عالم مسرحي، كاتب أغاني للأوبرا، سيناريست، شاعر، ناقد أدبي، زعيم العمل الأدبي والفني في الصين والأهم مؤسس الموسيقى الصينية الحديثة، إنه الأسطورة الصينية تيان هان صاحب الفضل في ألحان النشيد الوطني الصيني، ويوافق اليوم 12 مارس ذكرى ميلاده الـ 122.
ولد تيان هان في 12 مارس عام 1898،وفقد والده وهو في السادسة من عمره، والتحق بمدرسة تشانجشا الحكومية في عام 1912، وكان المدير حينها يدعى شو تيلي، وفي عام 1916 التحق للدراسة بأول مدرسة بحرية وبعدها التحق بمدرسة عليا في طوكيو، وقابل هناك أعز أصدقائه ويدعى يي تشانج تسو بينج والذي تم اغتياله في مدينة تشانجشا في عام 1920.
في عام 1925 أسس تيان هان شركة "ساوثلاند مانثلي"، ثم عمل لفترة قصيرة في قسم الدعاية بالإدارة السياسية العامة للكومينتانج الصينية وكان مسؤولًا عن شؤون السينما والمسرح، وفي عام 1928، تم توسيع شركة ساوثلاند، لتشمل خمسة أقسام من الأدب والرسم والموسيقى والدراما والسينما، وتم إنشاء كلية ساوثلاند للفنون، ثم اهتم أكثر بالموسيقى والأغاني، خاصة السياسية منها، وفي عام 1935 ألقت الحكومة الوطنية القبض عليه بسبب كتابته وتلحينه لأغنية "مسيرة الجيش"، وكانت ضمن فيلم الأطفال في العاصفة.
وبعد قضائه فترة العقوبة لحن العديد من الأغنيات الأخرى في عام 1937 مثل "Four Seasons Song" و"The Ending Girl Girl"، والأغنية الرئيسية لـ "Angel on the Road"، ثم تزوج في عام 1941 وأسسا معا نادي "New China Drama Club"، ومرت عدة أعوام اشتهر فيها بألحانه حتى شغل منصب مدير مكتب تحسين الدراما بوزارة الثقافة الصينية في عام 1949.
كرس تيان هان حياته المهنية الأدبية والفنية، وكتب أكثر من 60 عمل دراميا وللأوبرا، أكثر من 20 سيناريو للأفلام، 24 مخطوطة للأوبرا ، وما يقرب من 2000 أغنية وقصائد قديمة وجديدة، ومن بينها قصيدة "مسيرة المتطوعين" التي تم اختيارها النشيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية،تيان هان أيضا خبيرا في تاريخ البحرية الصينية، وشارك خلال حرب الصين ضد اليابان.
اندلعت الثورة الثقافية في عام 1966، وكان حينها تيان منضما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ولصحيفة الصين الشعبية الرسمية، التي نشرت له العديد من المقالات النقدية جعلته يقضي فترة في السجن مجددا، عامين تعذب فيهما تيان حتى الموت خلف قضبان السجون، كان تيان مصابا بمرض السكري ولم يوفر السجن الدواء اللازم له.
تلذذوا بتعذيبه في السجن، لا طعام، لا شراب ولا مكان مناسب لقضاء حاجته، فكان يضطر إلى شرب البول الخاص به، كان ميتا على قيد الحاياة لمدة عامين حتى توفي في 10 ديسمبر عام 1968 بمرض السكري ومرض القلب، وعند وفاته رفضت إدارة السجن إخطار أهله فلم يحضر أحد منهم، خاصة وأن الاسم الذي خرج به في القائمة كان اسما مزيفا، حيث كتبوا "لي وو".
أما قصة اختيار نشيد "مسيرة المتطوعين" من كلماته وألحانه نشيدا وطنيا للصين، فلها قصة غريبة، ففيعام 1979، أقيم حفل تأبين في مقبرة باباوشان الثورية في بكين، وحينها أقرت الدورة الخامسة للمجلس الوطني الخامس لمجلس النواب باستعادة "مسيرة المتطوعين" كنشيد وطني لجمهورية الصين الشعبية، وفي عام 2004، نقحت الدورة الثانية للمجلس الوطني العاشر لمجلس النواب دستور جمهورية الصين الشعبية وأدرجت رسميًا مسيرة المتطوعين على أنها النشيد الوطني.