثر من 15 ألف اختبار تشخيصي يوميا، من خلال أكثر من 500 عيادة اختبار، وتوفر أيضا أكثر من 40 سيارة طبية متنقلة، لتقليل الاتصال بين المرضى والعاملين في المجال الطبي، وكانت قد أعدت كوريا الجنوبية الخطة لمكافحة المرض في غضون أسابيع من ظهور المرض في الصين.

كذلك حثت السلطات الناس على البقاء في منازلهم، وتجنب الاجتماعات وتقليل الاتصال مع الآخرين، في حملة تسمى النأي الاجتماعي، مما أدى إلى خلو الشوارع بدون فزع أو خوف، ورغم إلغاء كوريا الجنوبية للتجمعات إلا عند الوجود في تجمعات ضرورية يحرص الناس على ارتداء الكمامات.

أما انخفاض معدل الوفيات فيرجع إلى عدة عوامل أبرزها الاكتشاف المبكر للمرض والذي يسهل من العلاج المبكر، والاختبارات على نطاق واسع في البلد بأكمله، بالإضافة إلى وجود ظاهرة غريبة وهي أن المصابون في كوريا الجنوبية معظمهم من النساء ونصفهم دون سن 40 عاما.

ويقول المسؤولون إن السبب وراء إصابة النساء أقل من 40 عاما هو تواجدهم في "شنتشونجي ليسوع"، وهي جماعة دينية سرية يعتبرها البعض ديانة ومعظم أعضائها من النساء والكثير منهم في العشرينات والثلاثينات.